أول سطر

بيت الذهب

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 لعب التاريخ والجغرافيا دوراً مهماً فى خلق شخصيتها.. عرفت أيام قدماء المصريين باسم « نيت شمع « أو الدلتا الجنوبية..وأطلق عليها الأقباط «بانوفيس» وسماها العرب بعد الفتح الإسلامى «نوفى « أو «الأرض الطيبة» و اختصر اسم القرية التى اتخذ منها مسمى المحافظة الى « منوف « بعد ان كان يطلق عليها أيام الفراعنة بـ «بير نوب» أو «بيت الذهب» وقسمها «الرومان إلى قسمين هما «كونيو» و»طوا « .

فى محافظة «المنوفية» آثار فرعونية قليلة العدد مثل «تل البندارية» والذى يقع فى قرية «زاوية بمم» هو عبارة عن تلال متصلة ومرتفعة عن الأرض بشكل متدرج وتؤكد شواهد الحفر الاثرى أنها مدينة كاملة المرافق عثر بها على صوامع غلال مدفونة و لون تربها يميل للإحمرار مما يدل على وجود «أفران لحرق الفخار» ومقابر قديمة تشبه التى وجدت بمنطقة الشهداء واستخراج  قطع أثرية من الفخار والذهب والأحجار الكريمة ..أما جبانة «كفور الرمل»فتقع على ربوة عالية وعثر بها على آثار .. أما التل الأغريقى فى كفر» أبو الحسن و الناوس» فيعود للعصرين «اليونانى والرومانى» ..

ويوجد فى حصن «نيتوس» لوحة تعكس الانتصارات التى حققها المصريون على الليبيين..وتم اكتشاف 45 منشأة تاريخية يأتى فى مقدمتها قصور عتيقة تتميز بالإبهار المعمارى..وتقع جبانة «كفور الرمل» بجوار منطقة المحاجر بقويسنا وتحتوى على آثار «مصرية ويونانية» وفى منطقة التل الأثرى بكفر أبوالحسن والناوس غرب ضريح أم حرب بقرية مصطاى عثر على آثار إغريقية وفرعونية.

شهدت المحافظة معارك بين الفرنسيِّين والمنوفيين ساعدت فى تعطيل زحفهم إلى القاهرة.. و أهمها معركة «غمرين»مما اضطر الفرنسيون إلى اقامة أسطول مسلَح بالمدافع على النيل للحراسة وعدة حصون ..

ولم يمنع ذلك الأهالى من مهاجمة الجنرال «دومارتان» قائد المدفعية وقتله ومعه14 جنديا.. وكان لحادث «دنشواى» أيام الاحتلال البريطانى والذى وقع عام 1906 بأرض القرية  تأثير كبير فى تاريخنا وذلك عندما ذهب بعض الضباط الإنجليز لصيد الحمام فراحوا يطلقون النار فأصابوا سيدة على سطح أحد المنازل وتسببوا فى إشعال النار بـ»جرن حمام» فثار عليهم الأهالى..

وهرب الضباط خوفاً منهم.. فأصيب أحدهم بـ»ضربة شمس» ومات ..فعقد المحتل محاكمة «صورية» وقرر إعدام أربعة مصريين والسجن والجلد على عشرين .. اتخذ المصريون من هذا دليلاً ضد بريطانيا فى المحافل الدولية وما تقوم به من ممارسات شنيعة حتى تمّ الإفراج عن المسجونين واتخذ من يوم 13يونيو عيدا قوميا للمحافظة.

«المنوفية» كنز للسياحة الريفية لما تتمتع به من أراضٍ زراعية ومساحات خضراء وهواء نقى بالإضافة الى ان أراضيها محصورة بين فرعى النيل «دمياط ورشيد» وبها آثار فرعونية وقبطية وإسلامية تستحق الزيارة.