فى الصميم

على أبواب التفاوض لإنهاء الحرب..!

جلال عارف
جلال عارف

فى العلن.. بدت المواقف متباعدة والطريق مغلقاً أمام بدء التفاوض لإنهاء الحرب فى أوكرانيا. الرئيس الأمريكى «بايدن»، أعلن فى ختام محادثاته مع الرئيس الفرنسى «ماكرون» إنه لن يتحدث مع «بوتين» إلا إذا أظهر أنه مهتم بإنهاء الحرب. وكان الرد السريع من «بوتين» أن الظروف غير مهيأة للتفاوض لأن الأمريكيين يريدون انسحابًا روسيًا من الأقاليم التى انضمت لروسيا نهائيا. وهو ما يعنى أن المفاوضات ما زالت بعيدة!


لكن يبدو أن التصريحات المتشددة من «بايدن» و«بوتين»، لا تعكس الصورة كاملة.. فها هو الرئيس الفرنسى «ماكرون»، يتحدث عن اتصاله الهاتفى المرتقب مع الرئيس الروسى فيعلن أنه تحدث لساعات عن الحرب فى أوكرانيا مع الرئيس «بايدن»، من أجل الحصول على تفويض جماعى قبل الاتصال ببوتين كما يناقش مع رئيس وكالة الطاقة الذرية قضية تأمين المحطات النووية فى أوكرانيا وكذلك سيتحدث مع الرئيس الأوكرانى زيليسكى قبل الاتصال الهام مع بوتين.


لكن الأهم أن «ماكرون» بعث برسالة هامة  لأطراف الصراع الدائر بين روسيا والغرب حين أشار إلى أن أوروبا وهى تعد استراتيجيتها «الأمنية للمستقبل عليها أن تقدم ضمانات لروسيا فى اليوم الذى تعود فيه إلى طاولة المفاوضات». وأنه ينسق ذلك مع المستشار الأمانى شولتز.


هذا تطور هام يلبى مطلبا أساسيا لروسيا من قبل الحرب، ويعترف بشرعية المخاوف الروسية من تمدد حلف الأطلنطى على حدودها، ويعيد الصراع إلى أصله ما بين روسيا والغرب بقيادة أمريكا.. والحل لن يأتى إلا بالتفاوض الحقيقى بين هذين الطرفين على قاعدة تبادل الضمانات لأمن ومصالح الطرفين معا. منذ بداية الحرب كان «ماكرون» حريصا على إبقاء التواصل مع بوتين رغم اختلاف المواقف وعدم الارتياح الأمريكى.


الآن يتم الاتصال مع تفويض جماعى أوروبى أمريكى وهو ما يعطى مباحثاته القادمة مع بوتين أهمية قصوى، خاصة مع الاعتراف بشرعية المخاوف الروسية على أمنها.
قد نكون على أبواب التفاوض الحقيقى لإنهاء الحرب.