منطقة القرنة تبوح بأسرارها في العام الجديد 2023 ..

لملوك الدولة الحديثة.. تعرف على حكاية «مقبرة ملكية» ترجع لعصر التحامسة

 منطقة القرنة
 منطقة القرنة

تسهم الاكتشافات الأثرية الحديثة في التعرف على أنماط الحياة القديمة وتفتح بعضها الباب أمام إعادة كتابة التاريخ، وبالنسبة للأقصر فهي إحدى محافظات جنوب الصعيد وعاصمتها مدينة الأقصر الحالية، التي كانت قديماً تمثل مدينة طيبة عاصمة مصر خلال الحقب المصرية القديمة، وتشتمل محافظة الأقصر Luxor على سبع مراكز إدارية.

- منطقة القرنة تبوح بأسرارها في العام الجديد 2023:

حيث تضم ما يقرب من 53 موقع أثري، بالإضافة لـ 17 موقع أثري في إسنا، و6 مواقع أثرية في أرمنت، ولا يخل مكان في المحافظة من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين، ومن خلال مفهوم عقيدة المصريين القدماء، جعلوا مدينة الأحياء على الشاطئ الشرقي للنيل، ومدينة الأموات على الشاطئ الغربي للنيل، فالحياة مع شروق الشمس والموت مع الغروب.

- منطقة الوديان الغربية بالبر الغربي بالأقصر :

منطقة الوديان الغربية من المناطق الأثرية الجبلية الوعرة والتي تبعد عن المنطقة الأثرية بحوالي 8 كم، تعمل بها البعثة الإنجليزية ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة بجامعة كامبريدج منذ ما يزيد عن عشر سنوات والتي أسفرت عن عدد من الاكتشافات الأثرية الهامة طوال تلك الفترة، وقد عمل بمنطقة الوديان قديماً عدد من علماء الآثار أهمهم هوارد كارتر عالم الآثار الإنجليزي وخبير علم المصريات ومكتشف مقبرة توت عنخ آمون ولكنه لم يكمل الحفائر بها نظراً لصعوبة العمل في تلك المنطقة، كما اكده الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.

الكشف عن مقبرة ملكية بمنطقة الوديان الغربية بإقليم الصولجان :

وأضاف الحصري ، أنه بين الحين والآخر تبوح لنا أرض المحروسة بالكثير والكثير من الاكتشافات الأثرية الهامة، فمع ذكري الاحتفال بعيد الأثريين الموافق 14 يناير 2023م، تم الإعلان عن اكتشاف مقبرة أثرية مغطاة بالرواسب الرملية، من اكتشافات البعثة المصرية الإنجليزية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار  ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة بجامعة كامبريدج، وللعلم فإن هذه المقبرة لم تكن معروفة من قبل بسبب تغطيتها برواسب كثيفة من الرمل والحجر الجيري نتيجة للسيول التي حدثت خلال العصور القديمة، مما أدي إلى طمس كثير من معالمها ونقوشها.

وأوضح الحصري ، أن المقبرة المكتشفة تقع في التقسيم رقم C بمنطقة الوديان الغربية بالبر الغربي بالأقصر، وأن البعثة مستمرة في أعمال الحفائر والتوثيق الأثري للمقبرة بالكامل، الأمر الذي سيساهم في إزاحة الستار عن التخطيط المعماري للمقبرة بشكل أوضح وكذلك عناصرها الفنية.

وقد أوضح د. بيرز لذرلاند رئيس البعثة من الجانب الإنجليزي أن المقبرة المكتشفة ربما تخص أحد الزوجات الملكيات أو الأميرات خلال فترة حكم التحامسة والتي لم يتم الكشف عن عدد كبير منها حتى الآن، والتي سوف تلقي الضوء علي جوانب لم تكن معروفة من قبل.

من هم التحامسة ملوك الأسرة 18 بالدولة الحديثة :

تأسست الأسرة الثامنة عشرة على يد الملك أحمس الأول طارد الهكسوس، وتعد الأسرة المصرية الثامنة عشر هي أول أسرة في الدولة الحديثة وهي الفترة التي بلغت فيها مصر القديمة أوج قوتها. وقد حكمت هذه الأسرة في الفترة من 1550 إلي 1295 ق.م، وتُعرف هذه الأسرة أيضاً باسم أسرة التحامسة تيمناً بالفراعنة الأربعة الذين سُمّوا تحتمس وهم :

تحتمس الأول (عا - خبر - كا - رع)  1504-1492 ق.م
تحتمس الثاني (عا - خبر - إن - رع)  1492-1479 ق.م
تحتمس الثالث (من - خبر - رع)  1479-1425 ق.م
تحتمس الرابع (من - خبرو - رع)  1400-1390 ق.م

ويعود أصل العديد من الفراعنة الأكثر شهرة في مصر إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، من بينهم الملك توت عنخ آمون، الذي عثر هوارد كارتر على مقبرته في 4 نوفمبر 1922، ومن بين الفراعنة المشهورين الآخرين لهذه الأسرة؛ المكلة حتشبسوت أطول ملكة فرعونية حُكماً من سلالة مصرية أصلية والملك أمنحتب الرابع (نفر-خبرو-رع-واع-إن-رع) المعروف باسم أخناتون وزوجته الملكة العظيمة نفرتيتي صاحبة الرأس الشهيرة بمتحف برلين بألمانيا.

ولذلك فتعتبر الأسرة الثامنة عشرة فريدة من نوعها بين الأسر المصرية الأخرى، وقد احتلت الأسرة الثامنة عشر مناطق شاسعة من الشرق الأدنى، خاصة في عهد الفرعون تحتمس الثالث الذي أخضع بدو «الشاسو» في شمال كنعان وأرض رتنو، حتى سوريا وميتاني ضمن العديد من الحملات العسكرية حوالي 1450 ق.م.