نعمة أم نقمة؟.. عودة الإنتاج المشترك للدراما المصرية

مسلسل "حدث بالفعل"
مسلسل "حدث بالفعل"

هبة الخولي

شهدت السينما المصرية في الماضي، عددًا من الأفلام ذات الإنتاج المشترك مع الجانب الفرنسي من خلال المخرج يوسف شاهين وعدد من تلاميذه، ولقيت أغلب أفلام الإنتاج المشترك هجومًا عنيفًا لأسباب كثيرة، أهمها إبراز السلبيات وتقديم صورة سيئة للمجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة، ومن أبرز أعمال يوسف شاهين المشترك مع تعاون فرنسي فيلم "الوداع يا بونابرت"، "اليوم السادس"، و"إسكندرية كمان وكمان".

وانتشرت ظاهرة الإنتاج المشترك في فترة معينة من تاريخ صناعة الدراما ونتج عنها مجموعة من الأعمال الدرامية مثل: "دوائر الحب, الأخوة, روبى, اتهام وجذور" وهى أعمال جمعت بين الخليجى واللبنانى والمصرى، ليعود الإنتاج المشترك من جديد في الأعمال الدرامية، وتلقى نجاحًا كبيرًا بين الجمهور، فعلى سبيل المثال مسلسل “حدث بالفعل” فهو من إنتاج مصري إماراتي مشترك عن طريق (بي أجينسي) بالتعاون مع (اكتيف ميديا برودكشن)، والمسلسل من بطولة نخبة كبيرة من نجوم الفن العربي، ويتكون المسلسل من حلقات منفصلة وكل قصة لها فريق عمل خاص بها، ويتناول المسلسل فكرة المرض النفسي وأسبابه وتأثيره على المصاب به وحياة المحيطين به.

وصرح الناقد الفني طارق الشناوي قائلاً: “الإنتاج المشترك شيء عظيم وأغلبية العالم يعمل هذه الفترة على عودة هذه الفكرة مرة أخرى مع الشركات الأجنبية والعربية وخصوصًا قطر، لأنها تمتلك مؤسسات سينمائية قوية، هذه الفترة تسمى بفترة الإنتاج المشترك لأن قديمًا كان صاحب فكرة الإنتاج المشترك هو الراحل يوسف شاهين، وكان حالة استثنائية بين السينمائيين، ولكن قديمًا كان التعاون يتم مع فرنسا فقط، ولكن الآن التعاون يتم مع مؤسسات أوروبية وعربية، والنجاح الاقتصادي في الأعمال الفنية ينسب إلى الأعمال المصرية، وعيوب الإنتاج المشترك هو التنازلات التي تتم عن طريق الطرفين لإرضاء كل منهم للآخر ولكن عن طريق تقديم كل منهم وجهة نظر لإقناع الآخر وتقديم العمل بشكل جيد”.

وتقول الناقدة خيرية البشلاوي: “الإنتاج المشترك في صالح العمل المصري بالتأكيد، لأنه يتيح له فتح أسواق خارجية، لا سيما أوروبية، ويعتبر حلاً بديلاً لمشكلة الإنتاج، ومن يعتمدون الإنتاج المشترك أو الدعم الأجنبي مخرجون يحاولون تقديم فن له قيمة بعيدًا عن الربح التجاري، ليس بالضرورة أن يكون الإنتاج المشترك مع دول الاتحاد الأوروبي، إنما قد يكون مع كيانات عربية، مثل دول الخليج الذي يحاول بناء مؤسسات سينمائية ضخمة، وكان من الأفضل له ولنا التعاون مع مصر لما لها من تاريخ في الصناعة”.

وقال الناقد أندرو محسن: “الإنتاج المشترك فكرتها مفيدة للصناعة في بعض الأفلام التي لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة، وبالتالي بيساعد على عمل فيلم أو مسلسل بشكل جيد، ولا تعتمد على إيرادات شباك التذاكر فقط ولكن تعتمد على التوزيع بين الدول العالم المختلفة والمهرجانات وبعد ذلك مبيعات المنصات، وهذا النموذج متبع في أكثر من دولة من أوروبا وآسيا، إنتاجهم مشترك باستثناء الدول التي تمتلك إنتاجاً مشتركاً مثل فرنسا وإيطاليا، وعيوب الإنتاج المشترك موجودة في نماذج كثيرة تتمثل في اختلاف الآراء ولكن يوجد منتج رئيسي للعمل فهو صاحب الكلمة الإنتاجية في العمل لأن صاحب الرؤية الأساسية والنظرة الفنية هو المخرج، ومن أبرز عيوبه هو طول مدة التنفيذ لأن المخرج والمنتج بيقدموا العمل في أكثر من شركة إنتاج ناجحة للوصول إلى ميزانية كافية لصناعة الفيلم، وبالتأكيد مردوده إيجابي على الصناعة المصرية، لأن هذه الفترة ليس فيها تنوع في إنتاج الأفلام والمسلسلات ونفتقر هذا الموضوع بشكل كبير ونمتلك منتجين قليلين جدًا التي تتحمس لعمل هادف ومتنوع، لذلك الإنتاج المشترك معترف به من جميع الدول”.

وعلق الناقد أحمد سعد الدين على الإنتاج المشترك قائلًا: "الإنتاج المشترك جيد جدًا لأنه يتم بين مصر وبين الدول العربية مثل السعودية والإمارات، والأهم من الإنتاج فكرة السيناريو والهدف من المحتوى التي يتم تقديمه للجمهور، والإنتاج المشترك مردوده ممتاز للصناعة المصرية لأنه يساعد المجرجين والممثلين أن يعملوا، والإنتاج الجيد يتمثل في كثرة الأعمال، وعيوبه البارزة هى فرض الموضوعات التي يتم تقديمها وأيضًا أماكن التصوير يتم أحياناً بشكل خطأ مثال على ذلك تصوير مشهد شعبي في حارة مصرية ولكن مكان تصويرها يتم في بيروت، الديكور بيساعد على تغيير الشكل ولكن الجمهور بيلاحظ الفرق والعمل يصبح غير  محبب للجمهور، فإذا تخلصنا من هذه العيوب نصبح نمتلك أقوى أعمال سينمائية ودرامية".

وقال المخرج محمد أبو سيف: "الإنتاج المشترك في حد ذاته شيء جيد فالسينما عندنا تعاني من مشكلة التمويل، وأغلب تجارب الإنتاج المشترك التي شاهدتها كانت جيدة وخاصة أفلام يوسف شاهين وأنا لم أحاول أن أطرق باب الإنتاج المشترك لأن المسألة صعبة وتحتاج لترتيبات كثيرة ولو عرض عليّ تجربة من هذا النوع سأوافق على أن تكون المشاركة بالتمويل فقط فأنا لا أقبل أن يفرض عليّ قصة معينة أو بطل معين".

أقرأ أيضأ : زكي رستم.. أصاب فاتن حمامة بالإغماء بسبب اندماجه