فى الصميم

إلى‭ ‬الدبابات‭..‬ أو‭ ‬التفاوض

جلال عارف
جلال عارف

حتى‭ ‬الآن‭ ‬يراعى‭ ‬الطرفان‭ ‬المتحاربان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬أوكرانيا‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬والغرب‮»‬،‭ ‬لحد‭ ‬كبير‭ ‬ألا‭ ‬ينزلقا‭ ‬إلى‭ ‬الصدام‭ ‬المباشرالذى ‬سيكون‭ ‬مدمرا‭ ‬للجميع‭. ‬روسيا‭ ‬تحصر‭ ‬عملياتها‭ ‬داخل‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والغرب‭ ‬يحسب‭ ‬خطواته‭ ‬وهو‭ ‬يقدم‭ ‬السلاح‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬ويعلن‭ ‬أنه‭ ‬سلاح‭ ‬للدفاع‭ ‬وليس‭ ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬أراضى‭ ‬روسيا‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬الحسابات‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬دقيقة‭ ‬فإن‭ ‬الأخطاء‭ ‬واردة،‭ ‬والمواقف‭ ‬تختلف‭..

‬أوكرانيا‭- ‬بالطبع‭- ‬تريد‭ ‬سلاحا‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬الانتصار،‭ ‬وأوروبا‭ ‬القريبة‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬التصعيد‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬خطر،‭ ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬آثاره،‭ ‬وأمريكا‭ ‬تعرف‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬حربا‭ ‬لا‭ ‬منتصر‭ ‬فيها،‭ ‬لكنها‭ ‬تريد‭ ‬استنزاف‭ ‬روسيا‭ ‬لآخر‭ ‬مدى‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬بعيدة‭ ‬عنها‭!‬

هذا‭ ‬المشهد‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬دفاع‭ ‬التحالف‭ ‬الغربى‭ ‬الذى‭ ‬استضافته‭ ‬أمريكا‭ ‬فى‭ ‬قاعدة‭ ‬‮«‬رامشتاين‮»‬،‭  ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬ألمانيا‭. ‬حيث‭ ‬سيطر‭ ‬‮«‬صراع‭ ‬الدبابات‮»‬‭ ‬على‭ ‬الاجتماع‭.. ‬

فأوكرانيا‭ ‬تريد‭ ‬مئات‭ ‬الدبابات‭ ‬الهجومية،‭ ‬وأمريكا‭ ‬تؤيد‭ ‬ذلك‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬مشاركتها‭. ‬وألمانيا‭ ‬تعلن‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تمنح‭ ‬أوكرانيا‭ ‬دبابات‭ ‬‮ «‬ليوبارد‮»‬،‭ ‬الأحدث‭ ‬فى‭ ‬ترسانتها‭ ‬العسكرية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬قرار‭ ‬جماعى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬وبشرط‭  ‬أن‭ ‬ترسل‭ ‬أمريكا‭ ‬دباباتها‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬ابرامز‮»‬،‭ ‬الذى‭ ‬تقول‭ ‬واشنطون‭ ‬إنها‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬واحتياجاتهم‭. ‬وأنها‭ ‬مكلفة‭ ‬جاد‭ ‬وصعبة‭ ‬الصيانة‭ ‬وتحتاج‭ ‬لتدريب‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬للجيش‭ ‬الأوكراني‭!!‬

الخلافات‭ ‬أنهت‭ ‬الاجتماع‭ ‬دون‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬الدبابات‭ ‬الحديثة‭ ‬الهجومية،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬باقى‭ ‬الدعم‭ ‬العسكرى‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬ومساعدتها‭ ‬فى‭ ‬الإعداد‭ ‬لمعارك‭ ‬الربيع‭ ‬القادم‭ ‬التى‭ ‬يستعد‭ ‬لها‭ ‬الطرفان‭. ‬

لكن‭ ‬المثير‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكى‭ ‬الجنرال‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬ميلي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬العسكرية‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬‮«‬الصعب‭ ‬جدا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دحر‭ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬فى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭!! ‬

هل‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬ستطول‭.. ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أعلنه‭ ‬بأنها‭ ‬حرب‭ ‬لن‭ ‬ينتصر‭ ‬فيها‭ ‬أحد،‭ ‬وأن‭ ‬الإسراع‭ ‬بالتفاوض‭ ‬هو‭ ‬الأفضل؟‭ ‬قد‭ ‬تلوح‭ ‬الإجابة‭ ‬فى‭ ‬الربيع‭ ‬القريب‭.‬