كيف ستتعامل واشنطن مع حكومة نتنياهو المتطرفة في إسرائيل؟

جو بايدن وبنيامين نتنياهو
جو بايدن وبنيامين نتنياهو

شكّل بنيامين نتنياهو حكومته الجديدة في إسرائيل، المكونة من أحزاب سياسية يمينية متشددة، دون انخراط أي حزب يحمل أيدلوجية سياسية مغايرة في الائتلاف الحاكم الجديد، لتُوصف حكومة نتنياهو الجديدة بأنها "ألأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل".

وأجرت إسرائيل في الفاتح من شهر نوفمبر الماضي خامس انتخابات تشريعية في غضون ثلاث سنوات ونصف العام، في ظل أزمة طاحنة للداخل الإسرائيلي، نتج عنها اللجوء لصناديق الاقتراع أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت نتائج تلك الانتخابات لا تحمل أي حسم يؤدي لتشكيل حكومة مستقرة في دولة الاحتلال.

وعلى عكس سابقاتها من الانتخابات، جاءت نتائج هذه الانتخابات حاسمة، فيما يتعلق بتوزيع المقاعد بين الكتل، فنال المعسكر اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو 64 مقعدًا داخل الكنيست، ليتمكن من الوصل إلى أغلبية مريحة تُمكنه من نشكيل الحكومة منفردًا، دون الحاجة إلى استقطاب أحزاب تحمل أيدلوجية سياسية مغايرة لليمين المتطرف في إسرائيل.

وعلى إثر ذلك تم تسمية نتنياهو رئيسًا جديدًَا للحكومة الإسرائيلية، في حقبة ثالثة، بعدما أوصى 64 نائبًا بالكنيست لصالحه توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما تم بالفعل، ليعود نتنياهو، أكثر من جلس على كرسي الحكم في إسرائيل إلى موقعه في السلطة مرة ثالثة.

وسبق أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة في حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، وحقبة ثانية بين عامي 2009 و2021.

وتشكيل حكومة نتنياهو الجديدة تمثل ضربة قاصمة للمساعي الرامية نحو إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، خاصةً أن أضلاع هذه الحكومة من المتطرفين الرافضين لقيام الدولة الفلسطينية من الأساس.

وفي ظل مواقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي صارت بنهج مغاير عن الإدارة السابقة بزعامة دونالد ترامب، تجاه التعامل مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي تمثل هذه الحكومة اليمينية، بما تحوي من أحزاب متطرفة، حجر زاوية يقف في طريق مساعي إحلال السلام.

اقرأ أيضًا: من هم المتطرفون الخمسة في حكومة نتنياهو اليمينية الجديدة؟

نتنياهو المسؤول أمام أمريكا عن المتطرفين

وكشف مسؤولون أمريكيون، أن الرئيس جو بايدن لديه خطة لكيفية التعامل مع التيار اليميني المتطرف المناهض للفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وهو باختصار "اجعل كل شيء يتعلق ببنيامين نتنياهو".

وذكرت مجلة بوليتيكو، في تقرير لها، أن إدارة بايدن ستحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية شخصية عن أفعال أعضاء حكومته الأكثر تطرفًا، خاصة إذا أدت إلى سياسات تعرض الدولة الفلسطينية المستقبلية للخطر.

وأضافت أن نتنياهو هو الشخص الذي سيلجأ إليه المسؤولون الأمريكيون علنًا ويعتمدون عليه في أي محادثات جادة عن بعد حول قضايا تتراوح من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى علاقات إسرائيل مع الدول العربية.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر، قولهم إن "نتنياهو يقول إنه يستطيع السيطرة على حكومته، لذلك دعونا نراه يفعل ذلك بالضبط".

محاولات البيت الأبيض ودول أوروبية

وفي غضون ذلك، قال أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن البيت الأبيض ودول أوروبية حاولوا أن يثنوا نتنياهو عن تشكيل حكومة من ضمنها حزب الصهيونية الدينية، الذي يضم المتطرفين إتيمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ويخشون أن سلوك هؤلاء المتطرفين قد يقوض السلام في المنطقة بشكل كامل وينسف جهدًا أمريكيًا بُذل على مدار عقود حتى وصل لصيغة الاتفاقيات الإبراهيمية".

وأضاف الرقب، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "وسلوك حلفاء نتنياهو خاصة تجاه القدس والضفة الغربية ينهي كل هذا الجهد الأمريكي".

وتابع قائلًا: "نتنياهو احتاج هؤلاء المتطرفين وتنازل لهم بشكل كبير ليحصن نفسه من الملاحقات القضائية ولا يهمه الرسائل الأمريكية ويعتمد على ذكائه ومقدرته على ترويض هؤلاء المتطرفين".

وقال الرقب: "أعتقد أن التهديد الأمريكي ليس إلا «زوبعة في فنجان»"، حسب وصفه.