عاجل

أزهري: العلماء منارات للهدى.. والاختلاف معهم لا يُبيح التجريح

الدكتور بيومي إسماعيل
الدكتور بيومي إسماعيل

نرى بين الحين والحين البعض يتطاول على العلماء خصوصا علماء الدين الذين شهد لهم القاصى والدانى بالعلم ونفاذ البصيرة ومازال علمهم ينفع الناس حتى الآن، وإنك لتعجب حين ترى من يدعى الثقافة ثم يتطاول على العلماء الذين أبدعوا فى علوم الفقه والحديث والتفسير.. فما هو فضل أهل العلم عند الله وعند رسوله.

وعن ذلك يقول الدكتور بيومي إسماعيل من علماء الأزهر: قال تعالي: «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط»، فجعل أهل العلم فى الشهادة متساوون مع الملائكة فى الفضل وعطفهم على ذاته الجليلة سبحانه، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: (إن الحيتان فى البحر لتستغفر لمعلم الناس الخير)، وقال الإمام الشافعى رحمه الله: (إن لم يكن العلماء هم أولياء الله فليس لله ولى على الأرض).

ويضيف إن العلماء هم منارات الهدى وأطباء القلوب وأرباب الإصلاح بدونهم يضل الناس ويضلون الطريق الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الصدور ولكن بقبض العلماء فإذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤسا جهالا فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا).

اقرأ أيضًا | عالم أزهري: تكاتف الناس ضرورة في ظل الأزمات

ويؤكد، أن من طبيعة البشر الاختلاف بسبب تفاوت العقول والآراء ولكن لا يجوز لمن نختلف معه أن نجرح فيه أو نشنع عليه؛ لأن ذلك يحدث بلبلة بين الناس ويصدهم عن سماعهم فنكون منعنا خيرا وأحدثنا فتنة، فقد ورد عن الامام الشافعى أنه اختلف مع الإمام يونس الأعلى فغضب وترك المجلس إلى بيته فذهب إليه الشافعى وقال يا يونس أيعقل أن تجمعنا مسائل وتفرقنا مسألة، يا يونس لا تهدم الجسور بيننا فربما تحتاجها يوما، اكره الخطأ ولا تكره المخطئ وابغض المعصية وارحم العاصي.

ولذلك يجب تعلم هذه الآداب فى التعامل مع العلماء فالعلماء على الناس كالأم الحنون، قال الامام على بن أبى طالب رضى الله عنه: إن من حق العالم عليك أن تسلم على الناس عامة ثم تسلم عليه خاصة وتدفع نفسك لخدمته ولا تغتاب أحدا فى مجلسه ولا تقل له فلان يقول بخلاف رائيك ولا تلح عليه إذا كسل ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ولا تفشى سره، فهذا سيدنا عبد الله بن عباس يقدم لنا النموذج فى احترام العلماء يقود ناقة زيد بن ثابت لأنه أعلم الناس بعلم الفرائض وهو علم المواريث فيستحى زيد من عبد الله بن عباس ويقول ماذا تفعل يابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول هكذا امرنا أن نفعل بعلمائنا، فينزل زيد من على الناقة ويقبل يد عبد الله بن عباس ويقول هكذا امرنا أن نفعل مع آل البيت وكان ابن عباس يقول: ثلاث من إجلال الله تعالى إكرام ذى الشيبة وحامل القرآن وحامل العلم.. صغيرا أو كبيرا.