إنها مصر

المشروعات تغطى مصر كلها

كرم جبر
كرم جبر

لا تنهض الدول بالعشوائية والعواطف والانفعالات والبحث عن الشعبية، ولكن بالقرارات العلمية المدروسة التى يشترك فى إعدادها خبراء ومختصون، وتأخذ حقها من البحث والدراسة، حتى تخرج إلى حيز التنفيذ مكتملة الأركان.


واتسمت قرارات الرئيس بالسرعة والتأنى معاً، «السرعة» لأن الجرح النازف بعد الأحداث التى مرت بها البلاد عام 2011 كانت كبيرة، ولا تحتمل التأجيل، وتحتاج قرارات مصيرية تربط بها حياة الناس، واتسمت قرارات الرئيس - أيضاً- بـ»التأني» ليكون كل شيء مدروساً ومخططاً بعناية بالغة، وانتهى زمن العشوائية والقرارات المسكنة.


وفى حياة الدول والشعوب، فترات تاريخية مصيرية، إما أن تنهار وتتدهور أحوالها، أو يخرج من صفوفها قادة عظام، يتخذون قرارات تخرج عن السياق العادى للأحداث، ويصنعون من الأزمات قدرات هائلة على التحدى والإصرار، ويخلقون من المحن الشديدة فرصاً واعدة.
مصر كانت كذلك، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تنهض من عثرتها قبل عشر سنوات على الأقل، وبدأت جماعات كبيرة من المجتمع تهيئ نفسها للانصياع لحكم الجماعة الإرهابية، والاستسلام للأمر الواقع، ومن أحضان الخوف على مصر، وُلد الأمل وتنفس الجميع الصعداء.
سباق الزمن كان حتمياً فى كل المجالات، لم يكن طرقاً وكبارى فقط وهى استثمارات حتمية، ولكن مشروعات زراعية وحيوانية ومصانع عملاقة للخامات المصرية، وصوامع للغلال، ومدن جديدة لم تشهد مصر مثلها فى تاريخها، وثورة تكنولوجية هائلة، وإعادة تأسيس البنية الأساسية، ومطارات وموانئ ومحطة نووية.


ولا توجد منطقة على خريطة مصر، إلا وتدخل فى حزام التنمية والإعمار، وتنشق الأرض والصحراء على مدن وقلاع تكسر قيود الوادى الضيق، الذى انحشر فيه المصريون فتلوثت حياتهم بالزحام، واختنقت معيشتهم بالعشوائية.
لم تعد خريطة التنمية فى مصر مقطعة، بل رؤية متكاملة تديرها عقول جريئة، وتتقاطع الخطوط وتبرز النقاط بمختلف الألوان فى انسجام وانسيابية، وعلى سبيل المثال 14 مدينة ذكية جديدة مثل المنصورة الجديدة عروس الدلتا ومشروع حياة كريمة، وغيرها من المشروعات المختلفة، التى تظهر على سطح الأرض فى إطار تكاملي، بعد تجهيز مستلزمات الإنتاج ومصانع الأسمنت والرخام والطوب والأثاث وغيرها.. والأمل أن تكون معظم أدوات الإنتاج صنع فى مصر وليس مستورداً.
البلاد تسير فى طريق مستقيم، وهو أقصرها وصولاً إلى الهدف، الذى هو دولة عصرية حديثة، تحتل مكانة تستحقها بين الأمم، ويفخر أبناؤها بعبارة «أنا مصري»، وتحقق الاكتفاء الذاتي، وتنمو مختلف المشروعات لسد المطالب المحلية، ورفع القدرة التصديرية.