مصر بالصدارة.. 9 دول عربية تتسلح بالهيدروجين الأخضر لإنقاذ الأرض من التغيرات المناخية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وضعت عدد من الدول العربية مؤخرًا خططاً طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل وذلك في ظل ما تمتلكه تلك الدول من الثروات الطبيعية واستغلال طاقتها الجديدة والمتجددة التي تستحوذ على النسبة الأكبر من انتاجها على مستوى العالم.

- تصدير الطاقة المتجددة

وحسب دراسة حديثة أصدرها المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، أوضحت أن الدول العربية التي تتسابق لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتطمح في تصديره هي «مصر والسعودية والإمارات والمغرب وعمان والعراق والجزائر وقطر وموريتانيا».

وتأمل تلك الدول في أن تؤدي دورا حيويا في تلك الصناعة، بأن لا يقتصر دورهم على الإنتاج فقط، بل تكون بمثابة حلقة الوصل لتصدير الطاقة المتجددة عبر القارات خاصة في ظل الحاجة الملحة للدول الأوروبية لإيجاد بدائل للغاز بالتزامن مع الأزمة الروسية الأوكرانية من ناحية والتغيرات المناخية من ناحية اخري.

- مخاطر التغيرات المناخية

ولا احد ينكر أن مخاطر التغير المناخي تهدد اغلب دول العالم منها العديد من الدول العربية فنجد أن ثلثي الواحات في المغرب اختفت خلال القرن الماضي، و الكويت ارتفعت درجات الحرارة فيها لأعلى من 53 درجة مئوية، وهي من الأعلى في العالم.

وظهرت في السعودية وديان صغيرة من الثلج المذاب في جنوب المملكة المعروفة بدرجات حرارتها المرتفعة وعانت عدد من المناطق في السودان من العواصف الرملية وفي مصر نجد مدينة الاسكندرية مهددة بالغرق لذلك توجهت الدول العربية للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر كوقود المستقبل للمساهمة في إنقاذ الأرض من مخاطر التغيرات المناخية.

- صديق البيئة

الهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالي من الكربون لانه يتم إنتاجه من الماء وذلك عن طريق فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء بواسطة كهرباء يتم توليدها عبر مصادر الطاقة المتجددة كما يعتبر الهيدروجين الأخضر صديقا للبيئة نتيجة انعدامه من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون .

ويمكن تخزين الهيدروجين بأشكال مختلفة سواء مضغوط او مسال او صلب او في الأنابيب الكربونية أو نقله كغاز إلى مسافات بعيدة عبر الأنابيب سواء أنابيب مخصصة له، أو عبر أنابيب الغاز الطبيعي.

ومن خلال هذا التقرير نعرض اهم مشروعات إنتاج الهيدروجين الاخضر في الدول العربية والتي جاءت كالتالي:

- استراتيجية مصر

وفي منتصف العام الأسبق 2021 وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية تحديث "استراتيجية الطاقة 2035" لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر لها.

واستهدفت مصر خلال الفترة السابقة جذب أنظار مستثمري العالم للاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في ظل تأهيل البنية التحتية في البلاد وتوفير مناخ جيد للاستثمار واستغلال موقعها الاستراتيجي واعتباره مصر بوابة أفريقيا نحو أوروبا التي قد تشهد طلبًا كبيرًا على الطاقة خاصة في فصل الشتاء.

- اتفاقيات هامة

وفي نفس السياق وضعت مصر مع بداية عام 2022 مشروعات انتاح الهيدروجين الاخضر على رأس أولوياته و وقعت العديد من الشركات العالمية مذكرات تفاهم و مبادرات مشتركة مع مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

ومن جانبه قال المهندس حسين النويس رئيس إحدى الشركات الإماراتية العاملة فى مجال الطاقة الجديدة و المتجددة ، أن مصر أصبحت من أكثر الدول الجاذبة للأستثمار فى شتى المجاﻻت خاصة فى مجال توليد الكهرباء من الطاقات النظيفة سواء من الشمس أو الرياح ، موكدا أنه جارى العمل على استكمال الدراسات الفنية والمالية والاتفاق مع الشركات التى تشتري الامونيا الخضراء التى تمثل المنتج النهائي لمشروع جديد للهيدروجين الأخضر تقوم الذى سيتم تنفيذه في العين السخنة بالتعاون مع صندوق مصر السيادي ، والشركة المصرية لنقل الكهرباء ، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وتبلغ طاقته الإنتاجية 500 ميجاوات.

أوضاف رئيس الشركة الإماراتية أن هذا المشروع سينطلق خلال النصف الثاني من العام الجاري ، مضيفا أن هذا المشروع يندرج ضمن حزمة مشاريع بمجال التحول المصري لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، مشيرا إلى أن شركته أعلنت فى بداية شهر ديسمبر الماضي عن الإغلاق المالي لأكبر مشروعين لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح بمدينة رأس غارب المطلة على البحر الأحمر باستثمارات تزيد عن 800 مليون دولار وطاقة إنتاجية تبلغ 500 ميجاوات ، ومشروع آخر لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بمدينة كوم امبو باستثمارات تبلغ 500 مليون دولار وطاقة إنتاجية تقدر بنحو 500 ميجاوات.

- أول مصنع مصري

كما شهد شهر نوفمبر الماضى افتتاح أول مصنع بمصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمدينة العين السخنة، بالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر قمة تغير المناخ cop27.

و تم إنشاء هذا المصنع وفقا للاتفاقية التي تم توقيعها في شهر أكتوبر 2021 بين صندوق مصر السيادي وتحالف سكاتك النرويجية، وشركة فيرتيجلوب المملوكة لشركتي أرواسكوم الهولندية وأدنوك الإماراتية، حيث سيتم من خلاله توليد كميات من الهيدروجين الأخضر تبلغ من 50 إلى 100 ميجاوات، والتي سيتم استخدامها في توليد الأمونيا الخضراء.

- اتفاقيات مؤتمر المناخ

كما شهدت فعاليات مؤتمر المناخ cop27 الذي عقد في شهر نوفمبر الماضى بمدينة شرم الشيخ المصرية إبرام 9 اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بحجم استثمارات وصلت إلى 85 مليار دولار بقدرة تصل إلى 47 ألف ميجا وات فى عام 2026.

كما شهد مؤتمر المناخ توقيع مصر والمملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

واستهدفت مذكرة التفاهم تعزيز التعاون في إنتاج وتصدير الكهرباء من الطاقة المتجددة، ونقل الهيدروجين النظيف، والربط الكهربائي، وتشجع التحول الرقمي، والابتكار، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وتنمية الشراكات النوعية بين البلدين، وتوطين المواد والمنتجات والخدمات وسلاسل الإمداد وتقنياتها، بالإضافة إلى التعاون مع الشركات المختصة في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف.

- دور مهم

ومن جانبهم أكد عدد من خبراء الطاقة خلال إحدى المؤتمرات المتخصصة أن مصر و السعودية الجزائر والمغرب يؤدون دورًا مهما في إنتاج وتصدير الهيدروجين، مشيرين إلى أن هذه الدول لديها فرصة كبيرة للريادة في هذه الصناعة الناشئة في طل توافر الموارد الطبيعية الرخيصة من طاقة شمسية وطاقة رياح.

ومن المتوقع ان يزداد الطلب الاوربي علي استيراد الهيدروجين من الشرق الاوسط بما لا يقلّ عن 10 ملايين طن بحلول عام 2030.

- مشروع نيوم

وتسارع المملكة العربية السعودية الزمن لتنفيذ أكبر مشروع هيدروجين أخضر في العالم، في مدينة نيوم شمال غرب المملكة.

و تستهدف المملكة تنفيذ خطة طموحة لتصدير الوقود النظيف في غضون 3 سنوات من العام الجاري اي بحلول عام 2026 وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع الجديد الذي تبلغ قيمته نحو 5 مليارات دولار.

- أكبر مصدر

ويستهدف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تنويع الاقتصاد ويعدّ الهيدروجين جزءًا مهمًا من إستراتيجيته.

وتستهدف استراتيجية المملكة العربية السعودية في ظل سباق الدول العربية لإنتاج الهيدروجين الأخضر أن تكون أكبر مصدر للهيدروجين في العالم بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع نيوم.

ومن المقرر شحن الهيدروجين الأخضر من السعودية على شكل أمونيا، وهو أسهل في النقل من الهيدروجين بشكل غازي، و يستهدف المشروع السعودي إنتاج ما يقرب من 650 طنا من الهيدروجين الأخضر يوميا، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا.

وجدير بالذكر أن هذا المشروع سيساهم يسهم في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 3 ملايين طن سنويًا.

- تعاون سعودي كوري

وفي نفس السياق شهد شهر نوفمبر الماضى توقيع شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو) وشركات أخرى مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في السعودية.

و سيقام المصنع الذي على مساحة 370 الف مترا مربعا تقريبا في مدينة ينبع بالسعودية و سيتم الإنتهاء من هذا المشروع خلال من خمس لسبع سنوات وسيجري تشغيله لمدة 20 عاما، من المتوقع أن ينتج 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا سنويا وتبلغ قيمته حوالي 6.5 مليار دولار.

- الإمارات تصدر الهيدروجين لـ ألمانيا

و تسلمت ألمانيا في شهر أكتوبر الماضي أول دفعة من الهيدروجين الأخضر من الإمارات في إطار جهودها للتخلي عن الفحم والغاز المستخدمين في الصناعات المستهلكة للطاقة.

وجدير بالذكر أن الإمارات نفذت مؤخرا مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة الشمسية في مجمع محمد بن راشد، بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية، ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية.

كما شهد منتصف العام الماضي توقيع ثلاث شركات من كوريا الجنوبية اتفاقا لبناء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في الإمارات بتكلفة مليار دولار، و يستهدف المشروع إنتاج ما يصل إلى 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويا.

- قدرات هامة

و تمتلك الجزائر قدرات هامة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره نحو الخارج خاصة في ظل الاهتمام العالمي بهذه الطاقة النظيفة

وتعتبر الجزائر أول دولة في العالم بادرت بخطوة دراسة الاستفادة من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في تصدير الهيدروجين إلى الخارج، وهي الخطوة التي من شأنها ضمان استمرار الدور المحوري للجزائر في تزويد الأسواق الأوروبية باحتياجاتها مستقبلًا من مصادر الطاقة.

وأطلقت الجزائر مؤخرا مشروع تحت عنوان «ثورة الهيدروجين الأخضر»وأشارت وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة أن المخطط خاص بها على غرار الدول المتقدمة، مبرزة رغبة الجزائر في “الولوج إلى هذه الثورة الطاقوية”، فأقامت الحكومة مخطط تمويلي لهذه الاستراتيجية مؤكدة بأن ذلك يندرج في سياق البحث عن حلول لما بعد “نفاذ الغاز الطبيعي” المرتقب في حدود سنة 2040.

ولعل من أكبر المشاريع التي أطلقتها الدولة الجزائرية في هذا الصدد هو مشروع 1000 “ميجاوات” و”الهيدروجين الأخضر” و”السخّانات المائية”، إلى غير ذلك من المشاريع التي أطلقتها الوزارة منذ تأسيسها شهر جويلية الفارط، وتطمح الجزائر إلى تحقيق 15000 ميجاوات في عام 2035، بمعدل 1000 ميجاوات سنويا.

- أكبر محطة في العالم

تعمل سلطنة عمان على الانتهاء من بناء مشروع محطة "الوسطى" بسعة 25 جيجا وات، وهو الأضخم عالميًا من حيث القدرة التخزينية، ليدخل حيز التشغيل عام 2038.

- وقود المستقبل

ويعتبر المغرب من بين الدول التي تسعي للتخلص من الوقود الأحفوري والتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث يطمح إلى رفع اعتماده على الطاقات المتجددة إلى 52 ٪ بحلول عام 2030.

- الرابع عالميا

ويحتل المغرب المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول المرشحة لأن تصبح منتجة رئيسية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، وذلك وفق تصنيف الوكالة الدولية للطاقات المتجددة "آيرينا" وتوقع تقرير الوكالة الذي حمل عنوان "الجغرافيا السياسية لتحول الطاقة.. عامل الهيدروجين"، أن يغطي الهيدروجين المتوقع إنتاجه انطلاقا من المغرب، حوالي 12 بالمئة من استخدام الطاقة العالمي.