ريهاب عبدالوهاب تكتب: حرب الفضاء

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

هل نقلت امريكا معركتها مع كوريا الشمالية من الأرض للفضاء؟ سؤال بدأ طرحه بعد تدشين واشنطن لوحدة «قوات فضائية» بقاعدة أوسان الجوية فى كوريا الجنوبية التى أعلنت بدورها انشاءها لوحدة متكاملة للعمليات الفضائية فى نفس القاعدة.

و«القوة الفضائية» هى تشكيل تم انشاؤه عام 1982 كأحد الأفرع التابعة للقوات الجوية الامريكية، وذلك قبل ان يتم فصلها كفرع مستقل فى 2019، فى إطار مساعى واشنطن لتطوير قدراتها القتالية لتغطى كافة التهديدات: جواً وأرضاً وبحراً وفضاء.. وتعّد الوحدة الجديدة، أول قيادة لقوة الفضاء تنشئها واشنطن على ارض اجنبية، وهى تهدف، من حيث المظهر والموقع، لمواجهة التهديدات المتزايدة لكوريا الشمالية التى تختبر صواريخها الباليستية والنووية بوتيرة قياسية وعلى مسافات تشكّل خطورة للجارة الجنوبية، حيث من المفترض ان تساعد فى رصد وتتبع الصواريخ القادمة من الشمال وتنسيق المهام الفضائية كالإنذار الصاروخى والاتصال عبر الأقمار الصناعية.

لكن حقيقة الأمر تهدف واشنطن من خلال تلك الاستراتيجية التى أطلق عليها قائد القوات الفضائية الأمريكية، الجنرال أنتونى ماستالير، اسم «الردع المتكامل»، مواجهة النشاط الأمنى المتزايد فى الفضاء لمنافسيها الرئيسيين، الصين وروسيا. فوفقًا للتقارير الاستخباراتية اختبرت الصين مؤخراً مجموعة متنوعة من الانظمة المضادة للأقمار الصناعية، بما فى ذلك مركبات فضائية قادرة على التعامل مع الأقمار الصناعية الأخرى وسحبها من المدار، وصواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وأسلحة طاقة موجهة مثل الليزر.

كذلك تعمل روسيا على تطوير والنشر السريع لأسلحتها الفضائية وأنظمتها المضادة للأقمار الصناعية، بما فى ذلك الأقمار التى يمكنها إطلاق قذائف على مركبات فضائية أخرى.هذا التطور الذى يهدد الريادة الامريكية كما يهدد أقمارها الصناعية التى تُستخدمها للاستخبارات والمراقبة والاتصالات وتحديد المواقع والملاحة وغيرها، دفع واشنطن لتسريع وتيرة تسليحها الفضائى. وكأن الأرض والبحر ليسا كافيين فقرر الكبار توسيع مجالات المواجهة وبدأوا فى تحويل الفضاء لساحة معركة محتملة فى أى حرب مستقبلية.
اما نحن يا عرب فلنا الله.