فى الصميم

أجمل ما فى «المونديال»

جلال عارف
جلال عارف

أجمل ما فى مونديال قطر هو هذا الجمهور العربى الرائع الذى ملأ الملاعب هناك يشجع بكل محبة المنتخبات العربية، ثم ليملأ الميادين فى كل أنحاء البلاد العربية محتفلا بانتصارات الفرق العربية التى كان آخرها وأجملها إنجاز المنتخب المغربى الشقيق الذى نرجو أن يواصل تقدمه إلى المراكز الأولى فى هذا المونديال.

هذه المشاعر العفوية الصادقة هى الرد الحاسم على سنوات من الحروب المعلنة والخفية ضد عروبة العرب، وعلى محاولات لم تتوقف لزرع الفتنة بين شعوب لا يمكن أن تتخلى عن هويتها أو تستسلم لمنطق التجزئة والانقسام مهما كانت الأسباب.

المنتخبات العربية فى مونديال قطر كانت أيضا على قدر المسئولية، وأرادت أن تقدم أفضل صورة للكرة العربية.. 

وباستثناء منتخب قطر الذى لم يحالفه التوفيق، قدمت باقى المنتخبات العربية أداء جميلا، فاجأت السعودية الجميع بالفوز على منتخب الأرجنتين وكذلك فعلت تونس مع فرنسا، بينما كان إنجاز منتخب المغرب هو الأروع بالوصول ـ حتى الآن ـ إلى دور الثمانية بعد الفوز على منتخب إسبانيا الذى كان أحد المرشحين للبطولة، والأمل كبير أن يواصل التقدم إلى دور الأربعة على حساب البرتغال.. وربما لأبعد من ذلك.

الجماهير العربية لم تكتف بالتشجيع الرائع للمنتخبات العربية، لكنها جعلت فلسطين حاضرة بكل قوة. رفعت أعلامها فى المدرجات وفى الاحتفال بكل فوز عربى. 

وفى نفس الوقت قاطعت كل ما يمت للكيان الصهيونى. حتى اشتكى الإعلاميون الإسرائيليون من أنهم منبوذون فى المونديال، وأن الكل يرفض الحديث معهم، وأن الوحيد الذى قبل ذلك فاجأهم على الهواء بالهتاف بحياة فلسطين!

كل الأمنيات لمنتخب المغرب الشقيق بمواصلة انتصاراته فى المونديال.. وكل التحية للجماهير العربية التى أكدت أن عروبتها ليست وهما كما زعم المرجفون. بل هى الحقيقة الأساسية فى وطن يمتد من المحيط إلى الخليج.