مصر والهند .. علاقات قوية تمتد لكافة مجالات التعاون

رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي و الرئيس عبد الفتاح السيسي
رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي و الرئيس عبد الفتاح السيسي

تعتبر العلاقات المصرية الهندية فريدة من نوعها ليس فقط بسبب تاريخهما الحديث المشترك، ولكن أيضًا لأنها تظهر تعاونًا بين دولتين عظيمتين، لكل منهما وزن إقليمي خاص.

تعود جذور هذه العلاقات إلى التحديات والتطلعات المشتركة التي يواجهها البلدان، وتعد الاتفاقيات المشتركة العديدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية أحدى الركائز الأساسية لذه العلاقة ومثالا واضحًا على مدى تميزها وأهميتها. 

في الفترة الأخيرة، شهدت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية تقدمًا ملحوظًا في العلاقات المصرية الهندية

كان كلا الطرفان حريصين على تعزيز العلاقات بينهما من خلال زيادة الزيارات رفيعة المستوى والدبلوماسية المصرية الجادة لتعزيز التعاون مع القوى الكبرى في آسيا، بما في ذلك الهند.

علاقات دبلوماسية وسياسية لا تنتهي

تمتد العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والهند منذ زمن الزعيم المصري سعد زغلول الذي ربطته علاقة قوية بالمهاتما غاندي وعلاقة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بجواهر لال نهرو أدت لتوقيع اتفاقية صداقة بين مصر والهند عام 1955، وكان للدولتين دور متميز في مؤتمر باندونغ، وفي إنشاء وإرساء حركة عدم الانحياز.

وترجع العلاقات القوية بين البلدين إلى التفاعل السياسي المستمر على أعلى المستويات.
تعززت العلاقات الأخوية والودية بين مصر والهند بشكل أكبر من خلال رحلات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند في أكتوبر 2015 وسبتمبر 2016.

إلى جانب العديد من الزيارات الوزارية الأخرى بين البلدين، زارت وزيرة الخارجية الهندية وقتها سوشما سواراج مصر في عام 2015، وفعل وزير الخارجية المصري سامح شكري الشيء نفسه في عام 2018.

العلاقات الاقتصادية 

شهدت العلاقات المصرية الهندية نموًا واستقرارًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية ، فضلاً عن زيادة ملحوظة في حجم التبادلات التجارية.

قررت اللجنة الوزارية المصرية الهندية المشتركة ، برئاسة وزيري خارجية البلدين ، زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وتشكيل مجموعة عمل في مجال التجارة والجمارك ، والبحث في الاستثمار المشترك في مجالات الزراعة والتصنيع والصناعات الغذائية ومجالات أخرى في مارس 2012. 

قرر الطرفان تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين المؤسسة الهندية لأبحاث الفضاء والهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء للتعاون في مجالات الأقمار الصناعية وعلوم الفضاء، والاستشعار عن بعد.

تم تسجيل فائض قيمته 25.47 مليون دولار لصالح مصر في الميزان التجاري خلال الفترة (يناير- يونيو) 2010 نتيجة زيادة حجم التجارة بين البلدين والتي بلغ إجماليها حوالي 1655.35 مليون دولار بارتفاع 14.8 في المائة عن نفس الفترة. الفترة من عام 2009. 

تعد الهند هي ثالث أكبر شريك تجاري لمصر حيث شهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ورئيس الوزراء الهندي بـ18 نوفمبر 2008 التوقيع علي 6 أتفاقيات «حيدر أباد» بالهند، وهي اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة واتفاقية تبادل تسليم المجرمين والاعلانات المشتركة ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات التجارية والدبلوماسية والقضائية والصحية والاستخدام السلمي للفضاء.

خبرات الهند في الطاقة البديلة

ومن أجل توفير مصادر الطاقة البديلة كجزء من استراتيجية المناخ في مصر، كانت خبرة الهند في مجال الطاقة الشمسية مفيدة. وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال الشراكة المصرية الهندية في إنشاء مشروع مزرعة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان ، والتي تعد الآن أكبر مجموعة من محطات الطاقة الشمسية في العالم.

القمح الهندي 

في الوقت الذي اشتعلت فيه الأزمة وفرض حظر على صادرات القمح قبل التوصل إلى صفقة بوساطة تركية على أساسها استؤنفت صادرات الحبوب ، مثلت الهند بديلاً مهمًا للقمح الروسي والأوكراني ، والذي تعد مصر فيه أكبر دول العالم. المستورد. 

في ذلك الوقت، قامت مصر على بشراء 500 ألف طن قمح من الهند، وقد تم ذلك تحسباً لحظر نيودلهي السابق على التصدير ، والذي جاء لأن الهند قررت حظر صادرات القمح بسبب ارتفاع الأسعار المحلية وموجة الحر الشديدة التي كان لها تأثير سلبي على الإنتاج.

الثقافية.. أولوية كبيرة

يولي البلدان أولوية قصوى لنمو المجالات الأكاديمية والثقافية وتعزيزها، كما يتضح من حقيقة أن معاهد البحث والجامعات بدأت في تنظيم عدد من الندوات الفكرية والثقافية بين المثقفين والمفكرين من البلدين لضمان المشاركة المستمرة في المهرجانات الثقافية والفنية الخاصة بهم بالإضافة إلى ذلك ، هناك فرص لتنويع مجالات التعاون الثقافي ، مثل إقامة معارض الآثار المصرية في الهند والحفاظ على الآثار وصيانتها.

المركز الثقافي حجر الزاوية

من أجل توسيع نطاق عرض الثقافة الهندية في مصر، تم إنشاء المركز الثقافي الهندي "مولانا أبو الكلام آزاد" في القاهرة عام 1992. 

وقد احتل المركز منذ فترة طويلة مكانة بارزة في المجتمعات الثقافية والفكرية في مصر.
يزور المركز المصريون والهنود الذين بشكل متكرر، حيث يستضيف أيضًا دروس اليوجا وعروض الأفلام ودروس اللغة الهندية والأردية والطعام الهندي. 
المركز الثقافي هو حجر الزاوية في برنامج التبادل الثقافي بين البلدين الذي أنشئ عام 1958، لا يزال ساري المفعول حتى الآن.

مصر والهند ضد كورونا

خلال جائحة COVID-19 ، تم إجراء محادثات هاتفية بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للتعبير عن دعمهما للعمل معًا لمكافحة هذا التهديد. في حين اشترت الهند 300ألف جرعة من عقار رميدسفير لمكافحة الموجة الثانية من فيروس كورونا في الهند في مايو 2021 ، اشترت مصر 50 ألف جرعة من لقاح كوفيد 19 للهند.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت مصر في مايو 2021 ثلاث طائرات إلى الهند تحمل الإمدادات الطبية ، مما أدى إلى إنقاذ العديد من الأرواح في هذه العملية.