حكايات| آني لندنديري.. أول سيدة تركب دراجة حول العالم

آني لندنديري.. أول سيدة تركب دراجة حول العالم
آني لندنديري.. أول سيدة تركب دراجة حول العالم

على الزمن أن يتوقف في لحظات وأحداث قد لا تتكرر فدائمًا ما تكون المرة الأولى هي الأهم وصاحبة السبق في رسم طريق يسير عليه الجميع ويصبح من اختار أن يكون الأول هو الرائد في المجال.. مالك القصة الأولى في التاريخ يسطرها كما يشاء، خاصة إذا كان الزمن والمواقف لا تساعده.

 

آني لندنديري أم قلبت موازين ومعايير رؤية المرأة في العالم صانعة ومسوقة بذلك لأسطورتها الخاصة كونها أول أمراة تركب دراجة في العالم وتتخطى بها حدود الدولة في سابقة هي الأولى لتحدي بدأ من حانة.

 

رهان بداية الرحلة

 

في إحدى ليالي شهر يونيو من عام 1894، أرادت لندنديري إثبات إمكانيات المرأة في الوقت الذي لم تكن فيه النساء قادرات على التصويت، وكان القليل منهن يعملن خارج المنزل أمام اثنين من تجار بوسطن الأثرياء داخل رهان في إحدى الحانات. 

 

وأمام إصرارهما على أن التحمل الجسدي والذهني للمرأة لا يمكن أن يتخطى تربية الأطفال حتى أنها لا تتمكن من ركوب العجل وقفت آني لندنديري لتثبت العكس وتنهي النظرة الاعتيادية للياقة المرأة في مقتل.

 

هنا أعلنت لندنديري في تحدٍ للرجلين أن المرأة يمكنها أن تتخطى ذلك لتدخل في رهان لإثبات خطأهما، وتطلب من آني في الرهان أن تدور حول الأرض بالدراجة في 15 شهرا، وأن تكسب أيضا 5000 دولار في الطريق ليتخطى الرهان كونه مجرد اختبار لقدرة المرأة على التحمل الجسدي والثبات الذهني.

 

وبالفعل وصل الاختبار إلى مرحلة الحقيقة لقدرة المرأة على إعالة نفسها في العالم، وفي المقابل إذا تمكنت آني لندنديري من إثبات خطأ الرجلين تحصل على مكافأة تصل إلى 10000 دولار.

 

الاستعداد للرحلة


 
قبلت لندنديري التحدي، وفي 25 يونيو 1894 وقفت آني تلك الزوجة والأم لـ3 أطفال دون سن السادسة، أمام حشد من 500 من الأصدقاء والعائلة والمدافعين عن حق المرأة في الاقتراع بقصر ولاية ماساتشوستس لتعلن عن تخليها مؤقتا عن مسؤولية عائلتها في سبيل تحقيق رحلتها الأولى حول العالم باستخدام دراجة كولومبيا التي يبلغ وزنها 42 رطلا.

 

وانطلقت آني في رحلتها والتي بدأت بالوصول إلى شيكاغو في سبتمبر من نفس العام في محاولة منها للمحافظة على شكل المرأة التقليدي، وارتدت فستانا طويلا يعود لتراث العصر الفيكتوري ولكن ظهر عليها ملامح التعب؛ حيث فقدت كثيرا من الوزن وصل إلى 20 رطلا، ورغم ذلك ظلت مصممة على استكمال رحلتها والوصول إلى المحطة التالية، وفقا لموقع «لوف سيكلينج».

 

ولكن بعد أن أجرت عدة تغييرات حيث استبدلت آني الدراجة الثقيلة بدراجة رجالية والتي تبين أن وزنها أقل بنحو النصف وتخلت عن الفستان في سبيل ارتداء البنطلون الرجالي وتوجهت إلى أوروبا عابرة المحيط بباخرة ساعدتها في الوصول إلى فرنسا واثنين من القطارات للتنقل عبر البلاد.

 

اقرأ أيضًا| مهرجان شيوا.. يأكلون أحشاء موتاهم تطهيرا من الذنوب

 

ومن مرسيليا استقلت آني باخرة إلى آسيا في زيارة لعدة أماكن منها كولومبو وسنغافورة، وأخيرًا في مارس من عام 1895 عادت آني إلى وطنها مرة أخرى وتحديدا إلى سان فرانسيسكو قادمة من اليابان، ثم في سبتمبر من نفس العام وبعد 15 شهرا من المغادرة عادت آني إلى شيكاغو مدينة بداية الرحلة وهي منتصرة في رهانها على إمكانيات المرأة.

 

فلم تدور حول العالم بدراجتها فقط ولكنها أيضا تمكنت من تجميع المبلغ المطلوب 5000 دولار عن طريق بيعها لصورها الفوتوغرافية أثناء تنقلها في البلاد المختلفة وظهورها في العديد من الأماكن على اعتبار أنها عامل جذب.

 

وقد وصل الأمر إلى أن حولت آني نفسها ودراجتها إلى لوحة إعلانات متنقلة وقامت بتأجير مساحة على جسدها ودراجتها للمعلنين المتحمسين للاستفادة من هذا المشهد الملون على عجلات ومعها سطرت آني اسطورتها الخاصة في كتب التاريخ وأعادت اكتشاف نفسها كامرأة جديدة ورحالة جريئة ومغامرة حتى أصبحت واحدة من أكثر النساء شهرة كونها رائدة في قيادة الدراجات النسائية.