الجانب الإنساني لرفع قيود كورونا في الصين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على الرغم من الاندهاش الذي أثاره قرار حكومة الصين بتخليها عن إجراءات «صفر كوفيد» وقيود كورونا في الوقت الذي يسجل فيه الفيروس يوميًا أعدادا قياسية، إلا إن القرار قوبل بفرحة شديدة من جانب المواطنين الصينيين الذي عاشوا حالة من العزلة طوال السنوات الثلاثة الماضية.

وفي تقرير لشبكة CNN  الأمريكية، سلطت فيه الضوء على أثر قرارات حكومة الصين على مواطنيها، أوضحت أن العديد من الرعايا الصينيين في الخارج، الذين لم يتمكنوا من العودة خلال السنوات الماضية، أو اختاروا بإرادتهم عدم العودة لتجنب الحجر الصحي المطول، شعروا بالسعادة الغامرة لان هذا القرار يعني أنهم سيتمكنوا أخيرًا من العودة إلى ديارهم وأقاربهم.

اقرأ أيضًا: بعد تخليها عن إجراءات كورونا.. الصين تعود إلى نقطة الصفر

ونقلت الشبكة الأمريكية تصريحات مواطن صيني يعيش في نيويورك منذ أربعة سنوات، قال: «أخيرًا يمكن للجميع أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي». 

ووصف الرجل فترة العزلة الإجبارية بعيدا عن أسرته بأنها كانت «مؤلمة للغاية»، وموضحا أن العديد من أفراد عائلته ماتوا خلال الفترة الماضية ولم يتمكن من رؤيتهم أو توديعهم.

جدير بالذكر أن حالات كورونا ارتفعت بشكل كبير في الصين منذ تخلي الحكومة عن سياسة «صفر كوفيد»، حيث تبدو الآن الشوارع خالية وأقسام المستشفيات ممتلئة حتى آخرها وفقًا لما تصفه CNN.

وأشار التقرير إلى أن السيارات تصطف أمام المحارق ممتلئة بأفراد الأسر الذين فقدوا أحبائهم، منتظرين في قائمة طويلة لأكثر من يوم، من أجل إحراق ذويهم.

كما ذكرت وكالة بلومبرج الجمعة الماضية، أن ما يقرب من 250 مليون شخص في الصين ربما أصيبوا بفيروس كوفيد في أول 20 يومًا من ديسمبر فقط.

وإذا كان هذا التقدير صحيحًا، تقول CNN إن ذلك يعني تقريبا أن 18 ٪ من سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة أصيبوا بكورونا، وهو أكبر تفشي لـ Covid-19 على مستوى العالم حتى الآن.

وعلى الرغم من الخطر الذي يحيط الصينيين، فإن تعطشهم للم شملهم مرة أخرى مع ذويهم، أعمق وأهم بكثير من خطر كورونا.

منذ بداية الوباء، خفّضت إجراءات الإغلاق التي فرضتها الحكومة من أعداد الوفيات في الصين، فوصلت الوفيات إلى 3 حالات وفاة فقط من كل مليون في الصين، مقارنة بـ 3000 لكل مليون في الولايات المتحدة و2400 لكل مليون في المملكة المتحدة.

وفي سياستها للحفاظ على «صفر كوفيد»، فرضت بكين عدد من القيود ، كان أهمها: «إغلاق كامل، اختبارات سريعة ومكثفة للمصابين بكورونا، وضع الأشخاص المصابون بكوفيد-19 في الحجر الصحي، وإغلاق المحلات».

لكن في نوفمبر الماضي تغير كل شيء، ففي أعقاب الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد لرفع حالة الإغلاق، وإعلان الحكومة اليابانية بدورها عن تخفيف عمليات الإغلاق الصارمة، ذكرت تقارير إعلامية أن السُكان الصينيين غير قادرين علي حصولهم علي الإمدادات الأساسية من الطعام والرعاية الصحية وغيره بسبب إجراءات الحكومة الصارمة التي أغلقت مباني وأحياء وحتى مدن بأكملها.

أدى الضغط في تلك الفترة إلى تخفيف القيود المشددة وتقليل الإجراءات الاحترازية، حيث تم السماح بفتح المدارس مرة أخرى في حال عدم تفشي كورونا، ولم يعد ضروري ذهاب الأشخاص المصابون بـ«فيروس كورونا» إلى منشأة الحجر الصحي.

كما لم تعد اختبارات PCR مطلوبة لدخول وسائل النقل العام والمطاعم وصالات الألعاب الرياضية والمباني العامة الأخرى، ثم تم رفع قيود السفر بين المقاطعات، وتوقف تطبيق التعقب الالكتروني الخاص بفيروس كورونا.

وأعلنت السلطات الصينية، الأربعاء 28 ديسمبر، أنه سيتم إلغاء اختبار فيروس كورونا «بي سي آر» للقادمين إلى البلاد اعتبارا من 8 يناير 2023.

وذكرت إدارة الجمارك الرئيسية الصينية، أنه لن يكون من الضروري الخضوع لاختبار «بي سي آر» بعد الوصول إلى البلاد.

ولكنها أكدت أنه «لا يزال يتعين على جميع القادمين عمل اختبار كوفيد-19 قبل 48 ساعة من الوصول وتقديمه إلى السلطات».

بالإضافة إلى ذلك، فإنه اعتبارا من 8 يناير، ستتوقف الصين عن إجراء اختبار كوفيد-19 على المواد الغذائية والأطعمة المجمدة.

وتشهد الصين حاليا أكبر تفش للإصابات بعدما رفعت فجأة القيود التي استهدفت السيطرة على الوباء على مدار 3 سنوات.

وقدّرت دراسات بأن نحو مليون شخص قد يموتون خلال الأشهر القليلة المقبلة.

كشفت بيانات غير عامة من لجنة الصحة الوطنية في الصين، عن إصابة ما يقرب من 37 مليون شخص بفيروس كورونا يوميا.