في ذكرى مرور 5 سنوات على قمة السلام التاريخية.. التصعيد محل التهدئة بين الكوريتين

موضوعية
موضوعية

في مثل هذا اليوم التاسع من شهر يناير عام 2018 كانت أول قمة سلام بين الكوريتين تعقد في قرية بان مون جوم، على الحدود الفاصلة بين الكوريتين، وذلك إيذانًا بانعقاد أول قمة للسلام بين الكوريتين بعد سنوات من القطيعة.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي لم تجلس شطرا شبه الجزيرة الكورية على طاولة مفاوضات واحدة بين بلدين كان في السابق يشكلان دولة واحدة، لكن ذلك حدث مطلع عام 2018، لتنعم شبه الجزيرة الكورية بهدوء نسبيٍ بدلًا من لغة التصعيد.

قمة تاريخية

وأعقب ذلك الاجتماع قمةٌ تاريخيةٌ في الـ27 من أبريل عام 2018، بين الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونج أون، والجنوبي مون جيه إن، اتفقا خلاله على نزع الأسلحة النووية، وغرسا شجرة الصنوبر إيذانًا ببدء السلام، وعبرا الحدود الفاصلة بين البلدين سويًا، كاسرين بذلك كل العوائق السياسية بين البلدين، التي ظلت جاثمةً لنحو 7 عقود.

وعلى مدار عامٍ أعقب قمة السلام في بان مون جوم مطلع عام 2018، شاركت الكوريتان تحت رايةٍ موحدةٍ في دورة الألعاب الشتوية في مدينة بيونج تشانج الكورية الجنوبية في فبراير 2018، وفي كأس العالم لكرة اليد في ألمانيا والدنمارك في يناير عام 2019.

لكن شيئًا فشيئًا ابتعد السلام عن شبه الجزيرة الكورية، ليصل الأمر بعد خمس سنوات على انعقاد القمة أن لغة التصعيد والتوتر هي التي تحكم العلاقات بين الكوريتين لتبعد آفاق السلام، التي كان يتمناها الكوريون مع حلول عام 2018.

التصعيد في الذكرى الخامسة

ومع حلول الذكرى الخامسة لقمة السلام بين الكوريتين، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، اليوم الاثنين 9 يناير، أن الجيش أرسل طائرات بدون طيار إلى الشمال عبر خط الترسيم العسكري الفاصل بين الكوريتين كإجراء للدفاع عن النفس، ردًا على حادث اقتحام الطائرات المسيرة الكورية الشمالية التي اخترقت المجال الجوي الكوري الجنوبي الشهر الماضي، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تقييد ذلك الحق باتفاقية الهدنة، وذلك نقلًا عن وكالة "يونهاب" الكورية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية جون ها كيو، في إحاطة دورية، إلى أن اختراق كوريا الشمالية لخط الترسيم العسكري بطائرات مسيرة بدون طيار في نهاية العام الماضي يعد "عملًا استفزازيًا ينتهك بوضوح اتفاقية الهدنة والاتفاق الأساسي بين الكوريتين لعام 1991 واتفاقية 19 سبتمبر العسكرية لعام 2018".

وأضاف جون ها كيو أن "رد الجيش الكوري الجنوبي على الطائرات المسيرة الكورية الشمالية كان متناسبًا مع الاستفزازات العسكرية الواضحة لكوريا الشمالية، وهو إجراء مماثل من حيث الحق في الدفاع عن النفس"، مؤكدًا أن ميثاق الأمم المتحدة يكفل حق الدفاع عن النفس.

وردا على الإشارة التي مفادها أن انتهاك بنود اتفاقية الهدنة يجب أن يخضع لتحقيق تجريه قيادة الأمم المتحدة، قال المتحدث إن قيادة الأمم المتحدة ستحقق في ذلك. وأضاف أن المراجعة القانونية التي أجرتها الوزارة تفيد بأن المادة 51 لميثاق الأمم الأمتحدة تكفل حق الدفاع عن النفس. وشدد على أن الميثاق لا يمكن تقييده باتفاقية الهدنة، لأن اتفاقية الهدنة تخضع للميثاق أيضا.