أخر الأخبار

محمد البهنساوي يكتب: تهنئة عيد الميلاد وتفاهات السوشيال

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

كالعادة تأتى تلك الأيام المباركة بأعياد أشقائنا الأقباط حاملة معها رياحا كريهة تستثير جينات الجهل والغباء والتربص لدى البعض ، فتفرز سهاما مسمومة محاولة إصابة وطننا فى أعز ما يملك وهو وحدة أبنائه وسماحتهم جميعا ، ومحاولة المساس برموز سارعت بطيبة مصريتها وسماحة إسلامها تهنئة الأشقاء ومشاركتهم طقوس احتفالاتهم ، ورغم أننا تعايشنا مع هذا الغباء محصنين بمصريتنا الحقيقية وتديننا المتفرد مسلمين ومسيحيين ، لم أكن أنوى تناول هذا الأمر لولا فعلة حمقاء استفزتنى ، فها هو إمامنا الأكبر والفقيه المستنير وأحد أبرز علماء الإسلام طوال تاريخه فضيلة الدكتور الطيب شيخ الأزهر ينشر تهنئة راقية سامية لأقباط العالم بدأها بوصفهم «إخوتى وأصدقائى» وختمها بأمنية «أن يعلو صوت الأخوة والسلام ويسود الأمان والاستقرار كل مكان».

وما إن نشر الإمام تلك التغريدة الدولية شديدة السماحة والتحضر النابعين من جوهر ديننا الحنيف ، حتى انفجرت ماسورة قاذورات بفضاء السوشيال ميديا تنال من قيمة وقامة شيخ الأزهر ، بل ذهب البعض لاتهام هذا الرمز الإسلامى أنه ضد الدين ! ، فهذا صفيق يصف مولانا الطيب بالجهل وجاهل يتهمه بإشاعة الكفر - أى والله شيخ الأزهر يشيع الكفر! - وعلى هذا المنوال سار الكثيرون ، وهنا الوقفة الحقيقية التى تكشف بلا أى شك أن من ينادون بعدم تهنئة الأقباط بأعيادهم لا يستندون على منهج دينى وإلا ردع جهلهم تصرف مرجع المسلمين جميعا ، لنكتشف أن هؤلاء إما جهلة أو مغرضون أو تافهون مغرمون بركوب الترند.

شيخ الأزهر الذى لم نعهده يوما مفرطا فى صحيح دين ، ولم نره إلا نبراسا للحق يذود بهدوء وصلابة معا عن ديننا أمام أى محاولة دولية لتشويهه أياً كانت الدولة أوالجهة التى تدعم تلك المحاولة ، مدافعا عن حقوق المسلمين فى كل مكان ، الإمام الطيب الذى اختاره علماء المسلمين إماما لهم تقديرا لعلمه ومكانته ، وينحنى أمام قيمته قامات كبرى فى دول إسلامية وغير إسلامية ، نجده فى مرمى نيران غوغاء وعوام لا قوام لبعضهم والبعض الآخر دينه التربص.

هنا نتأكد أن هناك غرضا ومرضا من إثارة تلك الفتنة كل عام التى تأكد أنه لا أساس دينيا لها ، وأشقاؤنا الأقباط غير مستهدفين بها لكن مصرنا الغالية هى الهدف ، ولنتأكد ان المتربصين والمغرضين لن يهدأ لهم بال ولن يغمض لهم جفن باحثين عن كل فرصة لمحاولة تفتيت وتشتيت المصريين ، لكن شعبنا سيظل رمزا للمحبة والتسامح ، ولنرصد مبيعات شجرة الكريسماس وبابا نويل واحتفالات المسلمين بالشوارع مشاركين شركاء الوطن أعيادهم ، وهاهى احتفالات رموزنا المصرية والإسلامية من العلماء الحقيقيين الى مو صلاح وعائلته الجميلة ومثقفى مصر وصولا للمواطن العادى وأنا أحد عموم مصر أحتفظ بشجرة الكريسماس للتجمع حولها مع أسرتى وأصدقائى المسلمين والمسيحيين.

وتبقى كلمة أخيرة ، بالطبع لم يخطئ الإمام الأكبر فى تغريدته ، لكن ليسمح لى فضيلته أن أقول إن الخطأ المستمر للأزهر منذ عقود أنه لم يواجه بحسم دعاة التدين وغلاة التطرف مواجهة حقيقية لحماية عموم المصريين من جهلهم وسمومهم ، وأعتقد أنه آن الأوان يا فضيلة الإمام للتحرك بهذا الملف وكل مصر خلفك.
وأخيرا كل عام وجميع المصريين بخير فرحين بما أتاهم الله من فضله سماحة ووسطية و تدينا حقيقيا ورقيا.