صلاح جاهين.. معركة «الواد التقيل»

صلاح جاهين
صلاح جاهين

محمد كمال

رغم قيمة صلاح جاهين الفنية وموهبته الكبيرة وتعلق الجماهير بأغانيه، لكن هذا لا يمنع أنه تعرض لحملة كبيرة وقت عرض فيلم "خللي بالك من زوزو"، ولم يكن الأمر يتعلق بالفيلم نفسه، لكن بسبب كلمات أغنية "يا واد يا تقيل"، وتحديدا بساطتها والتي جاءت على النقيض مما قدمه خلال فترتي الخمسينيات حيث الأغنيات الحماسية الثورية، أو الستينيات التي دعمت المسار الإشتراكي وأغنيات فترة حرب الاستنزاف.

جاهين هو الذي رسم شخصية “زوزو” وفق فكرة المخرج حسن الإمام، وكان الفيلم التجربة الأولى له في مجال كتابة السيناريو، ومن بعدها تألق في عالم السينما التي خطفته قليلا من عشقه الأول، تأليف الأغنيات، شاعر الثورة وعاشق الربيع وملهم الرباعيات.. صاحب أصدق مقولة عبرت عن وضع دولة منكسرة: “إحنا جينا نغني للناس غنينا عليهم”، تلك الجملة الرنانة التي اختصرت حالة عامة وقتها، والتي بعدها دخل في حالة اكتئاب قبل أن يعود ليواصل نضاله الفني بمجموعة من الأغنيات التي تدفع على العودة للحرب لرفع الروح المعنوية، لإدراكه الكامل بقيمة الفن كسلاح مهم لبداية العودة والإستعداد لمعركة الانتصار، وأشهر الأغنيات التي قدمها في تلك الفترة مع “العندليب” عبد الحليم حافظ.

محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، هو الاسم الحقيقي لصلاح جاهين، أتجه للعمل بالفن بعد أن أتم دراسته في كلية الحقوق، حيث عمل رساما بمجلة “صباح الخير” عام 1965، وحققت رسومه شهرة كبيرة، ثم بدأ في كتابة الأغنيات التي قدمها لثورة يوليو، والتي كان من أشد مؤيديها.

كان فيلم “خلي بالك من زوزو” أول تجربة لجاهين في السينما، ومن بعده حاول مع المخرج حسن الإمام تقديم تجربة مشابهة معتمدين على النجاح الكاسح لـ”زوزو” ليكون فيلم “أميرة حبي أنا” عام 1974، أي بعد عامين من “زوزو”، وكان أيضا من بطولة سعاد حسني وحسين فهمي، لكن الفيلم لم يحقق نفس النجاح الذي حققه الفيلم السابق، وأبهرت تجربة جاهين المخرج يوسف شاهين الذي استعان به لمشاركته في كتابة السيناريو والحوار لفيلم “عودة الابن الضال” عام 1976 الذي تضمن الأغنية الشهيرة لماجدة الرومي “مفترق الطرق”، والتي ألفها جاهين ولحنها كمال الطويل.

انخرط جاهين في السينما وقدم تجربتان مع المخرج علي بدرخان، الأولى عام 1977 بعنوان "شيلني وأشيلك"، وبعدها بعام قدما فيلم "شفيقة ومتولي".. وفي عام 1979 قدم فيلم “المتوحشة” مع المخرج سمير سيف، وكان آخر أفلامه، أما أشهر الأفلام التي شارك فيها بكتابة الأغاني كانت "اليوم السادس" ليوسف شاهين، "غرام في الكرنك" لعلي رضا و"المخطوفة" لأشرف فهمي.

كما ظهر جاهين ممثلا في عدد من الأفلام، مثل "اللص والكلاب"، "المماليك"، "وداعا بونابرت"، "من غير ميعاد" و"لا وقت للحب".. أما على مستوى التليفزيون، قدم جاهين مسلسل “هو وهي” عام 1985 المأخوذ عن قصة تحمل نفس الاسم لسناء البيسي، والذي يعتبر من أشهر المسلسلات في تلك الفترة، وحقق نجاحا كبيرا، وقام ببطولته سعاد حسني وأحمد زكي.

جاهين صاحب أشهر قصيدة صيغت عن مصر، والتي حملت اسم “على اسم مصر”، وأيضا الرباعيات التي يعتبرها الكثيرون قمة الإبداع الفني، والتي تجاوزت مبيعات إحدى طبعاتها عن هيئة الكتاب أكثر من 125 ألف نسخة في أيام قليلة، وهذه الرباعيات قام بغنائها علي الحجار ولحنها سيد مكاوي، الذي شارك جاهين في أحد أهم إبدعاتهما الفنية، عندما قدما أشهر أوبريت عرائس في تاريخ مصر، بعنوان “الليلة الكبيرة”، والذي أخرجه صلاح السقا.

أقرأ أيضأ :3 حفلات أسبوعية لمسرحية «التغريبة بنت الزناتي» بالبالون