قبل ختام فعاليات المهرجان غدا..

إقبال جماهيري ونفاذ تذاكر عرض «هاملت بالمقلوب» بأيام قرطاج المسرحية

عرض «هاملت بالمقلوب» بأيام قرطاج المسرحية
عرض «هاملت بالمقلوب» بأيام قرطاج المسرحية

يختتم مهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، فعاليات الدورة الـ23، غدا السبت 10 ديسمبر، بعد 7 أيام من العروض المسرحية من مختلف الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى عددا من الورش الفنية والندوات واللقاءات الفكرية.


وشهدت قاعة الفن الرابع بتونس، إقبالا جماهيريا كبيرا، لمشاهدة العرض المسرحي "هاملت بالمقلوب" والذي مثل مصر في المسابقة الرسمية بـ"أيام قرطاج المسرحية 2022"، كما حضر السفير المصري إيهاب فهمي، سفير مصر بدولة تونس، والمخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، ومؤلف العرض د.سامح مهران وعدد من الضيوف والفنانين العرب والأفارقة، منهم الفنانة الأردنية أمل الدباس، والكاتب والمؤلف السعودي سامي الجمعان، والفنان الأردني علي عليان.

 

مسرحية «هاملت بالمقلوب» تأليف سامح مهران، بطولة عمرو القاضي، خالد محمود، أيمن الشيوي، سمر جابر، نهاد سعيد ومجموعة من شباب المعاهد الفنية والمسرح الجامعي، ديكور وإضاءة صبحي السيد، تأليف موسيقي طارق مهران، أزياء مروة عودة، مابينج رضا صلاح، ماكيير لمياء محمود، كوافير محمد شاكر، ومن إخراج مازن الغرباوي.

وعرضت مساء الخميس، 8 ديسمبر المسرحية الكويتية "أناركيا"، ضمن العروض الموازية بالدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، وهي من إنتاج فرقة مسرح الخليج العربي تأليف  فاطمة العامر وإخراج محمد الأنصاري.

 

تدور أحداث "أناركيا"، حول شيخ وحيد يعيش منعزلا في بناية مهجورة لا يؤنس وحدته سوى مجموعة القطط التي اعتاد إطعامها يوميا، ويعيش صراعات نفسية وتراكمات اجتماعية، ويرفض الخروج من بيته ومن وطنه رغم العزلة المقيتة والوحدة القاتلة، وخلال هذا الروتين اليومي يحاول العجوز استرجاع ذاكرته التي تسلل إليها المرض اللعين، عجوز منعزل ومحبوس في العتمة ينتظر أملا لا يأتي لترميم ذاكرته وشيئا من روحه ليُبقي على عالمه متماسكا فيما كلّ شيء آيل للانهيار، ويستحضر صورة ابنه الشاب الذي هاجر إلى أوروبا حاملا شهادة الهندسة وأملا في حياة أفضل وابنته التي أجبرت على الزواج من صاحب مطعم حوّلها إلى راقصة، والأخرى التي فرّت من جحيم العائلة لتتوه في ليالي المدينة الموحشة وابن منحرف امتهن السرقة وتسلّح بالعنف ليقاوم ما يحدث في الخارج... شخصياتهم تخرج من البناية المتداعية كمستأجرين بالشقة المجاورة يظهرون ويغيبون في مربّع فولاذي يتّسع ويضيق كذاكرة العجوز/الأب، الذي يعتمد دفترا صغيرا يسجّل على صفحاته تفاصيل يخشى نسيانها خاصة موعد إطعام القطط الذي تشكّل العامل الوحيد الثابت في حياته والمؤشر على وجوده حيّا.


كما عرضت مسرحية "كوكتيل شقف بلا معنى" للمخرجة اللبنانية جنى أبو مطر، وتدور فصول المسرحية حول ثلاث شخصيات تدفعهم المدينة إلى الهرب منها ولكنها في الآن نفسه تشدهم إليها، ما بين هذا التمزق بين البقاء والرحيل كان الأبطال يخوضون صراعات وتناقضات ما بين التواصل والانفصال، الحب والكره، الاختفاء والظهور.

ونظم "أيام قرطاج المسرحية" عددا من الندوات الفكرية الهامة، وكان منها ندوة بعنوان "موليير في مرٱة المسرح العربي والأفريقي" بالتعاون مع جمعية النقاد المسرحيين بمناسبة مرور 400 عام على ولادة الكاتب الفرنسي موليير، وشارك بها عدد من المسرحيين، وقالت مديرة الدورة نصاف بن حفصية، أن هذه الندوة ضمن اهتمام أيام قرطاج بمسرحي مازال معاصرا ومازال المسرحيون في العالم يستحضرونه، فيما قال الدكتور حمدي الحمايدي منسق الندوة، أن موليير مازال يملأ الدنيا ويشغل الناس وكان كاتبا وممثلا ومخرجا ومديرا لفرقة مسرحية، وقد أسس للكوميديا الجادة التي لها وظيفتان وظيفة ترفيهية وأخرى تربوية وهذه المناسبة لتطرح ٱراء حول تأثير مسرح موليير على المسرح العربي الذي ولد من خلال محاكاة مسرح موليير ترجمة واقتباسا.

شارك في النسخة الـ23 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية المستمرة حتى 10 ديسمبر الجاري، 82 عملا مسرحيا من 23 دولة، وتحل دول السينغال ضيف شرف النسخة الحالية، إلى جانب عودة المسرح السوداني واللبناني للمشاركة.

وتتضمن هذه الدورة، ثمانية أقسام منها عروض المسابقة الرسمية ومسرح العالم ومسرح الطفل ومسرح المدارس والهواية وعروض الشارع ومسرح الحرية الذي يقدمه نزلاء السجون، إلى جانب الندوات والورش التكوينية.

وشارك في قسم المسابقة الرسمية، إلى جانب العرض المسرحي "هاملت بالمقلوب"، المسرح الفرنسي بعمليْن هما "ضوء" للطاهر عيسى بن العربي، و"تائهون" لنزار السعيدي، بالإضافة إلى 9 أعمال مسرحية أخرى هي "النسر يسترد أجنحته" (السودان) و"شمس ومجد" (سوريا) و"أنتيقون" (الجزائر) و"المجوهرات" (الكونغو الديمقراطية) و"حدائق الأسرار" (المغرب) و"الديار" (السينغال) و"ايزدان" (العراق)، و"لغم أرضي" (فلسطين) و"كوكتيل شقف بلا معنى" (لبنان).

وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، الممثلة التونسية ليلى طوبال، وتضم في عضويتها المخرجة اللبنانية لينا أبيض، والمسرحي يوسف الحمدان من البحرين، والناقد المسرحي "خوسيه مينا آبرانتيس" من أنغولا، والكاتب العراقي فلاح شاكر، والمسرحي التونسي فلاح شاكر.

وكرمت الدورة الـ23 لأيام قرطاج المسرحية، خلال حفل الافتتاح، عددا من رموز المسرح التونسي الذين فقدتهم الساحة الثقافية خلال السنة الحالية والسنة المنقضية، وهم هشام رستم وتوفيق البحري وصادق الماجري ومنجي التونسي وإسماعيل بوسلامة وبشير خمومة وعادل حباسي وعادل مقديش، كما تم تكريم مجموعة من المسرحيين التونسيين والعرب والأفارقة، سهير المرشدي (مصر)، وسلوى محمد، وعلاء الدين أيوب، ومحمد اليانقي ومحمد العوني وفاطمة سعيدان (تونس)، وأيمن زيدان (سوريا) وقاسم بياتلي (العراق) وحبيب ديمبيلي (مالي).

واهتمت الندوات الدولية لأيام قرطاج المسرحية هذا العام بـ"آفاق إنتاج وترويج المسرح العربي والإفريقي"، إلى جانب ندوة بعنوان "موليار في مرآة المسرح العربي والإفريقي".