محمد البهنساوي يكتب: ما أحلى الرجوع إليها

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي

حقا ما أحلى الرجوع إليها، إلى كل شىء جميل صادق مشرق، وهاهو شعور مختلط، ما بين العقل والجنون، الفوران والخمول، الصراخ المدوى والصمت الرهيب، هذا كله اختلط وامتزج لينصهر داخلى وأنا أتلقى قرار الهيئة الوطنية للصحافة بتعيينى رئيسا لتحرير بوابة «أخبار اليوم» وموقع «الأخبار المسائى»، وما أحلاه من شرف وأعظمه من تكليف.

وربما لا تزال حالة الارتباك تتملكنى بالقدر الذى يعوق إنطلاق الحروف والكلمات بسلاسة تعبر عما بداخلى، وسأحاول تطويعها علها تعيننى لتوصيل ما أرجوه، فقد شرفت بهذا التكليف قبل حوالى خمس سنوات، وكنت وقتها أول رئيس تحرير لبوابة «أخبار اليوم» بعد تحويلها لإصدار مستقل، قرابة ثلاثة أعوام بالمنصب، كانت الأهم فى خدمتى ببلاط صاحبة الجلالة، ونجحنا فى الوصول بموقع أخبار اليوم لمصاف المواقع الكبرى بمصر، وكان جهدى فى ذيل قائمة شرف سبقنى فيها زملائى بالبوابة أصحاب الفضل فيما حققناه، ومدرسة «أخبار اليوم» الصحفية هى الأهم بالشرق الأوسط لأنها الأفضل مهنيا والأكثر اهتماما بالمواطن، تعبر عنه تعبيرا صادقا مخلصا، وتلاميذها ساروا على منهاجها، لتظل إصداراتها دائما بالمقدمة، بدءاً بـ«الأخبار» و«أخبار اليوم»، مرورا بكافة الإصدارات، وكان ومازال لزاما أن يحتل إصدارها الإلكترونى نفس المكانة.

وكانت فترة الابتعاد لحوالى عامين كاشفة مهنيا وإنسانيا واجتماعيا، ورغم ما تزخر به من راحة وهدوء وممارسة هوايات وأشياء حرمت منها سنين وعقوداً، لكنها تظل «فيها حاجة ناقصة»، فالحياة بلا تعب ومجهود وهدف قوى تصبح كالماء، سائغ شرابه لكن بلا طعم أو لون.

اليوم أجدنى مع زملائى فى بوابة «أخبار اليوم» و«الأخبار المسائى» أمام تحد كبير ينبثق من التحديات الجسام التى تحيط بوطننا العزيز وتحتاج جهد كل مصرى مخلص محب لبلده لنعبر جميعا بمصرنا الغالية أمواج تربص ومكائد تحيطها من كل جانب، لكنها أبدا لن تفلح فى إغراقها أو حتى تتقاذفها وتحيدها عن جادتها، فمصر التى عبرت بصلابة صعوبات جمة بعد ثورة 30 يونيو ووأدت مخططات ومكائد كانت تدبر للمنطقة كلها، قادرة أن تواصل مسيرتها بنفس العزيمة والقوة لتصل غايتها ومكانتها المستحقة، والإعلام أحد مجاديفها القوية بالرحلة الصعبة، يدفع عنها كل شائعة ويدحض كل أكذوبة.

اليوم لا يسعنى إلا أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان إلى الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المحترم الخلوق المخلص المهندس عبد الصادق الشوربجى، وكلمة حق لا يمنعها خوف من تهمة رياء أو شائبة نفاق أن الهيئة برئيسها وجميع أعضائها يقدمون نموذجا للمسئولية الوطنية بما يبذلونه من جهد مخلص لدعم صناعة الصحافة وليس المؤسسات القومية فقط، وما تلقيته من رئيس الهيئة وأعضائها من تشجيع وتأكيدات أثق فى صدقها بالدعم يدفعنى بالتفاؤل أننا، مثل مصر، نستطيع.

وأجدنى مديناً بالكثير لتلك الحالة التى لم اكن اتوقعها يوما من الفرحة العارمة والدعم والتهنئة من الجميع، حالة مخلصة تؤكد وبحق أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. فخالص شكرى للجميع، أما زملائى بمؤسسة «أخبار اليوم» بدءاً من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة والزملاء بكافة الإدارات والإصدارات هم الأهل والسند والعزوة القوية، وكما عودونى، أثق أنهم سيقدمون الدعم والمساندة لتصبح بوابة «أخبار اليوم» وموقع «الأخبار المسائى» صوتهم القوى فى الفضاء الإلكترونى، ولزملائى بالبوابة والموقع أقول إننا على أعتاب مرحلة صعبة، سنجتازها قطعا لنصل الى مكاننا المستحق ملامسين القمة لنجاور باقى إصدارات دارنا، وكما عهدتمونى سأظل أمامكم بكل صعب، خلفكم فى كل نجاح، باذلا أقصى جهد.

وتبقى كلمة شكر للصديق والصحفى النابه جمال الشناوى الذى حملت عنه الراية ليستريح قليلا بعد عامين، أعلم ما بذل خلالهما من جهد ونصب لخدمة البوابة والموقع، لكنها أخى الحبيب راحة قصيرة ثم تعود كما عودتنا بمفاجأة مهنية تليق بمقامك.

والله تعالى من وراء كل القصد وإليه يرجع كل فضل «وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ - عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ».