خبير آثار يكشف لغز أختام مقبرة توت عنخ آمون.. صور

مقبرة توت عنخ آمون
مقبرة توت عنخ آمون

 فى خضم الحديث والاحتفالات التى صاحبت الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وما صاحبها من مداخلات تلفزيونية عديدة وأحاديث صحفية  للكثير من علماء الآثار وكذلك الاحتفال الكبير العظيم  الذي تم تنظيمه في استراحة مكتشف المقبرة هوارد كارتر في البر الغربي بالأقصر والمؤتمر العلمي المصاحب لهذا الاحتفال عن المقبرة ومحتوياتها ومكتشفها وتاريخ فترة العمارنة يعرض خبير الآثار منصور بريك تاريخ وكنوز مقبرة  توت عنخ آمون بدءا من نشأته مرورا بمقبرة مربيته مايا والتى كشفت عنها البعثة الفرنسية في سقارة انتهاءا بمقبرته.

 لكن هناك قصة أو لغز صاحب الكشف عن  المقبرة لم يتم مناقشته تفصيلا.. يكشف منصور بريك أن في مثل هذا اليوم  ٢٧ نوفمبر ١٩٢٢م فتح هوارد كارتر آخر سدة كانت تغلق الممر المنحدر المؤدي لداخل مقبرة توت عنخ آمون  وكان الممر مغلق بكتل صغيرة من الحجر الحيري المثبت بمونة من الجص وواجهة السدة عليها طبقة كثيفة من الملاط مختومة باختام  عديدة ومتنوعة لتوت عنخ أمون والصورة المرفقة لكارتر مع اللورد كارنرفون بعد فتح السدة وتظهر طبعات الأختام على الجزء الأسفل  المتبقي منها.

ويضيف بريك أن كارتر ومعاونيه من علماء الآثار استمروا فى ترقيم وتوثيق وترميم ورفع  الآثار والقطع من داخل المقبرة لعدة سنوات وما صاحبها من قصص ومشاكل وحكايات كثيرة يعلمها القاصي والداني  ولكن فى عام٢٠٠٧م قرر المجلس الأعلى للاثار أن يتم عرض مومياء توت عنخ آمون داخل خزانة زجاجية بالمقبرة .

 

وجاء دكتور زاهى حواس مع فريق من الترميم برئاسة دكتور جمال محجوب "الصورة المرفقة عند رفع المومياء" وتم إجراء أشعة مقطعية  لمومياء الملك وكانت أول مرة بالنسبة لي أشاهد وجه الملك وكانت المومياء في حالة سيئة وفي اليوم  التالى كنت داخل المقبرة مع الدكتور  محمد عبدالعزيز وكان يعمل مديرا لوادي الملوك في ذلك الوقت ودخلت الحجرة الصغيرة المجاورة للحجرة التى بها التابوت الحجري لتوت عنخ آمون وهي ما يطلق عليها حجرة الكنز ووجدت صندوق خشبي قديم جدا ومفتوح وبدأت أتفحص ما بداخله  وفوجئت  بوجود طبعات الأختام التى كانت مطبوعة على ملاط آخر سدة في الممر المؤدي للمقبرة مخزنة داخل هذا الصندوق منذ اكتشاف المقبرة فى ١٩٢٢م.

مقبرة توت عنخ آمون

 بدأت مع الزميل الدكتور محمد عبدالعزيز في توثيق وترقيم هذه الطبعات وكان عددها أكثر من ٢٠ طبعة مختلفة وأخطرت الدكتور زاهى حواس ووجه بضرورة نقلها للمخزن المتحفي بالقرنة والغريب هنا  على هذه الأختام أن الكثير منها على ما أتذكر أكثر من ١١ ختم كانت تحمل اسم الملك الأتوني وهو توت عنخ آتون  والباقي يحمل اسم توت عنخ آمون -نب خبرو رع.

اقرأ ايضا :- خبير أثري: مقبرة توت عنخ آمون غنية أثريًا

 ومن المعروف أن توت عنخ آمون حكم لمدة تسعة سنوات وفى العام الثالث من حكمه غير إسمه إلى توت عنخ آمون ورمم ما تم تدميره من آثار وتماثيل للإله آمون ونحت تماثيل كثيرة  لآمون رع ونقش تفاصيل عيد الأوبت على جدران معبد الأقصر  بعد أن عاد إلى طيبة وعلى مايبدو وبعد اتفاقه مع كهنة آمون رع قام بنقل مومياء ومحتويات مقبرة إخناتون ودفنها في المقبرة رقم ٥٥ KV55 في وادي الملوك والتى كشفها ديفز وايرتون فى عام ١٩٠٧م، ومن المعروف علميا أن مقبرة اي في الوادي الغربي الموجود فيه مقبرة امنحوتب الثالث كانت مخصصة أساسا  لتوت عنخ آمون ونظرا لوفاته فجأة تم دفنه فى المقبرة KV62 في وادي الملوك على مقربة من المقبرة رقم ٥٥.

 ويتساءل د. منصور بريك: لمن كانت المقبرة التى دفن توت عنخ آمون فيها ؟
 والسؤال  المحير هنا:
 كيف كانت مقبرة توت عنخ آمون مغلقة بأختام مختلفة منها الكثير  تحمل اسم الملك الآتونى؟  وكيف سمح كهنة آمون رع الذين أشرفوا على دفن الملك والذي كما ذكرنا غير إسمه فى العام الثالث من حكمه أن يتم ختم المقبرة بتلك الأختام؟

لقد اعتقد هوارد كارتر أن المقبرة قد تعرضت لعدة محاولات لسرقتها وكان يتم إعادة غلقها وختمها بعد التأكد من سلامتها اعتمادا على إختلاف طبعات الأختام هذه.. ومعنى ذلك أن المقبرة قبل محاولات السرقة  التى تحدث عنها كارتر كانت أختامها تحمل الاسم الأتونى للملك وعند إعادة الختم كانت تختم بأختام  تحمل توت عنخ آمون - نب خبرو رع وهو افتراض أو رأي صعب تصديقه علميا كما ناقشنا  فى ظل عودة قوة كهنة آمون رع. 

مقبرة توت عنخ آمون

 

ويلفت بريك قائلا: "الظريف أنه عند نقلي لطبعات الأختام هذه للمخزن المتحفي وجدت كميات كبيرة من السلال والفاكهة التي وحدها كارتر داخل المقبرة منها رمان ونبق وتين مخزنة في مخازن القرنة ولم تنقل مع كنوز المقبرة إلى المتحف المصري عند اكتشاف المقبرة تم نقلها للمتحف الكبير وسيتم عرضها مع الكنوز عند إفتتاح المتحف في القريب إن شاءالله".


ومازال موضوع طبعات أختام مقبرة توت عنخ آمون يمثل لغز كبير وفي حاجة إلى مزيد من الدراسة والتفسير من علماء  الآثار.