أوراق شخصية

كوكب اليابان وحارس الأسرار

آمال عثمان
آمال عثمان

أسعدني الحظ بحضور مناسبتين خلال أسبوع واحد، أعادتا لمخيلتي ذكريات رحلتي الوحيدة إلى اليابان عام2009، ضمن وفد إعلامي رسمي، لتمثيل مصر فى مهرجان طوكيو السينمائي، بمناسبة اختيار السينما المصرية ضيف الشرف، تلك الدولة المدهشة التى أبهرتنى بنظامها وتطورها وشعبها الخلوق الشغوف بالثقافة والعلم والحضارة.

واليابان التى تتمتع بقوة اقتصادية وتكنولوجية مبهرة، تجعلك تعتقد أنك انتقلت إلى كوكب آخر، وليس مجرد دولة أخرى لها نظام وسلوكيات وقيم وعادات مختلفة عن باقى دول العالم، فالمواطن اليابانى يعشق العمل لدرجة تصل إلى الإدمان، ولا يعمل من أجل المال، وإنما لقيمة العمل ذاته، حتى إنه يرفض الحصول على «البقشيش»، بل يعتبره وقاحة وإهانة متعمدة!

 نعود إلى المناسبة الأولى التى كانت فى منزل السفير اليابانى بالقاهرة «أوكا هيروشي»، لحضور حفل تكريم أقامه السفير لعالم الآثار الأشهر د.زاهى حواس، بمناسبة منحه وسام الشمس المشرقة، ذلك الوسام الرفيع الذى يرجع إلى عهد الإمبراطور ميجى عام1875، ويحظى باحترام وتقدير ومكانة عالمية، جعلته يلقب بجائزة «نوبل اليابانية»، وقد منح إمبراطور اليابان «ناروهيتو» ذلك الوسام لعالم المصريات لما حققه من إنجازات ثقافية وحضارية عظيمة، من خلال اكتشافاته ومحاضراته الأثرية فى المحافل الدولية، والجامعات والمتاحف العالمية، وكتبه العلمية العديدة المترجمة إلى جميع اللغات، وأفلامه الوثائقية التليفزيونية المعروضة فى أهم وأكبر المحطات العالمية، إلى جانب تعزيز التعاون الثقافى مع اليابان، والدور الذى لعبه فى تبادل الوفود والبعثات العلمية ومعارض الآثار.

 وهذا التكريم الذى صادف أهله، لم يكن بالنسبة للحاضرين مجرد تكريم لشخصية عالمية تمثل قوة مصر الناعمة، واعترافاً دولياً بأهمية وقيمة بحوث واكتشافات كبرى يقف وراءها حارس أسرار الفراعنة، وإنما تكريم لكل الشعب المصرى فى شخص د.زاهى حواس، ونجاحه على مدار مسيرته العلمية، وعقود من البحث والتنقيب فى زيادة الوعى الأثري، والحفاظ على التراث المصري، وتقديم صورة عظيمة عن مصر وحضارتها وتاريخها وثقافتها، فمبروك لمصر حصول «أنديانا جونز المصري» على وسام بلاد الشمس، وتكريم عالمها الأشهر من كوكب اليابان.

 المناسبة الأخرى لاستعادة ذكرياتي مع اليابان، كانت حضور العرض الخاص للجزء الثاني من فيلم «آفاتار» للمخرج الأمريكي جيمس كاميرون.. ولهذا حديث آخر.