2022 عام دراما الرعب والجريمة والمنصات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أمنية ابوكيلة

شهد هذا العام طرح كم هائل ومتنوع من الأعمال الدرامية المقدمة على شاشة التلفيزيون والمنصات الإلكترونية، وكأنه تعويض عن الفترة الصعبة التى عانت فيها الدراما منذ بداية جائحة كورونا، وبمتابعة الأعمال الدرامية التى تم تقديمها على مدار عام 2022 وخاصة الأشهر الأخيرة، سواء كانت عبر المنصات الالكترونية أومحطات التليفزيون، نجد تنوع  بين الأعمال ربما لم نشهده منذ فترة طويلة، لنرصد لكم التحولات التى شهدتها دراما 2022.

شهد الموسم الدرامى لهذا العام عرض عدد كبير من الأعمال الدرامية المتنوعة، واستطاعت مسلسلات المنصات والمسلسلات القصيرة أن تسيطر بشكل كبير على معظم الأعمال، وهى المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يتم خلالها طرح عدد من مسلسلات القضايا الاجتماعية  فى توقيت واحد.

كذلك ظهور مسلسلات الأكشن والفانتازى والتشويق والإثارة و الرعب فى عدد ليس بقليل من الأعمال الدرامية، وهو ما جعل البعض يرجع هذه الظاهرة لرغبة المنتجين فى ضمان تحقيق إيرادات عالية وتعويض خسائر الفترة الماضية، أو إلى حاجة الجمهور للتنوع الدرامى أكثر من أى نوع أخر، وكذلك حجم الأعمال الدرامية التى قدمت خارج الموسم الرمضانى.

وشهدت منافسة عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية من المسلسلات الحكايات المنفصلة، التى اهتمت بمناقشة قضايا المجتمع بشكل عام، ومحاولة طرح حلول لها، ومنها قضايا العنوسة، التنمر، التحرش، الزواج والطلاق، التفكك الأسرى، مخاطر السوشيال ميديا، كذلك سيطرة الأعمال الدرامية ذات الحلقات القليلة وتحقيقها نجاح جماهيرى كبير.

هناك أيضا عدد من المسلسلات التى تعتبر ضمن دراما الرعب وتمثل نوعا جديدا على مشاهد الدراما المصرية والعربية، وظهر بشكل مكثف هذا العام من خلال مسلسلات، “وعد إبليس” وبطله الذى يبيع روحه للشيطان من أجل إنقاذ زوجته، هو مسلسل من إخراج كولين تيج وبطولة عمرو يوسف، باولا باتون، نيللي كريم، يعقوب الفرحان، فتحي عبد الوهاب، عائشة بن أحمد ومراد مكرم.

وأيضا مسلسل “البيت بيتى” وهو مسلسل رعب كوميدى مصرى، حيث يضطر البطل العودة إلى القاهرة من أجل تسوية ميراثه، ولكن سرعان ما يصاب بالصدمة عند معرفته بأن ما يرثه سيعرضه للمغامرات المرعبة. من بطولة كريم محمود عبد العزيز، مصطفى خاطر، ميرنا جميل، مي القاضي وسامي مغاوري. المسلسل يتكون من 10 حلقات وعُرض على منصة شاهد.
وكذلك مسلسل “الغرفة 207” الذى حقق نجاحا كبيرا وهو مقتبس من رواية “سر الغرفة 207” للكاتب أحمد خالد توفيق من إخراج محمد بكير، ومن بطولة محمد فراج، ريهام عبد الغفور، ناردين فرج، مراد مكرم، كامل الباشا، يوسف عثمان ومريم الخشت. المسلسل مكون من 10 حلقات وتم عرضه أيضا على منصة شاهد.

الجريمة

هناك نوعا آخر من الدراما المختلفة التى قدمت هذا العام وهى أعمال الجريمة والإثارة والغموض، مثل مسلسل “آخر دور” من إخراج حسين المنباوي وبطولة دينا الشربيني، ميمي جمال، أحمد خالد صالح، نهى عابدين ومريم الخشت، يدور المسلسل حول فتاة وهو الدور الذي تلعبه دينا الشربيني، تسكن في أحد العقارات في الدور الأخير، ويستعرض العمل علاقتها بالجيران، والمشاكل التي يتعرضون لها على المستوى الشخصي، إلى أن تحدث جريمة قتل تقلب الأحداث رأسا على عقب.

ومسلسل “المتهمة” إخراج وتأليف تامر نادي وبطولة درة، عادل كرم، علي الطيب، أسامة عباس، دياب ورشدي الشامي، وتم عرضه على منصة شاهد، يتكون من 10 حلقات وتدور أحداثه في إطار تشويقى غامض حول حادث تجد البطلة نفسها فاقدة للذاكرة ومتهمة بقتل زوجها، وتخوض رحلة لإثبات براءتها.

فورمات أجنبى

شهد هذا العام عدد من الأعمال التى تم اقتباسها أو تعتبر فورمات لأعمال أجنبية تم تقديمها من قبل، ومنه مسلسل “منعطف خطر” بطولة باسل خياط وريهام عبد الغفور وسلمى ابو ضيف وباسم سمرة، وحقق نجاح كبير مع عرض الحلقات الأولى للعمل على إحدى منصات العرض الالكترونية متصدرا بذلك الترند مع عرض الحلقة الثالثة وهو الأمر الذي أعاد للذاكرة نجاح العديد من المسلسلات المأخوذة عن فورمات اجنبي.
حيث يعد مسلسل “منعطف خطر” من تأليف محمد المصري وإخراج السدير مسعود إحدى المسلسلات المأخوذ عن فورمات أجنبية وبالتحديد من مسلسل الجريمة الدنماركي “the killing”، ولم يكن مسلسل “منعطف خطر” أول هذه المسلسلات ولكن سبقها العديد من الأعمال أبرزها: مسلسل “سوتس بالعربي” والذي تم عرضه ضمن منافسات دراما رمضان الماضى ومن بطولة آسر ياسين وصبا مبارك وأحمد داوود وريم مصطفى من تأليف محمد حفظي وياسر عبد المجيد وإخراج عصام عبد الحميد وهو يعتبر النسخة العربية من الفورمات الأجنبي Suits.
ويعتبر مسلسل “ستات بيت المعادى” والذي تم عرضه على إحدى منصات العرض الألكتروني النسخة العربية من المسلسل الأمريكي  “ “Why Women Kill والذي تم عرضه لأول مرة عام 2019 وتعد النسخة العربية من بطولة كندة علوش وإنجي المقدم وتارا عماد وصبري فواز وأحمد وفيق وشريف حافظ من تأليف محمود عزت وإخراج محمد سلامة.


15 حلقة

امتدت ظاهرة دراما الـ15 حلقة هذا العام لتضم عدد من المسلسلات هى «وجوه» بطولة حنان مطاوع و محمود عبد المغنى وهالة فاخر وعابد عنانى تأليف محمد على إبراهيم، وإخراج أحمد حسن، «بطلوع الروح» بطولة منة شلبى و عادل كرم وإلهام شاهين و أحمد السعدنى و محمد حاتم تأليف محمد هشام عبية اخراج كاملة أبو ذكرى، «مين قال» بطولة جمال سليمان و جمال عبد الناصر ودينا هشام وتأليف محمد الحناوى اخراج نادين خان، “ دوبامين” تدور قصته في إطار اجتماعي رومانسى حول مخاطر السوشيال ميديا، عن قصة من تأليف محمد جلال، وتصوير وإخراج رؤوف عبد العزيز، وبطولة ريم مصطفى، محمد كيلاني، باسل الزارو، مروان يونس، تيام مصطفى قمر، وبسنت شوقي وأحمد بلال وحليم بركات وإسراء رخا.

ميزانيات ضخمة

وعن هذه الظواهر الدرامية، تقول الناقدة حنان شومان: شهدت الدراما هذا العام تنوع كبير فى الإنتاج الدرامى، بعد أن سمحت المنصات الإلكترونية في إعطاء الفرصة لصناع الدراما بتنوع الأعمال التى يقدمونها ما بين دراما الرعب والأكشن والرومانسى والدرامى، وذلك لأن المنصات تتوافر لديها ميزانيات ضخمة، بخلافات الميزانيات المفروضة على المحطات الفضائية، بالإضافة إلى لجوء المنتجين لعرض أعمالهم على المنصات مما أتاح الفرصة لإنتاج عدد كبير من المسلسلات، فنجد أعمال أنتجت للمنصات، وأعمال أخرى أنتجت للقنوات الفضائية، وهذا فى النهاية يعود بالنفع على سوق الدراما المصرية.
وأضافت شومان: من ظواهر الدراما هذا العام  تواجد الوجوه الشابه والجديدة بقوة فى معظم الأعمال، وإعطائهم فرصة البطولة بعد أن كان المسلسل وخاصة في موسم الدراما الرمضانى مرتبط بإسم نجم كبير، أيضاً المنصات كان لها دور كبير في ظهور مخرجين وكتاب جدد، وبالتالي مسلسلات المنصات فرضت نفسها بقوة هذا العام.

وعن نسبة مشاهدة الأعمال الدرامية هذا العام، قالت: لا توجد مراكز بحثية متخصصة فى إعلان نسب المشاهدة الحقيقية وليست النسب التى نشاهدها على موقع “يوتيوب”، لكن بشكل عام حظت أغلب الأعمال التى عُرض على المنصات على مشاهدات عالية بسبب متابعة شريحة كبيرة من الشباب لهذه المنصات، بخلاف الأعمال التي تعرض على القنوات الفضائية فنسبة كبيرة من الجمهور أصبح لا يتابع الفضائيات بسبب الإعلانات الكثيرة التي تتخل المسلسل.

عودة الروح

بينما قال الناقد أحمد سعد الدين:  بعد أن كنا ندور فى فلك واحد وهو أن الدراما تقتصر على موسم الدراما الرمضانية فقط، وبالإضافة لتحكم بعض الشركات في الشكل الدرامى مما أضر بالإنتاج الدرامى في مصر، شهدت الدراما خلال الثلاث سنوات الماضية إنتعاشة كبيرة وتنوع فى الأعمال، أيضاً عادت الدراما الاجتماعية سواء في موسم الدراما الرمضانى او خارج الموسم، وأكبر مثال على ذلك مسلسلات “أبو العروسة”، “الكبريت الأحمر”، “إيجار قديم” كل هذه الأعمال أعادت الروح مرة أخرى للدراما بعد أن كنا نفتقد هذ النوعية من الأعمال.
وأضاف سعد الدين: من أهم نتاج هذا العام فى الدراما هو وجود مسلسلات رعب ورومانسى وإجتماعى وأكشن سواء التي عرضت في موسم رمضان او خارجه، مع تواجد المنصات بقوة ودخولها فى العملية الإنتاجية للدراما عادت المسلسلات السريعة ذات الـ 7 حلقات و15 حلقة.

اختلاف الأذواق

هذا ما أكد عليه الناقد إيهاب التركى، قائلا: التنوع في شكل ومضمون الدراما شىء مطلوب، لأن الجمهور أذواقه مختلفة وكذلك العصر اختلف، فمن الجيد خروج المسلسلات فى السنوات الأخيرة عن قالب مسلسل ال30 حلقة وعن الموسم الرمضانى المزدحم، وأعتقد مسلسلات الحلقات القصيرة تجربة ناجحة جداً وجذبت قطاعات من الجمهور، فخارج موسم رمضان نجحت مسلسلات مثل “البيت بيتى” و”الغرفة 207” فى تقديم دراما الرعب، حيث قدم مسلسل “البيت بيتى “ الرعب من خلال الكوميديا وقدمه مسلسل “الغرفة 207 “من خلال قصة تتناول الظواهر الغامضة، فى حين قدمت مسلسلات “منعطف خطر” و”المتهمة “دراما من فئة الجريمة والتشويق، وكل هذه الأعمال قدمت ألوان جديدة على المشاهد ولم تتجاوز 15 حلقة بأى حال.

وأضاف التركى: المسلسلات الاجتماعية والدرامية خرجت أيضاً من عباءة المط والتطويل وقدمت موضوعات مختلفة من خلال حلقات قصيرة مثل “وش وضهر”، وساهمت المنصات بشكل كبير في فتح الأبواب لإنتاج المزيد من الأعمال، ولم يعد المشاهد  ينتظر شهر رمضان لمشاهدة مسلسلة المفضل، وأتمنى أن نشهد مسلسلات هامة لكبار النجوم خارج شهر رمضان، وأن تتوسع مواسم العرض بشكل يغطى حاجة الجمهور لمشاهدة مزيد من الأعمال المتنوعة طوال السنة.

واستطرد: هناك مسلسلات أعجبتنى تم عرضها فى الموسم الرمضانى، ومنها “بطلوع الروح “و”جزيرة غمام “و”فاتن أمل حربي” ،وخارج رمضان أعجبني المزج بين الرعب والكوميديا في “البيت بيتي “ والشكل البوليسى فى “منعطف خطر “وأيضاً مسلسل “ريفو “الذى قصة مختلفة تدور في حقبة السبعينيات.

اقرأ أيضا | نضال الشافعي وعبد الله شعيب ومنذر رياحنة ينتظرون عرض «أرواح خفية»