«أكساد»: مبادرة الرئيس لزراعة 100 مليون شجرة نموذج ناجح بالأراضي العربية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قام وفد من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، برئاسة الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام «أكساد» والدكتور أيهم الحمصي مدير إدارة الاقتصاد والتخطيط بالمركز العربي وعدد من خبراء «أكساد» بحضور الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب «أكساد» بالقاهرة ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف والدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء؛ بجولة تفقدية لمشروع زراعة غابات المانجروف بساحل مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، بالإضافة إلى تفقد النماذج التنموية التي ينفذها الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بمحافظة البحر الأحمر.


وأشاد مدير «أكساد»، بالمشروعات التنموية لسكان المناطق الصحراوية، والجافة وشبه الجافة، والذي تنفذه وزارة الزراعة المصرية لدعم السكان المحليين بمجموعة متكاملة من مشروعات الطاقة المتجددة من الطاقة شمسية للتكيف من التغيرات المناخية كأحد مخرجات قمة المناخ التي عقدت في مدينة شرم الشيخ الشهر الماضي، فضلا عن نماذج الصوب الزراعية والبيوت البلاستيكية لزراعة الخضروات، وتربية الدواجن، لخدمة التنمية المستدامة بالمنطقة وساهمت في توطين أهاليها وتحسين دخلهم.


وقال «العبيد»، إن هذا المشروع بالإضافة إلى مشروع زراعة غابات المانجروف على سواحل البحر الأحمر تعد أحد نماذج النجاح التي يمكن لـ«أكساد» أن تتبني خطط التوسع فيها بمختلف الدول العربية، كمشروعات عربية للتكيف مع مخاطر التغيرات المناخية والتي تعكس التنمية المستدامة بالمنطقة وتخدم الأمن الغذائي العربي.


وأضاف مدير «أكساد»، أن مشروع غابات المانجروف ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة 100 مليون شجرة، يأتي استكمالا للمبادرات العربية للتوسع في المشروعات الخضراء، بالإضافة إلى المبادرة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، تحت عنوان «الشرق الأوسط الأخضر»، لزراعة 10 مليارات شجرة بالمملكة، وتأهيل 4 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة وزيادة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها، مشددا على أن المبادرة تحظى «بتقدير عال واهتمام كبير» للحد من التصحر وحماية النظام البيئي في المنطقة، وتساهم في تغيير الخريطة البيئية إيجابيا بالمنطقة.


وشدد «العبيد» على أن «أكساد» تدعم المبادرة السعودية واصفا إياها بـ«المبادرة الهامة»، واستعداد المركز العربي «أكساد» على وضع كافة إمكانياته العلمية والفنية في خدمة المبادرة، معربا عن الاستعداد للمشاركة في فعاليات المبادرة من خلال برامج مكافحة التصحر وحصاد المياه وتوفير البذور الرعوية وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتنفيذ مشاريع الأحزمة الخضراء والتي تساهم في تكوين أنظمة بيئية تساهم في المحافظة البيئية والتنوع البيولوجي وغيرها.


وفيما يتعلق بمشروع مصر للتوسع في زراعة غابات المانجروف وتنفذه أكاديمية البحث العلمي المصرية بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء، يعد أحد نماذج النجاح للبحوث التطبيقية للتأقلم مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية ودور هذه الغابات في حماية شواطئ البحر الأحمر من مخاطر ارتفاع مياه البحر، بالإضافة إلى حماية الاستثمارات المصرية في هذه المناطق، وتعد أحد النماذج التي يمكن الاستفادة منها في تطوير المشروعات الخضراء على السواحل العربية المطلة على البحر الأحمر.


ومن جانبه قال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء، إن التوسع في مشروعات زراعة المانجروف باعتباره أنه أحد أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية لهذا المشروع من الناحية الاقتصادية والبيئية تقترب تكاليفه بأكثر من 100 مليون دولار ويحقق عائد يتجاوز 10% من تكلفته مع الانتهاء من تنفيذه وتسترد التكاليف خلال 10 سنوات من تنفيذه فضلا عن اعتباره أحد النماذج الدولية للمشروعات الخضراء.


وأضاف «زغلول»، في تصريحات صحفية اليوم السبت، أن مشروع غابات المانجروف هو نموذج ناجح تم تطبيق في مصر على سواحل مصر على البحر الأحمر والذي تم تطبيقه خلال الأربع أعوام الماضية، بما يتوافق مع 7 أهداف للتنمية المستدامة بالأمم المتحدة وأجندة أفريقيا 2063 ، وأهداف مرفق البيئة العالمي، مشيرا إلى أن المشروع يعد أول نموذج أفريقي للتعاون بين الدول المطلة على البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي لمكافحة التصحر.


ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف ، إنه سيتم زراعة غابات أشجار المانجروف بما يحقق التوزان البيئي بالمنطقة وخلق بيئة مناسبة للاستزراع السمكي للأحياء المائية عالية القيمة مثل الجمبري والإستاكوزا ويلبي المشروع طموحات مصر في التنوع البيولوجي وتعد نموذجا للاقتصاد الأخضر الذي ينعكس على حالة التنوع الحيوي في مختلف مناطق المشروع ويحقق العديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة للبيئة ويوفر العديد من فرص العمل.


وأضاف «خليفة»، أن التوسع في زراعة المانجروف له مردود اقتصادي من الناحية السياحية نظرا للأهمية الكبيرة للمشروع في تنشيط السياحة البيئية وسياحة السفاري وسياحة الأحياء المائية والشواطئ، بما يحقق استثمارات مباشرة في القطاع السياحي في المناطق المحيطة بتنفيذ المشروع دوليا وتوفير الآلاف من فرص العمل.


وكشف نقيب الزراعيين ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف، عن أنه يمكن استغلال بعض المساحات الأراضي الملحية المتاخمة لغابات المانجروف لزراعتها بأنواع من محاصيل الأعلاف والزيوت المتحملة للملوحة مثل «الساليكورنيا» والتي أثبتت التجارب العلمية نجاحها في هذه المناطق الملحية ويستخرج منها زيت الطعام وتستخدم كمحاصيل أعلاف تقليدية في تغذية الماشية في المناطق الرعوية خاصة وأنها فقيرة في إنتاج الاعلاف، الأمر الذي يساعد في توفير اللحوم ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.


ولفت «خليفة»، إلى أن زراعة المانجروف من أكثر النباتات المهددة بالانقراض في العالم. وهو ما دفع مصر لتنفيذ مشروع طموح للتوسع في زراعة هذه الأشجار على سواحل البحر الأحمر في محافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر خاصة أن هذه الغابات وهى منظومات بيئة منتجة وحيوية ولها تأثير يمتد إلى خارج حدود المناطق المحدودة التي تنمو فيها، موضحا أن هذه الأشجار تغطى مناطق محدودة على ساحل وجزر البحر الأحمر وخليج العقبة في مصر، وقد أعلنت جميع هذه المناطق كمحميات طبيعية خاضعة للحماية طبقا للتشريعات والقوانين المصرية والدولية.


وأشار نقيب الزراعيين ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف، إلى أهمية استعراض نماذج من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بزراعة غابات المانجروف ومنها تربية نحل العسل على غابات المانجروف وهو من الأعسال الأعلى قيمة وجودة كأحد الوسائل للتوعية والمشاركة المجتمعية للزراعة فضلا عن تحقيق الاستقرار الاجتماعي للفئات الاجتماعية في قرية الصيادين حول غابات المانجروف في منطقة القلعان بمدينة مرسى علم، وتطوير منازل قرية الصيادين بالقلعان وتزويدها بالطاقة الشمسية.


وأشاد «خليفة» بدور محافظي جنوب سيناء والبحر الأحمر فضلا عن الوزارات المعنية بالنهوض بمشروعات استزراع غابات المانجروف والاستفادة منها في الترويج للسياحة البيئية وحماية الشواطئ والتنوع البيولوجي والبحري، حيث تعيش العديد من اللافقاريات البحرية مثل نجم البحر الهش وقناديل البحر وأنواع كثيرة من السرطانات والجمبري بين جذور وسيقان أشجار المانجروف.