محمد طلعت يكتب: لا شماتة في الموت

محمد طلعت
محمد طلعت

..للموت جلالة وقدسية، لا شماتة فيه، فكل مِنا مُلاقي ربه في ميعاد مكتوب، لكن ما لاحظته في الفترة الأخيرة هو وجود أشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي أو لنقولها صراحة لجان إلكترونية تُظهر الشماتة عند الموت وهو أسلوب وفعل مقزز لا يقبله أحد.

ومن يفعلون ذلك معروف من يدفع لهم، ولأي هدف، يندسون بيننا مشعلين نار الفتن عن طريق استباحة كل شيء في حياتنا، نجدهم في الصباح خبراء اقتصاديين يروجون لكل ما يضر بالاقتصاد، ثم نراهم يشجعون الكرة بتعصب لكي يساق وراءهم من يتبعهم في نشر الفتن بين الجماهير لكي يخلقوا حالة من الصراع والفوضى.

أما في المساء فهم خبراء في علم الاجتماع يحدثوك عن أزمة عارضة في مستشفى أو في مقر حكومي يمكن أن تحدث لأي أحد مِنا يمر بظروف استثنائية قاسية لكنها فرصة لهذه اللجان الإلكترونية لكي تشعل الأجواء وتضرب السلم الاجتماعي وتجعل هذا يكره ذاك والعكس صحيح، مهمتهم الأساسية تسميم المجتمع بأي موقف وإذا لم يجدوا يخترعون أحداثا ومواقف وهناك من ينشرها ومن يصدقها عملا بالمقولة المشهورة إن الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الاحمق ويصدقها الغبي فأتمنى أن لا نكون أي منهم.

أصبت بحالة من الاشمئزاز وأنا اتابع وسائل التواصل خلال اليومين الماضيين الاجتماعي التي تقودها تلك اللجان الإلكترونية هى تتحدث بكل سوء عن وفاة الإعلامي مفيد فوزي وتصفه بألفاظ متدنية، بحثت وراء هذه الصفحات المجهولة والتي تنشر نفس التويته أو البوست المسيئ للرجل الذي توفاه الله يوم السبت الماضي بكل هذا الحقد والغل واقول لهم إن ما تفعلونه ومن يمولكم ليس إنسانيًا وليس دينيا في شيء.

ألم تقرأوا حديث الرسول الكريم حيث قال « لا تسبُّوا الأمواتَ؛ فإنهم قد أفضَوا إلى ما قدَّموا» لقد نهاكم الرسول صراحة فأين ضمائركم إن كان لكم ضمير بل اين دينكم الذي تعلنون في كل مكان وتقولون انكم تفعلون ذلك من أجله ألم تقرأوا أيضا حديث الرسول الذي نهى عن الشماتة عندما قال «لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك».
إن الموت هو الحقيقة الأعظم، فكلنا ملاقوه يومًا ما فأتمنى أن يراجع كل منا نفسه ويعرف أن ما يفعله اليوم سيعود عليه يوما ما فالايام دول فأتمنى أن يعود علينا بالخير.