«وثائق بايدن وترامب».. صراع حزبي يهدد الديمقراطية الأمريكية 

جو بايدن ودونالد ترامب
جو بايدن ودونالد ترامب

تتصدر الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، قضية الوثائق السرية التي ظهرت في منزل الرئيس الحالي جو بايدن بنوع من التحيز والتحفز في آن واحد من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي.

ويرى الحزب الحاكم في الولايات المتحدة «الديمقراطي» أن ظهور تلك القضية في الوقت الراهن من شأنه أن يعطل الزخم الذي كان يأمله أعضاء الحزب في مواصلة الأجندة السياسية للرئيس في منتصف فترة ولايته. والتي كان يستعد فيه بايدن، وفريقه عن إعلان عن محاولة إعادة انتخابه في الأشهر المقبلة، خاصة مع ارتفاع معدلات الاقتصادي ووقوفه على أرضية صلبة. بعد أن انخفض التضخم قليلا وأخذت ظروف المستهلكين في تحسن.

اقرأ أيضًا.. العثور على وثائق سرية جديدة من عهد أوباما في منزل بايدن بولاية ديلاوير

أما الجانب الجمهوري الذي وجد ضآلة في الحدث للهجوم علي الرئيس بايدن وفريقه، قد استهلها الرئيس السابق دونالد ترامب، بالنشر على شبكة Truth Social الخاصة به، فقد دعا جارلاند لإنهاء تحقيق سميث في أنشطته و"تعيين مستشار خاص للتحقيق مع جو بايدن الذي يكره بايدن بقدر ما يكرهني جاك سميث".

ونشر ترامب عدة مقاطع إخبارية عبر قناة Truth Social. "هل سيقومون بمداهمة البيت الأبيض؟" قال النائب ماكس إل ميلر،جمهوري من ولاية أوهايو، وهو مساعد سابق لترامب، في أحد المقاطع من Newsmax. "هل سيلاحقون الرئيس بايدن بنفس القوة؟".

ونادى العديد من الجمهوريين أن تكون وثائق الرئيس بايدن، إحدى أولويات اللجنة التي تم إنشاؤها حديثًا التابعة للحزب الجمهوري بشأن التسليح الظاهري للحكومة.

ووجد الإعلام اليميني غايته في تلك القضية، وتبنت عناوين المواقع والصحف مساءلة بايدن وانتقدت التقارير الإعلامية التي تشير إلى الاختلافات بين ظروف ترامب وبايدن.

والحقيقة الظاهرة هنا أن الطرفان الجمهوري والديمقراطي، تغافلا أمرا حاسما، وهو ضرورة حفظ هذه الوثائق في منشأة آمنة" وما هي الاسباب التي دعت إلى عدم وصول هذه المستندات لمرافق آمنة. ودخلا في صراعا سياسيا.

والخسارة الحقيقية هنا تعود على الحياة الديمقراطية بالولايات الأمريكية وتنحصر في مصالح حزبية ضيقة.

والمدقق في الأحداث يلمس على وجهة السرعة الاختلاف البين في سلوك كلا الرئيسين بايدن وترامب، فنجد أن الرئيس السابق كان على علم بما كان أخذه ويرفض إعادته وهاج وماج في كل الأوساط منددا بالهجوم على مقر إقامته، بينما يقول بايدن إنه لم يدرك حتى أن لديه أي أوراق سرية وقام بتسليمها بمجرد اكتشافها.

وكان العثور على الوثائق في مرآب الرئيس بجوار سيارته، صدمة للجميع، ولكن بايدن علق على الأمر بوضوح "سيارتي كورفيت في مرآب مغلق، لذلك، ليس الأمر وكأنهم يجلسون في الشارع. "ويعرف الناس أنني آخذ المستندات السرية والمواد السرية على محمل الجد. كما أنه متعاون بشكل كامل مع مراجعة وزارة العدل".

ويرجع تخوف الديمقراطيون من تلك الواقعة، لما تحمله ذاكراتهم عن الصراع الذي خاضته من قبل هيلاري كلينتون عام 2016 لتبرير التعامل مع سجلاتها الخاصة - حيث ألقى البعض باللوم على وسائل الإعلام لإعطاء القصة تأثيرًا كبيرًا، وهو ما يسعي إليه الجمهوريون الآن.

وما يبدو جليا هنا أن الكثير يتجه نحو النية، هل كان الاحتفاظ بالمستندات من الرئيسين السابق والحالي متعمدا أم سهوا في خضم الانتقال من مكان لأخر، هل هذا شيئًا غير مقصود أو مقصودًا. وما ستكشفه التحقيقات ي كلا الجانبين. وأيضا يعتمد على أهمية الوثائق ومدي سريتها. والمعروف أن الوثائق في مقر إقامة ترامب تضمنت مواد شديدة الحساسية عن الصين وإيران. فضلا عن مرسلات بينه وبين رئيس كوريا الشمالية كما ذكرت الصحف في تلك الآونة. 

لكن يمكن تمييز مجموعة متنوعة من الوثائق على أنها سرية، ويمكن أن تعتمد التداعيات السياسية النهائية لبايدن جزئيًا على طبيعة الأوراق الموجودة في منزله ومكتبه.

ولا شك أن ظهور تلك القضية الآن علي السطح سببت الكثير من الإحراج للبيت الأبيض، ولكن يبقي أن الرئيس تعامل مع هذا بحكمة، بينما والرئيس السابق رفض تسليم الوثائق، وضلل المحققين، ثم أجبر مكتب التحقيقات الفيدرالي على مداهمة منزله".