انتباه

رياضة هز الرأس!

علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب

«يا للهول»!.. هز الرأس أسفاً أو غضباً أصبح رياضة يحترفها البعض، كرد فعل على ما يراه أو يسمعه، والمبرر أن أحداً لن يستمع لنصحه، أو يستجيب لحكمته، من ثم فالصمت ها هنا لاشك أنه من ذهب، ثم إن هزة الرأس تلك تترجم أضعف الإيمان، إذ أنها تعبير عن عدم الرضا عن منكر يراه، ولا يملك نحوه إلا أن يهز رأسه، وإن تحول الأمر إلى نوع من الرياضة التى ربما أدمنها!.. إذا تحفظت أو رفضت هذا السلوك، هنا تنفك عقدة لسان صاحبنا، لينبرى مفسراً اعتناقه لهز الرأس كرياضة محببة:

ـ أظن أن من يرانى فى تلك اللحظة سوف يتيقن أن الأمر تعبير عن غضب مكتوم، أو إحباط، أو إنه يعكس إحساساً بالأسى مثلاً!

ربما يكون ذلك مقبولاً إذا كان يحدث أحياناً، أو فى مواقف بعينها، إلا أنه حين يتم ذلك «عمال على بطال» كما يقول أولاد البلد، فلا تملك إزاء هؤلاء إلا أن تشهر فى وجوههم و»بالفم المليان» ثلاث كلمات قاطعة:

ـ بئس الرياضة هى!

ليس مطلوباً من أى إنسان أن يشتبك طوال الوقت فى سجالات قد تأتى بردود فعل غير إيجابية لكن بالمقابل يجب أن يُقدر كل موقف بحقه، فى إطار ملابساته، وممن صدر؟

كيف ترى تجاوزاً من ابن أو حفيد ثم تقابله بهز الرأس؟

كيف يرتكب صديق أو قريب تجاوزاً لقيمة كالحياء أو الوفاء مثلاً، ويكون ردك مجرد هزة رأس مصحوبة بمصمصة شفاه؟

كيف تشاهد سلوكاً ينافى الفطرة السليمة، لتكتفى بطأطأة رقبتك، وكفى؟!

تلك مجرد أمثلة تثير الدهشة والاستغراب تجاه من أدمنوا هذه الرياضة المرذولة، التى تستدعى النفور من أصحابها إن هم أصروا على الاستمرار فيها.

لماذا تصرون على أضعف الإيمان، ولا تنطقوا بكلمة حق، لن تكلفكم شيئاً، أو بالكاد قدر من الجدل المحمود ما دمتم على حق فيما تذهبون إليه.

تكلموا حتى نراكم، كفوا عن هز الرأس أثابكم الله خيراً ما دمتم سوف تقولون خيراً، وتدعون إلى صواب.

تذكروا أن الحق أحق أن يُتبع، ولو تطلّب بعضاً من الجهد والوقت، ومن ثم نبذ هز الرأس.