فى الصميم

أسرة صغيرة.. وسعيدة!

جلال عارف
جلال عارف

وزارة الصحة بدأت حملة واسعة للتوعية بضرورة تنظيم الأسرة فى كل المحافظات.. نأمل أن تتوافر لها كل الإمكانيات، وأن تلقى الدعم الكامل من الأجهزة المحلية لتكون بداية جيدة لجهد كبير مطلوب فى هذه القضية الحيوية.

المهمة كبيرة والعمل المطلوب يحتاج لأكثر من ذلك بكثير، وبداية فإن حملة وزارة الصحة ينبغى أن تتحول إلى عمل متواصل وإلى تواجد مستمر فى كل قرية ونجع لوحدة تنظيم الأسرة ورعايتها وتحتاج للربط الكامل بين التوعية المطلوبة بأن طفلين سعيدين أفضل لكل أسرة وبين الرعاية الصحية التى تُقدم للأم والطفل من كوادر تعرف أهمية عملها للمجتمع كله.

هذا كله لا يعنى حصر القضية فى وزارة الصحة والسكان، هذه قضية الدولة التى ينبغى أن يصل الوعى بها إلى الجميع ليدركوا أن علينا أن نراعى الله فى أبنائنا وأن نحاول أن يعيشوا فى ظروف أفضل، وأن هذا لن يتحقق إلا بعمل جاد فى البناء والتنمية.. ثم بالإدراك الكامل أن ضبط الزيادة السكانية هو الذى يكفل أن ينعم الأبناء بثمار التنمية حين تكون الأسرة الصغيرة هى الوضع الطبيعى وحين يؤمن الكل أن طفلين يجدان الرعاية والتعليم وفرصة العمل مستقبلاً أفضل بكثير من إنجاب العديد من الأطفال وإلقائهم للمجهول.

المهمة ليست سهلة ولكنها ضرورية لكى نضمن لأبنائنا حياة أفضل.. نحتاج أساساً إلى مناخ ثقافى جديد.. تراجع التعليم وغياب الثقافة الجادة لسنوات عديدة تركت الساحة لأفكار التخلف وتجار الدين وأعداء التقدم لينشروا "خاصة فى الريف" ثقافة التخلف التى ما زالت - رغم القانون - تشجع زواج القاصرات وتمارس ختان الإناث، وتعتبر المرأة ماكينة لإنتاج أكبر عدد من الأطفال حتى لو رمتهم للبؤس فى الحياة بدلاً من طفل أو طفلين يجدان الرعاية والأمان فى مجتمع ينمو ويتقدم.

تحرير المجتمع من هذه الثقافة المتخلفة أمر أساسى.. تحرير المدرسة وقصر الثقافة ومنبر المسجد من الأفكار المتحجرة وبواقى الإرهابيين الذين يحاربون كل شىء جميل ومفيد فى الحياة أصبح ضرورة ملحة حتى نستطيع تحقيق هدفنا الواضح والضرورى: أسرة صغيرة وسعيدة فى وطن يتقدم للأمام.