حكايات| «مبتطلعش معاش».. «مرسيدس القديمة» من الرفاهية للأعمال الشاقة

صورة مجمعة لسيارات مرسيدس
صورة مجمعة لسيارات مرسيدس

ليست شفرات، ولكنها أسماء لا يعرفها إلا عشاق السيارات، أطلقوها على محبوبتهم إما لتمييزها عن غيرها، أو إفراطا في دلالها، فلمحبي السيارات لغتهم الخاصة.

في غمضة عين تحولت السيارة ذات النجمة الشهيرة «مرسيدس»، إلى «التمساحة» في مرة، ومرة أخرى إلى «الزلاموكة»، إلا أن تلك الأسماء لم تخف بريقها في أعين مالكيها.

طرازات قديمة لكنها رفضت أن تعلن تقاعدها، يستعين بها المصريون في حياتهم الخاصة وكسيارة أجرة ببعض القرى والأقاليم والعمل بكفاءة في شوراعنا حتى يومنا هذا.

 

وكالعادة يجب أن يكون «التاتش المصري» حاضرًا في كثير من المناسبات أطلق المصريون أسماء مختلفة على جميع طرازاتها ووصفها بطابعها المميزة، فقد لقبوا مرسيدس بألقاب عديدة منها «الزلاموكة» و«البودرة» و«النعش»، و«العيون» و«الشبح» و«التمساحة» و«الخنزيرة» و«الفخامة».

واحتفظت السيارة الألمانية لها بنصيبها من عشاق هواة تجميع السيارات، إذ توجد قطع كلاسيكية تستخدم مرة واحدة أسبوعيًا للتنزه.

ولم يعرف الكثيرون أن وراء شعارها المكون من نجمة ثلاثية، وهو على شكل ثلاث رؤوس، والتي تدل على أن محركات الشركة تقاوم الجو والبر والبحر.

أما عن سبب الاسم الحقيقي للنجمة الألمانية فيعود لفتاة تدعى مرسيدس «جيلينك» من مواليد عام 1889، ابنة رجل الأعمال إيميل «جيلينك» والذي كان يعتبر ابنته «مرسيدس» تميمة الحظ، فكان يؤمن أن ابنته هي الحظ بعينه.

وفي عام 1901 أنتجت مرسيدس «hp» ومع فوزها بالعديد من السباقات في وقت قصير ذاع صيتها خارج ألمانيا لتصبح أكثر السيارات مبيعا في العالم ولم يهنأ «جيلينك» بهذا النجاح حيث اتهم بالعمالة بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتمت مصادرة أمواله وتوفي بعد عدة أعوام.

وعاشت ابنته حياة صعبة بعيدة كل البعد عن الحظ، فتزوجت مرتين وأنجبت طفلين وعانت كثيرا لتؤمن لهم الطعام بعد زوجها الثاني، ولم تكمل مسيرتها في الحياة فتوفيت عام 1929 بعمر 40 عاما متأثرة بسرطان العظام، ولم تشهد نجاح السيارات التي سميت باسمها خاصة بعد اندماج شركة «دايملر» بشركة «بنز» عام 1926 وإنتاجهم «مرسيدس بنز» الشهيرة، فقد غير «جيلينك» وجه صناعة السيارات باسم ابنته «مرسيدس».