الأمين العام لمجمع اللغة العربية: نلاحق أمواج الكلمات التي تأتي إلينا من جميع أنحاء العالم.. خاص 

الأمين العام لمجمع اللغة العربية في حوار مع  بوابة أخبار اليوم
الأمين العام لمجمع اللغة العربية في حوار مع بوابة أخبار اليوم

 شهد مجمع اللغة العربية فعاليات  خاصة احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية السبت 17 من ديسمبر وأكد الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لمجمع اللغة العربية أنه لا يصح الاحتفال باللغة العربية في يوم واحد فقط ولكن ينبغي أن يكون الاحتفال في كل الأيام موضحا أن المجمع يعيش مع اللغة العربية كل الأيام مشيرًا إلى أنهم لديهم  أكثر من ٤٠ لجنة  في المجمع تعمل  في كل حقول الثقافة العلمية والأدبية والإنسانية، وتصدر معاجم متخصصة في كل المجالات في الطب والهندسة والكيمياء  والجيولوجيا والذكاء الاصطناعي والحاسوب الكل يعمل كخلية نحل لتصبح أمام أهل الاختصاص لتعريب نص أو كتاب ويكون النص مدروسا لاستخدامه استخداما فضلا عن المعاجم التي يصدرها المجمع للطلاب أمثال المعجم الوجيز الذي صدر منذ ٤٠ سنة ونحن الآن  نطوره ونجدده وندخل  إليه  كل ما يحتاجه الطالب المعاصر  كل في تخصصه مما يضيف إلى الثقافة العلمية و الفكر الإنساني في  التخصصات المختلفة.

وهناك أيضا المعجم الوسيط وهو معجم كبير مكون من 1700 صفحة وهو مزود بالصور  حتى يكون دليلًا للقارئ إلى بعض المسائل التي لا يعرفها « صور حيوانات أو صور حشرات أو أجزاء من الجسم أو ماكينة أو شيء من هذا القبيل» وهذا للكبار، كل ذلك موجود وهو وللمثقف العام غير المتخصص، لكن هناك المعجم الكبير وهو أكبر وأكبر وتم طباعة منه أربعة عشر جزءًا، والمقرر أن يصل إلى ثلاثين أو خمسة وثلاثين جزءًا وقد جهزنا وأعددنا مواد كثيرة بعد الذي طبعناه ولكنها تنتظر الطبع.  

كيف يدخل هذا إلى المعجم الرسمي؟  بعد أن يناقشه مجلس المجمع  وبعد أن يناقش مرة ثانية في مؤتمر المجمع الذي يعقد مرة كل سنة لأن رؤساء المجامع العربية  وهذه مسألة تدل على أهمية مجمع القاهرة هم أعضاء في مجمع اللغة العربية  ولابد أن يطلعوا على ما ننجزه وأن يناقشوه وأن يقروه فإذا أقروه يخرج بعد الإقرار لكي يضمن في المعاجم التي نصدرها.


وأضاف أمين عام مجمع اللغة العربية نحن في عمل دؤوب وعندنا مواسم ثقافية وتحقيق كتب ومسابقات وكل هذا الجهد في خدمة اللغة العربية  فنحن لا نحتفل باللغة العربية يومًا نحن نحتفل باللغة العربية كل يوم .

وأضاف الدكتور مدكور أن اللغة العربية تتدفق إليها  في كل يوم كلمات ومصطلحات ومعان موجودة في لغة أخرى ونحن نتابع بل  نطارد هذه الكلمات حتى ندخلها في جسم اللغة العربية وفي جسم معاجمنا  العربية، وإذا قارنت اللغة التي يتحدث بها  الناس الآن  مع اللغة التي كانت موجودة في القرن العشرين، وإذا قارنت ما يكتبه الناس الآن  في الصحف وفي البحوث العلمية  ستجد ثراءً  لم يكن موجودًا ، فنحن الآن على سبيل المثال نتحدث عن الذكاء الاصطناعي ودوره في تطويع الأجهزة لخدمة اللغة العربية في تحليل النصوص وفي القارئ الآلي وفي الاختصار، فأنت إذا قارنت اللغة، قارنت الشعر والأدب، قارنت الرواية والمسرحية بما كان يحدث قبل خمسين سنة فستجد فارقًا، فاللغة العربية تتسع كل يوم، تتسع ونحن نلاحق أمواج الكلمات التي تأتي إلينا من جميع أنحاء العالم عن طريق خبرائنا وباحثينا وأعضاء المجمع وعن كل طريق حتى نتأكد من صلاحيتها ودقة أدائها للمعنى الذي قيلت فيه لأن الكلمة التي تأتي من الخارج لأبد أن نتأكد من أن ترجمتها دقيقة مطابقة للمعنى الأصلي وانك تعبر عنها بوسيلة عربية  صحيحة ولابد للكلمة التي تترجم إليها أن تكون  دقيقة في التعبير عن المعنى.


ونحن لا نقول أن اللغة العربية ضعيفة أو قاصرة  نحن نقول أن القصور في جهودنا نحن فنحن لا نبدع إبداعا علميًا نسميه بلغتنا وإنما نعتمد على الاقتراض من الآخرين، فلو أننا نضع جهازًا ونسميه باسم عالم من علمائنا  سينتشر في العالم بهذه الطريقة، لكن لأننا لا ننتج العلم  سنكون معتمدين على الاقتراض من الآخرين ومن ثم تقف اللغة منتظرة الإنتاج العلمي فإذا جاء إليها من الخارج تترجمه  ولكن لو جاء إليها من الداخل تسميه لأن هناك فرقًا بين الترجمة والتسمية، نحن الذين نتوقف عن إمداد اللغة بما يغذيها وينميها  فاللغة العربية كائن حي ينمو بالاستعمال ويضعف بالإهمال.

اقرأأيضًا| في اليوم العالمي للغة العربية... المرسي: آن الأوان أن تتحرر مناهجنا اللغوية إلى آفاق التحضر