روسيات وأوكرانيات يشاركن في الحرب.. نساء على خط النار

أوكرانيات فى عرض عسكرى
أوكرانيات فى عرض عسكرى

خالد حمزة

عدد كبير من النساء تطوعن فى الجيش الأوكرانى، لتصبح نسبة النساء فى الجيش من النسب الأعلى عالميًا، مقارنة بمعظم القوات المسلحة الأخرى فى العالم، وكان عدد النساء الأوكرانيات فى الجيش 57 ألفاً فى 2021 أى حوالى 23%، وفقًا لوزارة الدفاع الأوكرانية أما نسبة النساء فى روسيا فتبلغ 4% فقط، ومنذ بداية الغزو الروسى لأوكرانيا، ازدادت نسبة تطوع النساء لقتال القوات الروسية، وخاصة عندما أعلنت السلطات حاجتها لتجنيد أكثر من 1.5 مليون مدنى فى قوات الدفاع الإقليمية، وهى فرع احتياطى عسكرى، يضم جنود احتياط مدنيين.

وكــان مـــــن بـيـن المتطــوعـــين فالنتينـــــا كــونستانتينوفسـكا، وهـــى ســـــيدة تبلـــــغ 79 عامًا، تدربت من قبل وحدة القوات الخاصة الأوكرانية، وشمل التدريب كيفية تجميع وتفكيك البندقية وتعبئة الذخيرة، والتصويب على الهدف، كما انضمت أناستاسيا لينا ملكة جمال أوكرانيا السابقة 2015 والبالغة من العمر 31 عامًا، ومنذ الإعلان الرسمى عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تنشر لينا صورًا لها بشكل دورى عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى، تدعو فيها متابعيها للانضمام إلى الجيش، وشاركت نساء أخريات بشكل غير رسمى بصناعة قنابل المولوتوف وغيرها من المهام.
وفتحـــت أوكــــرانيــــا كل الاختصــاصـــات العسكريــة أمـــام النســاء، وزعـــم الرئيـــس الأوكرانى زيلينسكي، أن الجيش الأوكرانى يضم اليوم 750 ألف شخص، وأن نسبة مشاركة النساء فيه فى تزايد، وتؤدى النساء الأوكرانيات فيه أدواراً قتالية فى القوات، وكثيرات منهن فى الطاقم المدني، مثل الطبيبات والطاهيات، وقريبات بما يكفى من الجبهة إلى حد يعرضهن لخطر الموت.
وقد تستدعى نساء كثيرات لا يخدمن حالياً فى الجيش، لا سيما منهن العاملات فى المجال الطبى وفى غيره من المهن المفيدة مثل الاتصالات وإعداد الوجبات الغذائية، إلى الخدمة فى القوات، وإلى اليوم لا يزال التسجيل فى التعبئة طوعياً للنساء، فقد أرجأت الحكومة التعبئة الإلزامية للنساء.

 وفى أوكرانيا، بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم 2014، زاد إقبال النساء على التطوع والالتحاق بالجيش، ورغم أن الحضور النسوى فى الجيش الأوكرانى يعود لـ1993، بعيد استقلال البلاد عن الاتحاد السوفيتى السابق، لكنه تضاعف خلال العامين الأخيرين خصوصا، قياسا بعدد النساء العسكريات فى عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم التى كانت ضمن أوكرانيا.

وتنص القوانين الأوكرانية، على أنه يمكن حشد النساء اللائى تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاما كجنود نظاميين، ويمكن لمن أعمارهن بين 20 إلى 50 عاماً، أن يصبحن ضابطات، ومن ضمنهن هناك أكثر من 900 ضابطة فى مناصب قيادية، وفقاً للجيش الأوكراني، فيما كانت 13 ألف امرأة مقاتلة يعملن فى الخطوط الأمامية، وفى 2018 تم تجنيد المرأة فى الجيش طواعية «بموجب عقد»، واستدعيت للخدمة العسكرية فى الاحتياط العسكري، وكذلك باتت ملزمة بأداء الخدمة العسكرية، حيث العديد من المناصب يمكن للمرأة الآن التعاقد عليها، ويمكن لها أن تشغل منصبا قياديا فى وحدة قتالية، ويمكنها أن تكون كشافة وقناصة وقاذفة للقنابل، وتقاتل النساء مباشرة على خط النار.
وعلى هذه الجبهة الملتهبة، تخدم مجندات ومقاتلات متطوعات أوكرانيات، وتضم جبهة دونيتسك نوعين من السيدات المقاتلات، قسم منهن خدمن فى الجيش الأوكرانى كعسكريات لسنوات، فيما تشكل المتطوعات القسم الثانى من العنصر النسائى.

وعدد الرجال فى الجيش الروسى، ارتفع فى أثناء السنوات الأخيرة، حسب مجلة فورين أفيرز الأمريكية، وفى 2008 حين دخلت القوات الروسية المسلحة إلى جورجيا، كانت نسبة النساء فى القوات المسلحة 9%، وهى لا تتخطى اليوم 4%، وفى 2014 و2015، أشادت الصحافة الروسية بالمتطوعات اللاتى انضممن إلى القتال فى دونباس، أما اليوم فالنساء وحدهن اللاتى يلاحظن فى صفوف القوات، هن مبرمجات عملهن هو استهداف الصواريخ، وباستثناء الخدمة فى الطيران العسكري، تمنع الروسيات من الاضطلاع بمهام قتالية على الجبهات.
وحسب وزارة الدفاع الروسية، كما تقول صحيفة التايمز البريطانية، فإن عدد النساء فى الجيش الروسى حاليا يقارب 45 ألفا من بينهن 4 آلاف ضابطة، وهو حضور متشعب يتوزع على مختلف المهمات العسكرية من القتالية والحربية وغيرها.

أقرأ أيضأ :قائد بالجيش الأوكراني: التعبئة الجزئية في روسيا أحبطت خططنا في لوجانسك