72 شمعة لميلاد صائد الدبابات الإسرائيلية

البطل محمد عبد العاطى
البطل محمد عبد العاطى

وطنيتنا المصرية علمتنا ألا ننسى أبطالنا أبناء مصنع الرجال بالقوات المسلحة الباسلة الذين قدموا العطاء بلا حدود، نتذكرهم لإبراز قيمة القدوة والرمز لأجيال جديدة من الشباب، ومن هؤلاء الرقيب أول محمد عبد العاطى عطية الشهير فى الموسوعات العسكرية بأفضل صائد للدبابات، ولد عبد العاطى بقرية «شيبة قش» بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية 15 ديسمبر 1950، لا أحد كان يعلم أن اسمه سيُكتب بحروف من نور لما حققه فى حرب أكتوبر 73 المجيدة، استطاع فى أيام الحرب المجيدة اصطياد وتدمير 23 دبابة إسرائيلية بمفرده محققا حالة من الرعب عند العدو.


حصل محمد عبد العاطى على دبلوم الزراعة وعين مفتشا للتقاوى بزراعة منيا القمح، ثم التحق عام 1969 بالقوات المسلحة أثناء فترة التعبئة الشاملة استعدادًا لمعركة التحرير، وتدرج فى الخدمة من سلاح الصاعقة إلى سلاح المظلات، ثم سلاح المدفعية، تلقى تدريبا على صواريخ «جراد - بى» بعيدة المدى، واجتاز بنجاح فائق اختبارات إطلاق صواريخ «فهد» التى كانت من أحدث الأسلحة التى دخلت الخدمة، ويصل مداه إلى 3 كيلومترات لتدمير الدبابات والمدرعات بقوة نيران هائلة واستلزم الأمر 13 ساعة يوميا من التدريب، وجاء ترتيبه الأول على جميع الرماة فى التدريبات النهائية، لهذا تم اختياره لأول بيان عملى على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحى، والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات فى مشروع الرماية الذى حضره قيادات الجيش وبعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.. التحق عبد العاطى باللواء 112 مشاة فى الكتيبة 35 مقذوفات، وفى اليوم الثالث من حرب أكتوبر المجيدة نجح فى واحدة من المعارك البرية التى دارت رحاها على بعد 80 كيلو فى سيناء عندما أطلق أول صاروخ فأصاب أول دبابة من دبابات العدو، وفى نصف الساعة فقط استطاع عبد العاطى اصطياد 13 دبابة جعلت العدو ينسحب من المكان، وفى اليوم الرابع من الحرب فوجئ عبد العاطى بقوة إسرائيلية مدرعة جاءت لمهاجمة القوات المصرية على طريق أسفلتى، فأطلق الصاروخ الأول على مجنزرة وأصابها بمن فيها، ثم اصطاد الدبابات واحدة تلو الأخرى، وبلغ رصيد ما تم اصطياده فى هذا اليوم 17 دبابة، ونجح فى اليوم الخامس من الحرب فى اصطياد دبابات حاولت التسلل، ودمر فى 18 أكتوبر دبابتين ومجنزرة، وعلم أثناء عودته لنقطة تمركزه بأن المعارك التى دارت أسر خلالها الجنرال عساف ياجورى.


وكان عبد العاطى أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابى لخط بارليف فى السادس من أكتوبر، وبعد لحظات قام طيران العدو بغارات منخفضة لإرهاب أبطال قواتنا المقاتلة، لكن اللواء 112 مشاة استطاع أن يحتل أكبر مساحة داخل سيناء بالوصول إلى الطريق الأسفلتى العرضى من القنطرة إلى عيون موسى بمحاذاة القناة وبعمق 70 كيلومترًا فى اليوم الأول من المعركة، وقال عبد العاطى فى حوارات سابقة: إن اليوم الثالث من الحرب كان يوما مجيدا للواء 112 مشاة والكتيبة 35 مقذوفات وله شخصيا، فبرغم الظروف الصعبة استطاع البطل تدمير أول دبابة ووصل رصيده من التدمير إلى 13 دبابة، الأمر الذى أتاح للقوات المصرية السيطرة على قمة الجبل وأعلى التبة، وتواصلت بعدها الضربات الموجعة لدبابات العدو من صواريخ عبد العاطى التى تستلزم جنديا مقاتلا ذكيا يمتلك القدرة فى التصويب بدقة متناهية.. وفى 10 أكتوبر فوجئ مركز القيادة باستغاثة من قائد الكتيبة 34 عندما هاجمها العدو بثلاث دبابات، وكان عبد العاطى قد تعوّد على وضع مجموعة من الصواريخ الجاهزة للضرب بجواره، فقام بتوجيه ثلاثة صواريخ إليها ودمرها تماما، وكتب عبد العاطى اسمه بحروف من نور فى البطولة والشجاعة ولهذا كرمه الرئيس أنور السادات عام 1974 بوسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية، وظلت بطولاته محفورة فى الوجدان حتى لقى ربه عام 2001، وأذاعت إسرائيل خبر وفاته بفرح وشماتة لأنه أذاقها المر فى معركة الدبابات واستحق لقب «صائد الدبابات».
من كتاب « صائد الدبابات »