فن ترويض الخشب.. نداهة «الفاجورة» تخطف دياب في كل شتاء

عم محمد دياب وسط أعماله الخشبية
عم محمد دياب وسط أعماله الخشبية

يبدو أن هناك سرًّا خفيًّا فى قرية «تونس» بالفيوم، إذ تضم كنزًا كبيرًا من المبدعين «إيديهم تتلف فى حرير» فى مجالات الحرف اليدوية؛ ورغم أن الخزّافين والفخّارين هم الفئة الغالبة، فإن الشيخ الفنان محمد دياب يبدو فريدًا فى مجاله بعدما أصبح معرضه محطة رئيسية لزوّار القرية .

تعددت الحرف بين يديه ولكن هوايته ظلت الأقرب إلى قلبه، عمل فى عدة أماكن وجرّب مهنًا مختلفة حتى تخصّص فى إصلاح تكييفات السيارات حتى أصبح مشهورًا وله ورشته وزبائنه، ولكن نداهة تشكيل الخشب ظلت تُراوده عن نفسه وتأخذه إليها من مشاغله جميعًا.


عم محمد دياب، مبدع حقيقى على مشارف الستين، يلبس البالطو الأبيض كأنه طبيب يُعالج مرضاه، يمر على بائعى الخشب ليحصل على بواقى القطع، فكل قطعة خشب لها استخدام عنده، فهذه تصلح أباجورة، وتلك ساعة حائط، وأخرى أداة لاختبار الذكاء، ورابعة لأدوات المائدة، وغيرها من القطع الفنية التى يمتلئ بها معرضه.


يؤكد الفنان محمد دياب أنه يعشق تشكيل الخشب منذ أن كان طفلًا صغيرًا، ويعترف أنه لا يزال يملك تلك اللهفة الأولى لتحويل القطع الخشبية الجامدة ذات الأشكال الفجة إلى لوحات فنية تسر الناظرين وتجذب السائحين، معترفًا أن أغلى قطعة باعها كانت لمصرى يعيش بالخارج وبلغت خمسة آلاف جنيه منذ عدة سنوات.

كما أن هناك سائحة نرويجية اشترت منه عدة قطع بمبالغ جيدة، وأشار إلى أن سعر كل قطعة يتناسب مع حجم الجهد الذى بذله فيها دون مبالغة، لأن السائح الذى يشترى هذه القطع الفنية يعرف جيدًا ماذا يشترى.

كما أن المصريين هم الأكثر إقبالًا وشراء لهذه القطع الفنية من الأجانب، وهذا على غير الشائع، لأن بيننا فنانين بالفطرة محبين لكل شيء جميل.


ويضيف عم محمد: عرضت منتجاتى فى الفسطاط بالمهرجان الذى يُقام هناك، أما قرية تونس فكنت أعرف زملاء لى هنا عرّفونى على المهرجان الذى يُقام هنا للخزف، وذهبت بالفعل وعرضت منتجاتى مجانًا، ووجدت استحسانًا من كل من شاهدها.

وبعد عدة سنوات اقترح عليّ زملائى أن أفتح معرضًا فى قرية تونس، وفى البداية كان شغلى فى البدروم فى ورشتى، وبعد هذا عندما اشتريت مخرطة كبيرة لم يسعها البدروم، وقتها قررت نقل عدتى كلها هنا.

وحاليًا أقوم بصنع جميع منتجاتى هنا من بداية شهر أكتوبر وحتى شهر مارس، لأن هذا التوقيت يعد بداية عملى فى مجال تكييفات السيارات.


وعن سر إطلاقه اسم «الفاجورة» على منتجاته أوضح أنه يعمل فى أنواع عديدة للخشب، رغم اعترافه بوجود اختلاف فى ثمرات كل نوع، فهناك شجرة زيتون، وشجرة برتقال، وشجرة جوافة، وغيرها من أنواع ثمرات الخشب.

وأى خشب فى الدنيا له ثمرة، وهى التجذيعة الموجودة داخل الخشب نفسه، أو ما يُطلق عليها اسم «الفاجورة» وهو الاسم الذى اختاره لمنتجاته لأنه يُمثل لُب تشكيل الخشب .


اقرأ ايضًا | الحرف اليدوية تشارك في معرض البيت العربي للأسر المنتجة