كرم جبر يكتب: تجربة العمل الأهلي

كرم جبر
كرم جبر

ما يدعو للتفاؤل هو أن جيلا جديدا من الشباب يتصدى للعمل العام، ويبشر بأن مستقبل مصر سيكون بخير، في ظل عقول وأفكار وسواعد تستطيع أن تضخ دماء جديدة.
وما يدعو للتفاؤل أن التحالف الوطني للعمل الأهلى، قدم نموذجاً جديداً لتغيير وجه الحياة، خلال المؤتمر الدولي الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، وكان الرئيس سعيداً وهو يستمع لتجارب وقصص نجاح من مصريين بسطاء قدمت لهم مبادرة «أزرع» المساعدة والعون.

مصر تحتاج عشرات المبادرات المماثلة، خصوصاً في الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، وتنسحب آثارها السلبية على البلاد، وتحتاج للتكافل والمبادرات المجتمعية، حتى يشعر الجميع أنهم تحت مظلة الدولة التي تبذل قصارى جهدها لاجتياز الظروف الصعبة.

تحية للقائمين على التحالف، والذين بذلوا جهوداً كبيرة ليخرج في الصورة التي رأيناها، من حيث المبادرة والإعداد والتنظيم، واكتشاف مواهب وقدرات في المجتمع المصري، لا يستطيع أن ينقب عنها إلا شباب مؤمن بوطنه ورسالته.

***

مصر التى استطاعت أن تحقق المستحيل في العشر سنوات الأخيرة، تستطيع - بإذن الله - أن تعبر الظروف الصعبة فى عام 2023 وتصل إلى بر الأمان، وتمتص الصدمة الكبيرة التي يعاني منها العالم كله  بشرط ان تتسلح بالوعى، ولا تترك المجال لصناع اليأس والاحباط .

كلنا في مركب واحدة، الدولة المصرية بكامل عناصرها، من الأجهزة السيادية والحكومة والمواطنين ورجال الأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ومصر أمانة في أعناقنا جميعاً، وعلى كل طرف أن يؤدى دوره.

الدولة استشرفت المستقبل بالمشروعات الكبرى التي تجعل البلاد تقف على أرض صلبة، وتحتوي الأزمات أياً كانت، وحزمة الإصلاحات الاقتصادية، التى تحملها الناس بصبر وتفهم، ووفرت مليارات الجنيهات للحماية الاجتماعية ومساعدة محدودى الدخل ،والتدخل الفورى لسد العجز في أي أزمة، ومواجهة انفلات الأسعار بسبب موجات التضخم القادم من الخارج.

سفينة الوطن تحتاج رجال الأعمال والقطاع الخاص والمستثمرين، ليجدفوا مع الجميع، ويكونوا خط دفاع قويا عن الأمن المجتمعي، وأن يتصدوا بأنفسهم لبعض الممارسات لمن يحاولون استثمار الأزمة على حساب لقمة عيش الناس .

مطلوب منهم أن يقدموا «مبادرات» خلاقة والمساعدة في التغلب على الأزمات، والتحلي بروح المواطنة والتخلص من الأنانية والذاتية، وعدم البحث عن المكسب السريع، وأن يرسموا في الأذهان صورة جديدة لإحياء روح المشاركة.

«مبادرات» لتخفيف أسعار السلع والخدمات أو الحفاظ على معدلاتها الحقيقية على الأقل، وعدم التذرع بالأسباب القديمة التى يرفعها بعضهم فى كل الأزمات.
المصريون هم البطل الحقيقى فى كل التحديات التى مرت بها البلاد وهم كذلك فى حماية سفينة الوطن، وعدم السماح لعابث أو متآمر أن يحدث ثقباً فيها، ويعرفون أن جماعة الشر متربصة بشائعات كاذبة وغرف الكترونية لخلق حالة من الغضب، واستغلال الأحداث العالمية ومحاولة «تمصيرها»، وإلقاء الاتهامات جزافاً فى كل الاتجاهات.