«الميتافيرس» تعيد الملك توت عنخ آمون للحياة

«ميتاتوت» أول مدينة مصرية فرعونية افتراضية.. بأيد مصرية 100%

جزء من مدينة ميتا توت الافتراضية
جزء من مدينة ميتا توت الافتراضية

استحوذ الملك «توت عنخ آمون» على لقب أصغر ملوك مصر وذاع صيته لشجاعته وحكمته وعقليته الحربية الخارقة، ولكنه لم يتمتع بهذه الشهرة في حياته لوفاته في عمر صغير، ولكن على مر العصور باتت أساطير الملك توت تحكى لكل الأجيال وأصبح من أهم ملوك مصر على مر التاريخ، ولهذا السبب جاءت فكرة إحياء حقبة الملك توت مرة أخرى ولكن بشكل افتراضي في عصر الثورة التكنولوجية وإنشاء مدينة افتراضية على «ميتافيرس» تحمل اسم الملك توت بعد مرور ١٠٠ عام على اكتشاف مقبرة أهم ملوك مصر وتسميتها «ميتاتوت»، أعلن مارك زوكربيرج مؤسس ومدير شركة فيسبوك، في أكتوبر 2021، لجمهوره عن مزيد من التطور فى خلق عالم افتراضى عرف بـ «الميتافيرس» لينقلنا من عالمنا الواقعى إلى عالم رقمى آخر، والميتافيرس تعنى «العالم الما ورائي» حسب رواية نيل ستيفنسون التى قدمها فى 1992..

أطلقت المرحلة الأولى من ميتاتوت كأول مدينة مصرية افتراضية على الميتافيرس وهو يعد المشروع الأول من نوعه في هذا المجال بمصر مصنوعا بأيد مصرية 100%.. قالت د. سمية بهى الدين، المدير التنفيذي للشركة المنفذة لـ «توتيرا»، إن الهدف من إنشاء المدينة الافتراضية هو جعلها مدينة مطعمة برموز الحضارة المصرية، وجاءت لتعزيز إعادة الهوية المصرية، وانتشارها بين الأجيال القادمة والعالم، مضيفة أن المشروع لم يقف عند مجرد زيارات سياحية، بل يعمل على تطوير المدينة لجوانب تعليمية، سواء بالجامعات أو المدارس، عن طريق شرح المواد الدراسية داخل عالم افتراضي يتحدث عن موضوع الدرس ، وتابعت أن عدد الزيارات للمدينة الافتراضية كبير جداً ولم ينحصر على زيارات المصريين فقط ولكن هناك زائرين من أمريكا واليابان، والجدير بالذكر أن جميع العاملين في إنشاء هذه المدينة مهندسون معماريون وتقنيون مصريون ولم تتم الاستعانة بأي خبير أو فنى غير مصري، وتم الخروج بنسخة مصرية فرعونية افتراضية مذهلة ، وقالت «بهى الدين» إن قوة المصريين في الحصول على مراكز أولى لشركتهم في التصميمات التخيلية للمدن المستقبلية، كانت عنصر التشجيع لتطور الأمر للعالم الافتراضي، وأن المدينة ستظل زيارتها مجاناً في الجزء المخصص بزيارة الأماكن المتاحة حالياً ومع التطوير قد يستضيف المشروع جوانب تسويقية لمنتجات أخرى، فيستطيع أي شخص بيع منتجاته داخل العالم الافتراضي، والآخرون يتسوقون داخله.

جولة داخل «توتيرا»
في بداية الجولة يمر الأشخاص من الطريق الملكي الذى يرمز لوادي الملوك والملكات وعلى الجانبين شواهد ضخمة منحوت عليها خراطيش تحمل أسماء أهم ملوك مصر القديمة، ومنها يتفرع الطريق إلى بوابات أحياء المدينة المختلفة في أزمنة متنوعة، بتصميمات إبداعية ذات مؤثرات بصرية وصوتية مختلفة في جانب، حتى ينتهى هذا الطريق بساحة البروج الفلكية حيث تستعرض خراطيش الملوك وانعكاسها على الأبراج السماوية ثم منها الصعود لدخول الهرم العظيم.. وصولًا لبوابة هرم «توتيرا» ينتهى الطريق الملكي، لبهو خوفو، أول الفراغات التي تستقبل الزائرين وأسفله يشاهدون مراكز للأبحاث العلمية ومراكز بحوث علوم الفلك وسياحة الفضاء ومناطق تعليمية متعددة، وتظهر من خلاله بوابات أحياء المدينة المختلفة التي تتحرك لأسفل وأعلى في مشهد يبدو من أفلام الخيال العلمي التي تنقل الزوار إلى عوالم سرية تخيلية داخل الهرم في أزمنة مختلفة ،ويمر الأشخاص بمجموعة من الجولات في استضافة كل ملك من ملوك الدولة المصرية القديمة أبرزهم ساحة اللحن المسحور الخاصة بالاحتفالات والمؤتمرات، و«بهو أتون أو بهو الشمس»، مع قصر وضاحية الملك اخناتون، وقصر الملكة نفرتيتي الذى يحوى كثيرًا من الأزياء المصرية والتصميمات الفريدة للحلى والملابس واللوحات الفنية.

اقرأ أيضًا

فيلم وثائقي عالمي يحتفي بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون

تحقيق انجازات
من جانبه، علق المهندس أحمد طارق الخبير في التكنولوجيا أن الميتافيرس أو العالم الافتراضي هو عالم يتيح لنا الفرصة لرؤية الأشياء والتعايش معها قبل تنفيذها عن طريق الموبايل أو اللاب توب أو النظارة الخاصة بالميتافيرس، وهى أيضا تتيح التجول في أي مكان في أنحاء العالم دون ترك المنزل، كما أنها تساعد على تحقيق إنجازات ومشاريع اقتصادية أيضا مثل شركات العقارات التي يمكنها عرض المجسمات الخاصة بها قبل تنفيذها والتي تساعد على زيادة المبيعات بنسبة 60%، وأكد طارق أن أي شخص يمكنه أن يمتلك مكاناً افتراضياً خاصاً به على الميتافيرس، كما تساعد على زيادة التجارة والبيع والشراء، ومع كل هذه المميزات فهي أيضا لها مساوئ للاستخدام الخاطئ لها، التي تصل إلى حد الإدمان، مثل التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي حيث إن لكل شيء عيوبا ومميزات حتى لو افتراضياً..

وأضاف طارق أنه يناشد الدولة بعمل نسخ من الأماكن السياحية في مصر والترويج لها عن طريق التطبيق الخاص بالميتافيرس، حيث يمكن لأى شخص أن يتجول بصحبة مرشد سياحي للتعرف على آثار مصر والدفع له مقابل مادى، وتوجيهه من خلال التطبيق لاستكمال جولته ليقوم بزيارة مصر في أقرب وقت، لهذا السبب أناشد الدولة أيضا توفير العملات المركزية الشرعية للتعامل على الميتافيرس وزيادة الدخل القومي للبلاد.