حصاد 2022| 2.2 مليون طفل علي شفا مجاعة قاتلة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نداء للمجتمع الدولي من أجل جمع 2,6 مليار دولار لتلبية احتياجات الأطفال في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقالت المنظمة إن "المنطقة هي موطن لبعض من أطول الصراعات في العالم حيث خلفت الحرب المستمرة قرابة 12 عامًا في سوريا أكثر من 6,5 مليون طفل معتمدين على المساعدات. في حين ما زالت الأزمة في اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعتمد كل طفل هناك تقريبًا على المساعدات. 

ومع انتهاء العام الحالي عد ّمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية تقديراته لاحتياحاجات سكان العالم في العام المقبل ليتضح أن 21 مليونًا و 600 ألف يمني سيحتاجون إلي المساعدة، في البلد الذي يشهد نزاعات و صراعات مستمرة منذ ثماني سنوات. 

وفي انخفاض بنحو مليون و 800 ألف شخص عن العام الحالي، تراجع ترافق مع انخفاض حدة العنف في الصراع اليمني المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات وعلي الرغم من تناقص عدد المحتاجين للمساعدة، لكن الأرقام تبقي كبيرة في البلد البالغ سكانه 32 مليون نسمة.

تطرق التقرير أيضَا إلي القضايا الأساسية التي تؤثر علي حياة اليمنيين، فالمتفجرات التي تخلفها الصراعات و الحروب في كل صوب و صعد متشرة في البلاد تشكل تهديدًا مباشرًا علي حياة اليمنيين تعيق حركتهم أو تتسبب بوفاة أو إصابة عشرات الأشخاص شهريًا.

الأمر الأخر يتعلق بالفيضانات الموسمية التي قد تتكرر وتؤدي إلي نزوح السكان وتعطيل سبل عيشهم وتضييق الخناق عليهم وزيادة الأمراض المنقولة بمياه الفيضانات فضلًا عن إتلاف المحاصيل وتدمير الممتلكات.

ففي العام الحالي تأثرت بالفياضات 74 ألف أسرة معظمها تعيش في مواقع النزوح لذا تقل الأمم المتحدة "لابد من تعلم الدروس في السنوات السابقة ", كما شددت على ضرورة إيجاد حلول مسدامة لإيواء النازحيين في اليمن. 

كذلك ذكرت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة أن الوضع الإنساني في اليمن في أسوء حالته، وأعربت تحديدًا عن معاناة في الغذاء يعيشها الشعب اليمني في سبيلها إلي المجاعة بسبب الفقر، والحرب والأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا.

وفي مارس 2022 أفادت تقارير صادرة عن وكالات أممية بأن 17.4 مليون شخص في اليمن يحتاج إلى مساعدات غذائية، وتتعامل نسبة متزايدة من السكان مع مستويات طارئة من الجوع، في الوقت الذي يعاني 2.2 مليون طفل في جميع أنحاء اليمن من سوء التغذية الحاد.

وذكرت التقارير أن اليمن على حافة كارثة.. إذ توقعت الوكالات الأممية أن الوضع الإنساني في البلاد سيزداد سوءا بحلول ديسمبر 2022، حيث من المحتمل أن يصل عدد الأشخاص الذين قد لا يتمكنوا من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية إلى رقم قياسي قد يبلغ 19 مليون شخص في تلك الفترة.

وعقب الإصدار الجديد لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في اليمن ديسمبر 2022، حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من اشتداد أزمة الجوع في اليمن مما يجعل البلاد تتأرجح على حافة كارثة حتمية.

ويشهد البلد الفقير نزاعات عرقية وطائفية منذ نحو 12 عام في ظل انقسامات تضع البلد علي حافة الهاوية علي كافة الأصعدة.