حتى الآن يراعى الطرفان المتحاربان على أرض أوكرانيا «روسيا والغرب»، لحد كبير ألا ينزلقا إلى الصدام المباشرالذى سيكون مدمرا للجميع. روسيا تحصر عملياتها داخل أوكرانيا، والغرب يحسب خطواته وهو يقدم السلاح لأوكرانيا ويعلن أنه سلاح للدفاع وليس للهجوم على أراضى روسيا.
لكن الحسابات مهما كانت دقيقة فإن الأخطاء واردة، والمواقف تختلف..
أوكرانيا- بالطبع- تريد سلاحا يمكنها من الانتصار، وأوروبا القريبة تدرك أن التصعيد على حدودها خطر، وأنها لن تكون بعيدة عن آثاره، وأمريكا تعرف جيدا أن حربا لا منتصر فيها، لكنها تريد استنزاف روسيا لآخر مدى فى حرب بعيدة عنها!
هذا المشهد انعكس على اجتماع وزراء دفاع التحالف الغربى الذى استضافته أمريكا فى قاعدة «رامشتاين»، العسكرية الأمريكية على أرض ألمانيا. حيث سيطر «صراع الدبابات» على الاجتماع..
فأوكرانيا تريد مئات الدبابات الهجومية، وأمريكا تؤيد ذلك ولكن دون مشاركتها. وألمانيا تعلن أنها لن تمنح أوكرانيا دبابات «ليوبارد»، الأحدث فى ترسانتها العسكرية إلا إذا كان هناك قرار جماعى من دول «الناتو»، وبشرط أن ترسل أمريكا دباباتها من طراز «ابرامز»، الذى تقول واشنطون إنها أكبر من طاقة الأوكرانيين واحتياجاتهم. وأنها مكلفة جاد وصعبة الصيانة وتحتاج لتدريب لا يتوافر للجيش الأوكراني!!
الخلافات أنهت الاجتماع دون توافق على إرسال الدبابات الحديثة الهجومية، وإن كان هناك تأكيد على استمرار باقى الدعم العسكرى لأوكرانيا ومساعدتها فى الإعداد لمعارك الربيع القادم التى يستعد لها الطرفان.
لكن المثير هنا هو تأكيد جديد من رئيس أركان الجيش الأمريكى الجنرال «مارك ميلي»، على أنه من وجهة النظر العسكرية سيكون من «الصعب جدا»، أن يتم دحر القوات الروسية فى أوكرانيا هذا العام!!
هل يكون ذلك إشارة جديدة إلى أن الحرب ستطول.. أم أنه تأكيد على ما سبق أن أعلنه بأنها حرب لن ينتصر فيها أحد، وأن الإسراع بالتفاوض هو الأفضل؟ قد تلوح الإجابة فى الربيع القريب.