كرم جبر يكتب: نثق فى الدولة والرئيس

كرم جبر
كرم جبر

نتساءل: إذا كان هؤلاء يحبون مصر - كما يزعمون - لماذا يصوبون سهامهم نحو بلدهم، ويفرحون إذا حلت بالبلاد كارثة - لا قدر الله - ويحزنون إذا كانت مصر قوية ومتعافية؟، ولماذا يركزون شائعاتهم الإجرامية فى الأوقات الصعبة التى تواجه فيها البلاد التحديات؟.

لم يسألوا أنفسهم: اين يذهب 105 ملايين مصرى إذا لا قدر الله تعرضت البلاد لأى خطر؟ وحدودنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لا تسمح أبداً بالهجرة، بل يأتى إلينا أبناء الدول المجاورة بحثا عن الأمن وهرباً من ويلات الحرب ليعيشوا بيننا سالمين.

مائدة افطار المصريين فقط تتجاوز 150 مليون رغيف، وأطباق الفول والطعمية والبصل والمخللات، لن يجدوا شيئاً من هذا إلا فى مصر.. والله عليكى يا مصر، يحفظك الله على مر الأزمان.

مصر معجونة بالإبداع، إبداع الحياة التى تحتوى الجميع دون تمييز بسبب دين أو جنس أو عرق، وإبداع التعايش السلمى الآمن وكراهية العنف والدماء.. وإبداع المصريين فى حب بلدهم والدفاع عنه، فليس لهم أرض سواها ولا قبر سوى ثراها.

مصر لم تكن ولن تكون وطناً للإخوان، لن يحكمها ماليزى أو سريلانكي أو نيجيري، ولن تتنازل عن شبر من أراضيها فى صفقات الخلافة المشبوهة، ولن يتورط هذا الشعب الطيب فى حرب أهلية، وقودها اللعب بالأديان.

مصر ليست صحراء يقيمون فيها خيمة، وتتصارع قبائلها على الكلأ والماء، ولا ننسى فى أيام الفوضى السوداء، حين استحضر الإخوان نماذج مصغرة لحروب صحراوية، بالسيوف والخناجر والحراب، وأناس جاءوا من أعماق الماضى، يسترجعون غزوات الجاهلية.

عادوا إلينا يرتدون أقنعة عصرية ويخفون وراءها اسوأ سمات الجاهلية،من سفوح الجبال وعصف الرمال، إلى التحرير ومحمد محمود ورمسيس والقبة، يحملون سيوفاً وحراباً وخناجر وأعلاماً سوداء.. وكانوا يحلمون بإيقاع البلاد فى أتون الفتن الدينية والحرب الأهلية، ليقيموا خلافتهم المشئومة على أنقاض البلاد.

لا مكان يتسع للمصريين فى الأرض سوى مصر، أغلى شيء فى الدنيا، أرضها تحتوينا وسماؤها تظللنا ونيلها يروينا، ومهما كانت الشكوى فهى عتاب، فلنا وطن مثل البيت الكبير الذى يشدنا اليه الحنين ونعيش فيه آمنين، ونغلق أبوابنا أثناء الليل، بعد أن نطمئن أن البنات والولاد والأحفاد عادوا إلى غرفهم سالمين.

غدا تشرق الشمس وتعبر مصر كل الأزمات لثقة المصريين فى دولتهم ورئيسهم، وهو الذى أنقذها بعون الله من الضياع، وتحدى المستحيل لتبقى آمنة ومطمئنة ومستقرة، تبنى وتشيد وتعمّر وتتطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل.

نثق فى دولتنا والرئيس الذى تحدى الصعب والمستحيل، ومن فعل ذلك لا يستعصى عليه ايجاد حلول حاسمة لمشاكل اقتصادية تعانى من مثلها كثير من دول العالم، والثقة هى كلمة السر لاصطفاف المصريين خلف بلدهم ورئيسهم، فلا يتركون آذانهم لأهل الشر الذين ينتظرون حريقاً يرقصون على دخانه.