محمد بركات يكتب: موعد انتهاء الحرب «٢»

محمد بركات
محمد بركات

فى ظل ما نراه قائماً على أرض الواقع الأوكرانى والروسى الآن ومنذ فترة ليست بالقصيرة، وطبقاً للتصريحات والإشارات الصادرة عن «واشنطن» حيث البيت الأبيض مقر الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، والتصريحات الأخرى الخارجة من «موسكو» حيث الكرملين مقر الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»،...، نستطيع القول بصعوبة التنبؤ بموعد متوقع أو محتمل لوقف القتال، أو انتهاء الحرب الدائرة حاليا وطوال الشهور العشرة الماضية.

ورغم مظاهر الإنهاك والعنت التى بدت واضحة على الجانب الروسى نتيجة الضغوط والتكاليف السياسية والعسكرية والاقتصادية التى يتعرض لها، جراء الحرب المشتعلة دون توقف منذ نهاية فبراير الماضى،...، وبالرغم من حجم الدمار والخراب الهائل الذى لحق بالمدن والأقاليم والمناطق الأوكرانية،...، إلا أن أحدا لم يرفع الراية البيضاء أو يعلن الإقلاع عن القتال والجنوح للسلم .

وكما قلنا من قبل بات واضحاً بأن هناك صراع إرادات بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبى الأعضاء فى حلف «الناتو» فى جانب، وروسيا فى الجانب الآخر،...، وكلاهما يسعى لتحقيق أهدافه من الحرب ويصر على إجبار الجانب الآخر على القبول بما يريده.

وفى ذلك وطبقا لما هو معلن، يصر الرئيس بوتين على قبول واعتراف أوكرانيا بانضمام شبه جزيرة القرم و»دونيتسك» و»لوجانسيك» إلى روسيا، وأن تكون أوكرانيا دولة محايدة لا تمثل تهديداً للأمن القومى الروسى.

وعلى الجانب الآخر ترفض أوكرانيا كل المطالب والشروط الروسية، وأعلنت أنها تصر على الانسحاب الكامل للقوات الروسية من كل الأراضى الأوكرانية المحتلة، وعودة شبه جزيرة القرم و«دونيتسك» و«لوجانسيك» إليها.

وهكذا يقف كل من الطرفين على الجانب المخالف للآخر، ويصر على إجبار الطرف الآخر للقبول بما يريد والإذعان لمطالبه وأهدافه المعلنة.
ولكن ذلك ليس كل شىء، فهناك أهداف واضحة ومعلنة أيضا للولايات المتحدة وللغرب من الحرب لم تتحقق بعد،..، حيث يسعون لإطالة أمد الحرب لأقصى وقت ممكن، بهدف الوصول لأقصى استنزاف لقدرات روسيا الاقتصادية والعسكرية، أملا فى إضعافها وإبعادها عن المنافسة والتأثير فى النظام الدولى الجديد.
«وللحديث بقية»..