كيد« السلايف» .. زوجة العم ألقت الرضيع من الطابق الثاني نكاية في أمه

الطفل
الطفل

الزوجة عمود البيت، إن استقامت استقام، وإن اختلت أصابه الوهن والضعف، وهذا عين ما حدث في هذه الواقعة؛ عندما أقدمت امرأة بكل حقد وغل على قتل رضيع بسبب أن حماتها تفضل أمه عنها.. حاولت قتله تعذيبًا بالسكين، وعندما فشلت وفشل مسعاها، ألقت به من الطابق الثاني، ولولا عناية الله ولطفه لمات الطفل، بعد أن سقط في أرض زراعية على بعد سنتيمترات من أسياخ حديدية كادت تفتك به لو سقط عليها. تفاصيل تلك الواقعة البشعة التي شهدت أحداثها قرية كفر الشيخ خليل التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

أغلقت الباب خلفها بالقفل وظلت قرابة النصف الساعة ومعها صاحب العام ونصف دون أى صوت، وفجأة تعالت أصوات الطفل بالصراخ، حتى أنه من فرط صراخه فزع كل من في البيت لنجدته، وعندما حاولوا الدخول إلى الشقة وجدوها مغلقة من الداخل.

صراخ الطفل يشتد ويعلو من الداخل وأهله واقفون على الباب الذي حال بينهم وبين نجدته، وفجأة انقطع صوت الطفل، ومعه بدأ الأمل في نجدته يقل، خصوصا وأنهم واقفون على الباب ولا يدرون ماذا أصابه.

كسروا الباب فوجدوا «أسماء» قادمة من الشرفة، وعينها تقدح شرارًا، وعندما ألقوا نظرة من الشرفة وجدوا الطفل ملقى على الأرض وفتاة أثناء مرورها بالشارع تحاول التقاطه بعد أن فزعها سقوطه وصراخه.

الغيرة
كيف لامرأة أن تتجرأ وتحاول قتل طفل رضيع، ليس له ذنبٌ في شيء، وحتى نُجيب عن هذا السؤال، يتحدث لـ «أخبار الحوادث» جد الطفل لأمه، الحاج حمدي سلام، قائلا: «ابنتي إيمان تزوجت منذ قرابة الـ ٥ سنوات، بقرية كفر الشيخ خليل التابعة لمركز شبين الكوم، ومنذ أن انتقلت إلى منزل الزوجية وهى تتعامل مع أهل زوجها على أنهم أهل لها، ولا تقول لأهل زوجها إلا نعم وحاضر، حتى امتلكت قلوبهم حبًا، ومرت الأيام ورزقت الزوجة والزوج بالمولودة ندى، ثم محمد».

وأضاف: قبل سنة، تزوج شقيق زوج ابنتي من فتاة من إحدى القرى المجاورة، تدعى «أسماء. ط. أ»، لكن هذه الفتاة لم تعامل أهل زوجها كما تعاملهم ابنتي إيمان، وبالتالي لم تستطع كسب حبهم، وأصبحوا - بشكل أو بآخر - يفضلون عليها ابنتي، بداعي أنها زوجة ابنهم الأكبر من ناحية، والأقرب مودة لهم من ناحية أخرى».

واستكمل: «بالطبع هذه الأمور جعلت الغيرة والحقد يمتلكان قلب «سلفتها»، وأصبحت كل ثانية وأخرى تفتعل معها المشكلات، لكن ابنتي كانت تترفع عن الدخول معها في مهاترات لا فائدة منها، وفي كل مرة كان الأهل في صف ابنتي، وهذا بالطبع كان يزيد «أسماء» غلا على غلها، وحقدًا على حقدها، حتى ضل تفكيره ووصل إلى أن تتخلص من «ندى أو محمد» أبناء «سلفتها» كيف تتشفى فيها».

واستطرد: «صباح يوم الحادث، نزلت «أسماء» من شقتها، وبعد أن وجدت «ندى» تلهو في البيت، دعتها إلى اصطحابها إلى شقتها في الدور الثاني، لكن الطفلة رفضت، وأعرضت عنها، وعندما لم تفلح في اصطحاب «ندى» إلى شقتها، أمسكت بـ «محمد»، الطفل الرضيع، البالغ من العمر عامًا وأربعة أشهر، وحاولت الصعود به، لكن استوقفتها حماتها وسألتها عن سبب اصطحابها الصغير إلى شقتها، فقالت لها إنها نسيت نوعًا من الحلوة في الشقة، وأنها ستأخذه معها لتعطيها له».

تعذيب
وتابع قائلا: «دخلت شقتها ومعها ابن ابنتي، وأغلقت الباب عليهما، دلفت إلى المطبخ وأحضرت سكينًا، وأخرجت الطفل من ثيابه، وأخذت تُصيب الطفل بجروح في قدمه، وصلت إلى محاولتها بترها، ثم أصابته بجروح متعددة في بطنه، وفي رقبته، والطفل مكتفًا بين يديها ولا يستطيع النجاة إلا بصرخات تلو صرخات لعل أحدًا ينجيه من بطش تلك الملعونة، والتي في الأساس امرأة عمه».

وأوضح: «من شدة صراخ الطفل هرع كل من في البيت لنجدته، ولكن حال الباب بينهم وبين الدخول لإنقاذه، وعندما أدركت «أسماء» أنها لا مفر من كشف ما فعلته، وأنها لن تجد مخرجًا من الواقعة، ولن ينفع معها التباكي ليسامحوها على ما ارتكبت يداها، حملت الطفل بين يديها وترجلت ناحية الشرفة، وبدون شفقة ولا رحمة ألقت الرضيع، وقتها تمكن الأهل من فتح الباب، ووجدوها عائدة من الشرفة وعينيها تقدح شرارًا، فعرفوا أنها ربما ضربت الطفل، لكن لم يصل في مخيلتهم أن تلقي الرضيع من الطابق الثاني مثلا، أو أن تحاول قتله، لكن بعد أن وجدوا «محمد» يصارع الموت أسفل شرفة شقتها أدركوا أن زوجة العم كانت تنوي قتل الصغير».

نجاة وحبس
كانت طفلة عائدة من مدرستها في هذه اللحظة، فنظرت بعينيها ووجدت شابة عشرينية تحمل رضيعًا بين يديها وفي لحظة أفلتته، فسقط على الأرض، هرعت الفتاة إليها فوجدته مُلقى على وجهه وقد غاب عن الوعي من فرط ما تعرض له.

ما أن حملته الطفلة من الأرض حتى صرخ بين بيديها، عاودت النظر مرة أخرى إلى الشرفة لكن هذه المرة أبصرت سيدة أخرى شابه وبجوارها عجوز تنظران إليها، وفي لحظة كانت الأم نزلت من الطابق الثاني وأخذت رضيعها من الطفلة.

الأم، «إيمان»، حتى هذه اللحظة لم تكن تدرك ماذا حل بابنها، هي فقط عرفت أنه سقط من الطابق الثاني، لكن كان افتراض أن سقوط الطفل ربما من لهوه ولعبه افتراضًا قائما، لكن ما لفت نظره إلى حقيقة الوضع حينها، أنها حت ى بعد أن أخذت ابنها في حضنها لم ينته صراخه، بل تمادى في صراخه أكثر وأكثر.

وقتها حاولت تعديل ثيابه، فوجدت آثار تعذيب في بطنه، وقدمه، ومحاولة بتر أصابع قدمه، فجن جنونها، ابنها كان يموت بالبطيء، كان يموت لولا عناية الله ولطفه، فأدركت حينها أنه لم يسقط جراء لهوه ولعبه، بل كان سقوطه مدبرًا، ومن يفعل في طفل هذه الأفعال، ويعذبه بهذه الطريقة، ليس بعيد عنها أن تلقيه من الطابق الثاني لتقتله.

دون أن تفكر ذهبت إلى مركز شرطة شبين الكوم، وهناك حررت محضرًا في «سلفتها» تتهمها بالشروع في قتل ابنها «محمد»، على الفور تحركت الأجهزة الأمنية، وألقت القبض على «اسماء»، وتم اقتيادها إلى قسم الشرطة، وهناك اعترفت أنها حاولت قتل «محمد» بسبب الغيرة من أمه، وعليه تم إحالة المحضر إلى النيابة العامة، والتي بدورها أمرت بحبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيق، وسرعة نقل الطفل إلى المستشفى ليتلقى علاجه واستعجال التقرير الطبي للطفل.