ملعوب الزوجة الشيطانة.. وضعت السم لزوجها في الطعام

الزوج الضحية
الزوج الضحية

آمال فؤاد

 كل ذنب الزوج المسكين أنه قرر أن يتزوج ليقي ويحصن نفسه شر الفتنة، بعد أن توفيت زوجته وتركت له طفلا صغيرًا لا حول له ولا قوة، ولكن قدره وحظه السيئ؛ أن ألقى به وأوقعه في شباك امرأة لعوب؛ استهانت بشرفه وكرامته وطعنته بخنجر مسموم، نصبت شباكها عليه كالأفعى وأقنعته بغير حقيقتها ورسمت عليه دور البراءة حتى وثق بها وأسند اليها اسمه وسمعته، وأنجب منها طفلا، وبدلا من أن تراعي طفلها وتحرص على سمعة زوجها وتحافظ عليه انحرفت وسلكت طريق الحرام، لهثت وراء المتعة وانغمست في الرذيلة، ونسيت وتناست انها زوجة وأم.. قررت التخلص منه بالاتفاق مع عشيقها بأبشع الطرق ليخلو لهما الجو؟!، ولكن كيف خططا ونفذا عملهما الإجرامي؟!، وكيف عاد القتيل للحياة مرة ثانية؟!، تفاصيل أكثر إثارة حول ادعاءاتها وأكاذيبها لإبعاد الشبهة عنهما، والسؤال الأهم أي مجهول ينتظر هذين الطفلين؟!، وما الذي جناه الزوج المسكين ليكون هذا مصيره؟!، الاجابات ترويها السطور التالية.

هذه الواقعة ينطبق عليها المثل الدارج، «الكذب مالوش رجلين» مهما طال الوقت، شاء القدر أن يكشف خطة الزوجة الشيطانة للتخلص من زوجها بمساعدة عشيقها في نفس الساعة التي ارتكب فيها الاثنان جريمتهما، حتى سقطا معًا في قبضة رجال الامن.

تقتل القتيل!

بداية الحكاية عندما تلقى قسم شرطة المنيب بلاغًا من أهالي شارع الفخراني، عن سقوط شاب في مقتبل عمره، غارق في دمائه داخل شقته، والزوجة تتهم لصوصًا غرباء قتلوه، وفور البلاغ تحرك  فريق من رجال المباحث الى مكان الحادث، وعقب وصولهم تبين صحة البلاغ بمقتل الزوج، وقام فريق البحث بمعاينة جثة القتيل، وأثناء ذلك كشفت المعاينة عن مأساة  حقيقية من خلال  مشاهد بشعة تقشعر لها الابدان؛ شاب في العقد الثالث من عمره يرتدي كافة ملابسه ملقى على الأرض جثة هامدة داخل غرفة نومه غارق  في دمائه «مضروب بآلة حادة على رأسه ومخنوق بسلسلة حديدية وآثار ضرب وكدمات  في أنحاء جسده»،وتكسير بعض الأواني وتناثر بعض الأدوات المنزلية على الأرض وأثناء المعاينة حاولت الزوجة لفت انتباه رجال الامن لإبعاد أي شبهة عنها!

بمنتهى المكر والخبث حاولت الزوجة التظاهر بالحزن الشديد على زوجها لإخفاء الجرم العظيم الذي ارتكبته في حقه أمام رجال المباحث والجيران وجموع الناس بكلام واكاذيب على عكس الحقيقة، اتقنت الدور الذي قامت بتمثيله عليهم، نسجت الزوجة من وحي خيالها قصة وحبكة درامية بأن اللصوص قتلوا زوجها وصدق وتعاطف الجميع من السكان مع براعة تمثيلها إلا رجال المباحث بالتأكيد.
الحكمة تقول «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، أثناء تفريغ الكاميرات رصدت وكشفت المعاينة عن مفاجأة صادمة لرجال المباحث؛ عن الجناة الحقيقيين وراء مقتل الزوج المسكين تبين من تفريغ الكاميرات دخول وخروج أحد الأشخاص الى العقار محل الواقعة مع زوجة المجني عليه وقت وقوع الجريمة، والعجيب أن هذا الشخص موجود بمكان الحادث أمام رجال الامن كأحد جيران المجني عليه وأحد أهالي المنطقة، يراقب من بعيد فريق البحث خوفا من افتضاح امره أو كشف المستور، ولا يعلم أن رجال المباحث  كشفوا جرمه وتركوه لمعرفة  طبيعة  العلاقة بينه وزوجة المجني  عليه.

 وكالمعتاد وضع رجال الامن خطة محكمة لمعرفة الدوافع الحقيقية وراء ارتكاب هذه الجريمة، استمروا في البحث وتعاملوا مع الأهالي بشكل عادي على نفس نهج الحبكة الدرامية التي استخدمتها الزوجة لإبعاد الشبهة عنها، واستمروا في البحث وسؤال الأهالي والمقربين الى المجني عليه وشهود عيان الواقعة، أكد الأهالي؛ أن المجني عليه «أحمد م 34 سنه سباك بالمنطقة معروف عنه الجدية في عمله وجدعنته وطيبة قلبه وحسن الخلق، وانه صباح يوم الحادث، استيقظ أهالي شارع الفخراني، بمنطقة المنيب بالجيزة، على كابوس مفزع، وحالة من الهلع الشديد صرخات هزت أرجاء المنطقة واصوات مرتفعة وشجار مصدره أحد المنازل، هرولوا نحو المكان الذي يصدر من خلاله  كل هذه الأصوات، تجمعوا أمام شقة «المجني عليه»، وجدوا زوجته «منال.أ 25 سنة» ربة منزل تستغيث بالجيران وتخبرهم بمقتل زوجها وهي في حالة يرثى لها تلطم الخدود باكية على ما حدث في حق زوجها، صحيح صدق المثل الشعبي الذي يقول «تقتل القتيل وتمشي في جنازته»،الجميع توجه لمساعدتها وأخبرتهم بأن بعض اللصوص اقتحموا الشقة وتعدوا على زوجها بالضرب المبرح حتى سقط على الأرض قتيلا، وأكدوا أن الزوجة تشكو سوء حال معيشتها بسبب ظروف الزوج المادية البسيطة رغم أنه كان يعمل ليلا ونهارا لتلبية طلباتها واحتياجاتها وليجني مكسبًا حلالا له ولأسرته.

الحقيقة

تحرر محضر بالواقعة وتم وضع الجثة تحت تصرف النيابة، واستمع رجال المباحث لأقوال الزوجة والعشيق على اعتبار انهما من شهود عيان الواقعة، كما استمع  فريق البحث  الى أقوال باقي شهود العيان، بعدها سقطت الزوجة والعشيق في قبضة الامن  بمنتهى الهدوء،  وتم إحالة الزوجة وعشيقها إلى النيابة، وفور وصولهما النيابة كانت الضربة القاضية لهما ومواجهتهما بتحريات المباحث و بما رصدته كاميرات المراقبة، ووجهت لهما  تهمة القتل العمد مع سبق الصرار والترصد ومحاولة تضليل العدالة، انكرت الزوجة في بداية الامر وادعت بأقوال واكاذيب لا تمت للحقيقة بشيء، أكدت في أقوالها أن 4 من اللصوص اقتحموا الشقة بغرض السرقة، واعتدوا على المجني عليه زوجها ظنًا منهم أنه يدخر الأموال في بيته، وقتلوه امامها ولم يكن في وسعها غير أن تستغيث بالجيران وفر المتهمون هاربين، وعقب تضييق الخناق عليها اعترفت بتفاصيل ارتكاب الجريمة بالاتفاق مع عشيقها»عبدالله،م 23 سنة» «يعمل عامل في مغسلة بجوارهم، تعرفت عليه عن طريق شقيقتها وكان يتردد عليها في الأوقات التي يخرج فيها الزوج الى العمل، وانها احبته ونشأت بينهما علاقة محرمة، وبدأت تشعر بالنفور من زوجها فقررت بالاتفاق مع عشيقها أن تضع  له السم في الطعام على الإفطار بحيث يذهب الى العمل ويموت خارج المنزل ولا أحد يشك في أي شيء، وفعلا وضعت له السم ولكن الزوج شعر بالتعب ولم يذهب للعمل كعادته كل يوم فخالف هذا تخطيطها وشاهده جميع شهود العيان أثناء وقوفه تحت العقار في حالة غير طبيعية، والبعض منهم شاهده يشتري بعض الادوية من الصيدلية المجاورة للعقار وعقب ذلك توجه الى منزله ولم يخرج مرة أخرى، كما جاء في اعترافاتها انها بعد أن وضعت له السم عاد الى المنزل ووقع في غرفة النوم، فظنت انه مات فاتصلت بعشيقها لكي يتخلصا من الجثة، لكنهما صدما انه لم يمت من السم وسمع حديثهما، وكل مخططهما، فحاول أن يقف على قدميه مدافعا عن نفسه، ولكن عشيقها انتبه له وفوجئ به واقفا على رأسهما، فكتم أنفاسه وكبل يديه وخبطه بآلة حادة على رأسه، وسقط جثة هامدة بعدها ولم يجدوا أي طريقة لإبعاد الشبهة عنهما غير ادعائها ان اللصوص اعتدوا عليه وقتلوه، كما جاء  في اعترافات المتهم أنه فعل ذلك بسبب تحريض الزوجة له وإغرائها له أن الجو سيخلو لهما، اقتادتهما المباحث في حضور النيابة الى مسرح الجريمة وقاما بتمثيل الجريمة.

شهود العيان

كنا في مسرح الجريمة تحدثنا مع أحد جيران المجني عليه يدعى «أحمد ‘ع» عامل سوبر ماركت قال: «أنه قبل الواقعة بأيام نشبت مشادة كلامية بين المتهمة وزوجها، وسمع الجمع المشاجرة بسبب ارتفاع الصوت وكانت الزوجة تشكو باستمرار سوء حال حالتهم المعيشية وأن الزوج لم يلب نفقاتها واحتياجاتها رغم كده ليل نهار، ومن هنا بدأت تدب المشاكل بينهما وبدأت الخلافات تزداد بين الطرفين».

كما أضاف «أحمد، ص» حداد بمحل بجوار عقار المجني عليه شاهده أثناء عمله يجلس أمام العقار في حالة غير طبيعية وتبدو على ملامحه حالة إعياء وتعب شديد، وهذا ما أكدته ورصدته الكاميرات؛ المجني عليه قبل وفاته وهو يجلس أمام العقار ويحمل في يده ادوية وعقاقير وأنه دخل العقار دون الخروج منه مرة أخرى، رغم انه اعتاد كل يوم أن يجلس معهم بعض الوقت ويتبادل أطراف الحديث وعقب ذلك يأخذ العدة الخاصة به ويتجه الى عمله والزوجة اللعوب عقب خروجه الي العمل تخرج الي  شقيقتها التي تعمل بأحد العقارات المجاورة لها ومعظم الوقت تقضيه خارج المنزل.

وإن كانت تبقى لنا كلمة في نهاية هذه السطور من الحكاية؛ فهي أن المجني عليه تزوج من المتهمة قبل عامين بعد وفاة زوجته التي أنجب منها طفلا وظل يبحث عن سيدة تصونه وتحافظ على سمعته واسمه وتراعي له نجله ولكن سوء حظه اوقعه مع المتهمة ووجد فيها عكس ما تمنى وكانت نهايته على يدها ما فعلته هذه الزوجة الملعونة وعشيقها ظلم عظيم في حق رجل لا يستحق أن يلقى مصيره بهذا الشكل الوحشي، والنهاية أنها يتمت طفلين لا أحد يعلم أي مجهول في انتظارهما، لتأمر النيابة بحبس الزوجة وعشيقها 4 أيام بعد اعترافهما بقتل الزوج ولا تزال التحقيقات مستمرة.

اقرأ أيضا :قضايا الأسبوع بالقليوبية| إحالة أوراق ربة منزل قتلت زوجها للمفتي.. الأبرز