محبة أجراس الكنائس تعلن انتصار ملحمة الوحدة الوطنية فى أعياد الميلاد

أقدم كنيسة في أفريقيا تستعيد بريقها

كنيسة مارمرقس فى مدينة الإسكندرية بعد الترميم
كنيسة مارمرقس فى مدينة الإسكندرية بعد الترميم

بعد مرور ساعتين على حادث كنيسة مارجرجس بطنطا، دوى تفجير ضخم نال من كنيسة مارمرقس فى مدينة الإسكندرية، تشهد مصر عمليتي تفجير حدثتا بالتتابع يوم الأحد 9 أبريل 2017، بالتزامن مع توافد الأخوة الأقباط لصلاة الأحد والاحتفال بعيد السعف، وهو الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير الذى يسبق عيد القيامة، وقد أسفر التفجير الذى وقع قرابة الثانية عشرة ظهرًا عن وفاة 17 شخصًا وإصابة 48 آخرين.

عند دخولك إلى هذا المبنى الضخم من بوابته الرئيسية المطلة على أحد شوارع منطقة الرمل وسط الإسكندرية، يخطف أنظارك الرقى الممزوج بالفن والحضارة  والتميز المعماري والهندسي بالغ الدقة والبراعة. هنا تقابلك 4 أيقونات من الموزاييك واحدة فى اليسار باسم القديس مارمرقس، وأخرى فى اليمنى باسم السيدة العذراء مريم، وفى خلفيته ايقونتان أخريان واحدة باسم «القديس مارجرجس»، والأخرى باسم «الملاك ميخائيل»


إنها كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس فى الإسكندرية، التى تعد الكنيسة الأقدم فى مصر وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن كونها تضم رأس القديس مارمرقس الرسول،مؤسس الكنيسة القبطية التى يتم تسميتها بـ»الكنيسة المرقسية» نسبة إلى اسمه،وتضم أيضا رفات ٥٥ من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأوائل، ولذلك تعد أقدم وأول كنيسة أنشئت فى أفريقيا، تم تأسيسها فى منزل صانع أحذية مصرى يدعى «إنيانوس» وهو أول المؤمنين بالمسيحية، ونال شرف أن يصبح منزله نقطة انتشار المسيحية إلى باقى الدول الإفريقية.
خلال عملية الترميم كان هناك حرص شديد على الحفاظ على الطابع الأثرى للكنيسة وعدم تغيير معالمها الأثرية، وسط مشاعر الحزن التى هيمنت على احتفالات المصريين بأسبوع الآلام، زار الرئيس السيسي، مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتقديم واجب العزاء إلى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى ضحايا الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا الكنيسيتين، وقال البابا وقتها إن الرئيس السيسى أعرب خلال لقائه ، عن خالص تعازيه فى مصاب مصر الأليم من ضحايا الحادثين، مؤكداً أن كل أجهزة الدولة ستبذل أقصى ما فى وسعها لملاحقة مرتكبى تلك الأفعال الآثمة وتقديم كل من شارك فيها للعدالة فى أسرع وقت، كما أعرب الرئيس عن خالص مواساته لأسر الضحايا والمصابين، مؤكداً أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من الدولة.

وأضاف البابا أن الرئيس السيسى شدد على عزم الدولة المصرية استمرار التصدى للإرهاب والقضاء عليه، مشيراً إلى ثقته فى وعى الشعب المصرى بجميع طوائفه وإدراكه لحقيقة ودوافع من يدعمون الإرهاب الغاشم لبث الفرقة بين أبناء الوطن ومحاولة تقويض جهود البناء والتنمية واستعادة الأمن والاستقرار.

وكلف رئيس الجمهورية الهيئة الهندسية بإعادة ترميم كنيستى الإسكندرية وطنطا، ليؤكد أن الإرهاب لن ينجح فى شق صف المصريين والنيل من وحدتها واستقرارهم، وأن الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن هى السبيل الوحيد الذى يكفل سلامة مصر والقضاء على الإرهاب، وبالفعل تم انتهاء أعمال ترميم الكنيسة، حيث شملت الأعمال ترميم الأيقونات البيزنطية القديمة وحامل الأيقونات الرخامى بالكنيسة، وإعادته إلى صورته الأولى، والهياكل التى أصابتها الرطوبة، وواجهات الكنيسة، وتنظيف الأسقف والحوائط، وصيانة جميع دكك الكنيسة الخشبية، كما تم ترميم أيقونتين بالحجم الكبير للقديس الانبا اثناسيوس والبابا كيرلس بتقنية الموزاييك من الأحجار الطبيعية، وقد استغرق ترميم الأيقونات نحو عام كامل، فيما تم استكمال باقى أعمال الصيانة فيما تبقى.


 وفى يوم فض اعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة نال الإرهاب الغاشم من حوالى 85 كنيسة بطوائفها الثلاثة الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية خلال أغسطس 2013، ليتم تكليف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بترميم هذه الكنائس، بعد السيطرة على الأوضاع وانطلقت إشارة العمل الفورى فى أعمال الترميم بتوجيه الرئيس السيسي، والعمل على إعادة رونقها من جديد بعد أن تعرضت للتخريب والحرق، نبدأ من:

رممها الجيش وزارها سفير الفاتيكان
«العائلة المقدسة الكاثوليكية» بالمنيا.. تستعيد فرحتها    


ومن المدينة التى عرفت بعروس الصعيد، والتى نالت محطات مهمة وتاريخية مرت بها العائلة المقدسة بمحافظة المنيا والتى ضمت السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار بدأت من الشمال وتحديدا من دير الجرنوس بمغاغة حيث شربت العائلة المقدسة من بئر داخل الدير ولا تزال البئر موجودة حتى الآن، قامت القوات المسلحة بإعادة الإعمار بالكنيسة الكاثوليكية، لتدب الروح من جديد إلى داخل المبنى الكنسى ومبنى الخدمات الملحق بها.

وبين أحضان هذه الكنيسة جاء سفير الفاتيكان بمصر، المطران بيقولاس هنري، عقب زيارة كنيسة مارى جرجس بقرية «البركة» بملوي، وسط حفاوة كبيرة داخل الكنيسة، وتناول سفير الفاتيكان وجبة الغداء داخل الكنيسة، واجتمع بالأهالى داخل قاعة الصلوات بمرافقة الأنبا بشارة مطران إيبارشيّة أبو قرقاص للأقباط الكاثوليك..بينما استقبل أهالى قرية البركة سفير الفاتيكان استقبالا حافلا برقص الخيل والمزمار البلدي، فرحين بقدومه لزيارة كنيسة مارى جرجس، وسط حضور كبار رجال الدين المسلمين والأقباط، وبعض القيادات المحلية وقيادات المحافظة، وأهالى محافظة المنيا.

فى حين افتتحت الكنيسة الكاثوليكية آخر مواقعها المتضررة من فض رابعة، وهى كنيسة جروحات القديس فرنسيس سانت تريز بمدينة أسيوط، بحضور الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك، الذى قال إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعادة بناء وترميم الكنائس التى تم تخريبها من قبل جماعة الإرهاب اثلجت صدور الأقباط فى ربوع مصر وجعلتهم يشعرون بقيمتهم موجها له الشكر ولكل رجال القوات المسلحة الذين تولوا أعمال إعادة البناء والترميم.