محمد علي كلاي.. رياضي بدرجة سياسي

محمد علي كلاي رياضي بدرجة سياسي
محمد علي كلاي رياضي بدرجة سياسي

محمد علي كلاي أعظم لاعب في تاريخ رياضة الملاكمة  بلا منازع، نجح في انتزاع الحب والإعجاب وقبلهما الاحترام من الجميع.

وحين سئل كيف يحب أن يتذكره العالم قال "رجل لم يبع شعبه أبدا" من هو  كلاي اسمه قبل إسلامه كاسيوس مارسيلوس كلاى جونيور، ولد في 17 يناير 1942 ،  بمدينة لويفيل بولاية كنتاكي  بالولايات المتحدة الامريكية من أصول إفريقية  وقصة إسلامه بدأ كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور، يتردد سراً على إليجاه محمد زعيم جماعة "امة الإسلام"، ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات ولم يستمر انضمام محمد علي إلى جماعة أمّة الإسلام طويلًا؛ حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم فاعتنق الإسلام السني مذهب أهل السنة والجماعة.

ثم أنشأ أعماله الخيرية والدعوية محاولًا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين وقد كان يفتخر بأنه مسلم سني.


وفي عام 1964  استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاماً، وبعد انتصاره بيومين فقط، عقد مؤتمراً صحافياً أعلن من خلاله اعتناقه الإسلام وغير اسمه إلى «محمد علي»، لتطير شبكات الأخبار العالمية بالخبر، ويصبح الحدث التاريخي حديث العالم ويتسبب في دخول الآلاف من السود والبيض الأميركان في الإسلام، العجيب أن هناك من أكد لكلاي أنه في حالة جهره بإعلان إسلامه ستنتقص شعبيته وقد ينفض الجميع من حوله، لكنه لم يضع اهتماماً لكل هذه الأمور، فقد سعى إلى مرضاة ربه فحدث العكس وزادت شعبيته واكتسح حبه القلوب وللملاكم محمد علي كلاي تسعة أبناء وبنات هم: مريم، ورشيدة، وجميلة، وهناء، وليلى، وخليلة، وميا، ومحمد جونيور، وأسعد .

مواقفه السياسية
أثناء الحرب الأمريكية مع فيتنام، تم استدعاء محمد علي للانضمام إلى الجيش الأمريكي ولكنه رفض "لأسباب دينية" قائلا: لا يوجد أي خلاف بيني معهم  وقال محمد علي: "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، وإننا كمسلمين ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت فى سبيل الله ورسوله، وإننا لا نشارك فى حروب الكافرين"، كما أعلن فى عام 1966: "لن أحاربهم قاصدًا  الجيش الشيوعى فى فيتنام - فهم على الأقل لم يلقبوننى بالزنجي".


 
ومن أشهر مواقفه السياسية ايضا توسطه لدى الرئيس العراقي صدام حسين الذي غزا الكويت، لإطلاق سراح نحو 5 آلاف أجنبي احتجزهم كرهائن في بغداد عام 1990، وقد نجحت وساطته وأطلق سراح اغلب أولئك الرهائن.

.زيارته لمصر

جاء كلاى إلى الأقصر وأسوان حيث كانت زيارته التاريخية لمقر مشروع السد العالي، وكان برنامج زيارة متخم، لكن ذلك لم يمنع كلاى من السعي لإضافة بند رئيسى بطلبه لقاء الزعيم جمال عبدالناصر، وتحقق له ما أراد عندما استقبله الرئيس ناصر في منزله، ولم يكن ناصر وحده فى استقبال البطل العالمى، بل كان بصحبته أنجاله وتحديدا أصغرهم عبدالحكيم الذي كانت مظاهر السعادة واضحة على محياه

بدايته في عالم الملاكمة


بداية محمد علي في عالم الملاكمة  حين كان في الـ12 من العمر، وحقق عدة ألقاب على المستويين المحلي والوطني وهو دون الـ18،
ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960 عن فئة وزن الخفيف الثقيل،


وفي أكتوبر عام 1960 اتجه اللاعب إلى عالم الاحتراف، حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالًا فاز فيها جميعًا، من بينها 15 بالضربة القاضية، كما حقق المفاجأة في فبراير عام 1964


 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة -آنذاك- سوني ليستون، وفاز بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلًا حينها رقما قياسيًا كأصغر ملاكم (22 عامًا) يحقق لقب البطولة في هذا المجال.

إنجازات كلاي

بعد انتصاره الأولمبي المميز، تحوّل علي إلى بطلٍ أمريكي. وأصبح لاعبًا محترفًا، حيث تابع هزيمة خصومه في الحلبة. استطاع بعدها في عام 1963 أن يهزم البطل البريطاني المعروف هنري كوبر في عام 1963، ثم هزم الملاكم سوني ليستون بالضربة القاضية عام 1964 ليصبح بطل العالم في الملاكمة من فئة الوزن الثقيل.

اشتُهر علي بحبّه للاعتزاز بمواهبه المميزة قبل النزال وباستخدامه للتعابير المميزة والبرّاقة. وفي واحدةٍ من أشهر مقولاته في وصف نفسه، أخبر علي المعلّق الرياضي أنّه يستطيع أن "يحوم مثل الفراشة، وأن يلسع مثل النحلة". 

وعلى حلفية رفضه المشاركة فى صفوف الجيش الأمريكى المحارب فى فيتنام، تم الحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية وتغريمة 10.000 دولار ومنعه من ممارسة الملاكمة لمدة 3 سنوات


ولكن لم يتم حبسه خلال فترة  الاستئناف وعاد محمد علي إلى الحلبة قبل قرار المحكمة العليا وذلك في عام 1970 حيث استطاع الفوز على جيري كاري. وفي السنة التالية خسر على يد جو فريزر فيما يعرف بـ "نزال القرن". قاتل كل من علي وفريزر بقوةٍ وإصرار كبيرين، واستمرت المنازلة 14 جولة قبل أن يقوم فريزر بلكم محمد علي بقبضته اليسرى في الجولة الخامسة عشر. استعاد علي قوته سريعًا لكن الحكام منحوا اللقب إلى جو فريزر. وكانت هذه أول خسارة لمحمد علي بعد 31 فوز. تلى تلك الخسارة خسارة أخرى أمام كين نورتون، لكنّ محمد علي لا يعرف الاستسلام فهزم فريزر في عام 1974.


خاض علي في عام 1974 نزالًا تاريخيًا آخر أمام بطل الوزن الثقيل الذي لا يهزم، جورج فورمان. سُمي هذا القتال بـ "صخب الغابة". وخلال المراحل الأولى من هذه المباراة بدا علي وكأنّه ضحية أمام فورمان الضخم الذي يصغره سنًا، لكنّه استطاع أن يُسكت كلّ النقاد بأداءٍ اسطوريٍ احترافي. واستطاع استنزاف طاقة خصمه بأسلوبه المميز، قبل أن يقوم بهزيمته بالضربة القاضية في الجولة الثامنة ليحصل على لقب بطل الوزن الثقيل.


التقى علي بخصمه فريزر في عام 1975،  بذل فيه كلا الخصمين قوةً رهيبة وتحملوا ضرباتٍ موجعة ليعلن بعدها مدرّب فريزر في الجولة الرابعة عشر هزيمة فريزر وفوز محمد علي.


وبعد خسارة لقبه أمام ليون سبينكس في فبراير من عام 1978، استطاع محمد علي إلحاق الهزيمة به في شهر سبتمبر ليكون أول ملاكم يحصل على لقب الوزن الثقيل لثلاث مرات. وبعد فترة استراحةٍ قصيرة، عاد إلى الحلبة ليواجه لاري هولمس في عام 1980، لكنّه خسر أمامه كما خسر بعدها في عام 1981 أمام تريفور بيربيك. حيث أعلن اعتزاله بعدها للرياضة.

الوفاة

توفي بتاريخ 3 يونيه 2016 بعد صراع دام لثلاث عقود مع مرض الشلل الرعاش

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم