عاجل

وليد النحاس: القوة الناعمة المصرية تضاعف ثقلها على المستوى الدولى

مدير مركز الأورام بالمنصورة: فريق متنقل لإجراء جراحات الثدي وتدريب الأطباء

د. وليد النحاس خلال حواره مع «الأخبار»
د. وليد النحاس خلال حواره مع «الأخبار»

مركز الأورام الوحيد عربيًا وإفريقيًا المعتمد من الجمعية الأوربية 

استطاع النهوض بأكبر مركز للأورام بمنطقة الدلتا ليضارع أكبر المراكز المماثلة فى العالم ..استكمل بدأب ومثابرة ما بدأه مديرو المركز السابقون مما جعل المرضى البسطاء والأغنياء على حد سواء يحرصون على العلاج به .. ونجح فى الحصول على الاعتماد من الجمعية الأوربية لأورام السيدات كأول مركز بإفريقيا والوطن العربى مما أهله لعقد دورات تدريبية للأطباء معتمدة فى كل دول العالم .

الدكتور وليد النحاس مدير مركز الأورام بجامعة المنصورة والذى كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح مدينة المنصورة الخميس الماضى .وفى هذا الحوار يؤكد على اعتزازه وفخره بهذا التكريم الذى أسعد جميع العاملين بمركز الأورام والمترددين عليه من المرضى وأسرهم  .كما أن التكريم كان بمثابة رسالة لكل من يقوم بجهد وطنى لخدمة المرضى ..

وهو بمثابة تكليف ببذل المزيد من الجهد فى كافة القطاعات والمؤسسات للنهوض بهذا الوطن .

فإلى الحوار :

التكريم بمثابة رسالة لكل جهد وطنى لصالح المرضى
الرئيس أدخل البهجة على العاملين بمركز الأورام والمرضى 

السيسى شجعنا على بذل المزيد من الجهد وطالب بالرعاية الفائقة لجميع المرضى

كيف استقبلت خبر تكريم الرئيس لكم ؟

لا شك أنها كانت لحظة نادرة من السعادة حيث أدركت أن الجهد المضنى الذى يبذل على مدار الساعة لخدمة المرضى دون إعلان أو ضجيج سوف يتم تتويجه بتكريم الرئيس وهو أعلى تكريم يمكن أن يناله شخص أو مؤسسة .

وماذا دار أثناء لحظات التكريم ؟

بساطة الرئيس وتلقائيته مع شموخه تركت أثرا عميقا فى نفسى وهنأنى وطلب بذل المزيد من الجهد وأوصى خيرا بجميع المرضى وأنهم أمانة فى أعناقنا .
بهجة العاملين والمرضى

وكيف كان رد فعل العاملين بالمركز تجاه هذا التكريم ؟

الفرحة كانت غامرة حيث اعتبر كل منهم أن التكريم كان لهم جميعا فى شخصى ..الجميع حريص على التواجد بالمركز من أطباء وهيئة تمريض وعاملين وكلهم فى حالة من البهجة بهذا التكريم .

كما تخطت حالة البهجة العاملين بالمركز إلى أسرة جامعة المنصورة التى ينتمى لها المركز وكذا المرضى الذين يترددون على المركز من أبناء محافظة الدقهلية والمحافظات المجاورة بل وأساتذة الأورام فى الكثير من الجامعات الذين تواصل عدد كبير منهم معى لتقديم التهنئة على هذا التكريم .

وماهى دلالات هذا التكريم وأثره عليكم ؟

هى دلالات هامة حيث تعطى الجميع المزيد من الإصرار على مواصلة الجهد والدأب والمثابرة فى الحفاظ على هذا التميز وإضافة المزيد لصالح المرضى .
فلا يخفى على فطن أن مرضانا يحتاجون إلى رعاية فائقة وأقصى درجات التعامل الإنسانى لأنه من المعلوم أن رفع الروح المعنوية والحفاظ على كرامة ومشاعر مريض الأورام تعد من أهم العوامل التى تؤدى لنجاح العلاجات المختلفة لأى مريض وفقا لطبيعة كل حالة .

الأكبر بدلتا مصر

نعود للمركز .. من حيث أهميته وتاريخ إنشائه ؟

مركز الأورام بجامعة المنصورة هو أكبر مركز جامعى متخصص لعلاج وجراحات الأورام فى دلتا مصر ..ويعد من أحدث وأكبر المراكز المتخصصة فى تلك المنظومة الطبية .

ويعتبر الثانى على مستوى مصر بعد المعهد القومى للأورام تخصصا فى مجال تشخيص وعلاج وجراحات الأورام .

وأنشئ المركز بناء على قرار مجلس جامعة المنصورة فى 29 أكتوبر 1984 وتم الانتهاء من الإنشاء واعتماد اللائحة الداخلية فى عام 2001 .

وماهى أهم مكوناته ؟

أنشئ المبنى على مساحة 2500 متر داخل الحرم الجامعى ويحتوى على 13 طابقا للخدمات والمرافق والبنية الأساسية والعيادات وغرف العمليات حيث إنه أعلى مبنى بمدينة المنصورة حيث تم أخذ موافقة هيئة الطيران المدنى آنذاك وتبلغ سعته 500 سرير وطوابق المركز تم تخصيصها للخدمات والمرافق والبنية الأساسية والعيادات وغرف العمليات وأماكن إقامة المرضى .

تطوير شامل للمركز

وما هى المشروعات التى تم تنفيذها مؤخرا بالمركز ؟

وحدة زرع النخاع وغرف التركيب لعلاج اليوم الواحد وغرفة غسيل كلوى وتجديد الدور السابع وعناية الأطفال وأماكن انتظار المرضى وتطوير وتحديث أجهزة الأشعة بإضافة جهاز جديد للأشعة المقطعية وأحدث أجهزة السونار وجهاز التشعيع وغيرها من الأجهزة .

كما تم تطوير وتحديث أماكن انتظار المرضى وتنفيذ مدخل جديد للمركز وعربة جولف لنقل المرضى وتطوير غرف العمليات .

وهل تم استكمال وحدة زرع النخاع ؟

نعم ..والوحدة التى تقع بالطابق الحادى عشر تعد صرحا مهما لمرضى الدم الذين يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج ..كما أنها تساعد بشكل كبير فى حل مشاكل قوائم انتظار المرضى لعمليات زرع النخاع سواء على مستوى مرضى الدلتا أو على مستوى الجمهورية .

وماذا عن العناية المركزة بالمركز وهل تم إعادة تشغيلها ؟

كان من ضمن مكونات المشروع الضخم لتجديد الدور السادس بالمركز (العمليات والعناية والتعقيم) والممول من ميزانية المركز مع مشاركة ودعم المجتمع المدنى والمتبرعين

وبعد انتهاء فترة من العمل المكثف تم إعادة تشغيل العناية المركزة الرئيسية بالمركز حيث تم الانتهاء من تجديدها بالكامل من حيث البنية التحتية والأجهزة وزيادة الطاقة الاستيعابية لها من 14 إلى 22 سرير (بالإضافة إلى العناية المركزة للأطفال بالدور السابع )

و أصبحت العناية تضم 3 غرف كبرى بالإضافة إلى 3 غرف صغرى وتم تزويد كل غرف العناية بما تحتاجه من أسرة وأحدث أجهزة تنفس صناعى وشاشات ومحطات مركزية ومضخات وأجهزة صدمات كهربائية وأبواب الكترونية .

وتم كذلك إضافة جهاز غسيل كلوى ومحطة غسيل لمرضى العناية وتخصيص غرفة ذات تهوية سلبية الضغط لعزل المرضى الذين تحتاج حالتهم الصحية لذلك .

كما تم تجديد قسم التعقيم المركزى بالمركز حيث تم الانتهاء من تجديده بالكامل من حيث البنية التحتية والأجهزة الحديثة وهى إيطالية الصنع بالكامل .
ويحتوى التعقيم المركزى على عدد 2 ماكينة غسيل وتجفيف الآلات و2 جهاز غسيل بالموجات فوق الصوتية و2 جهاز تعقيم بالبخار و كذلك جهاز تعقيم بلازما .. وجميع تلك الأجهزة تم تصميمها وفقا لأحدث المواصفات القياسية ومعايير وضوابط مكافحة العدوى .

مركز عالمى للتدريب

وماهى أهم جوانب التميز بالمركز ؟

من المعروف أن أهم جمعيتين بالعالم لأورام السيدات والمعترف ببرامجهما التدريبية هما :

الجمعية العالمية والجمعية الأوربية والمعهد له علاقة وطيدة بهما ..و معهد الأورام بجامعة المنصورة هو المعهد الوحيد بالدول العربية وإفريقيا الحاصل على شهادة الاعتماد من الجمعية الأوربية لأورام السيدات كمركز تدريبى بما يمنحه حق استقبال الأطباء من أى مكان بالعالم للتدريب بداخله والحصول على شهادة معتمدة .

وما هى مبررات هذا الاعتماد ؟

المركز يضم نخبة من الكوادر الطبية من أفضل الأساتذة والمشهود لهم بالكفاءة على مستوى العالم ..كما توجد بالمركز البنية التحتية التى تتيح التدريب المتقدم من معامل تحاليل وأجهزة وعناية مركزة على أعلى مستوى كما توجد بنية تكنولوجية متقدمة فلا يوجد تعامل ورقى بالمركز فكل بيانات المرضى وفحوصهم محفوظة ويتم الاطلاع عليها إلكترونيا لمن لهم الحق فى ذلك بالقطع ـ حيث إن بيانات المرضى سرية ـ حفاظا على خصوصيتهم وحالتهم المعنوية ..كما أن عندنا المرضى حيث تم إجراء أكثر من 1200 عملية متقدمة لاستئصال أورام السيدات هذا بخلاف عمليات الثدى وهى من أعلى المعدلات العالمية التى أجريت بمركز واحد .

وهل تم الاستفادة من هذا الاعتماد للمركز ؟

بالقطع ..فقد تم اعتماد المركز كمركز عالمى للتدريب فى شهر سبتمبر من العام الماضى ..عقبها مباشرة تم استقبال أطباء من عدد من الدول العربية من بينها السعودية والكويت والجزائر والأردن وتونس وألمان من أصل عربى بجانب من حرصوا على التدريب بالمركز من الجامعات المصرية ووزارة الصحة .. حيث تم عمل دورات تدريبية متقدمة لهم وحصلوا فى نهايتها على شهادة التدريب المعترف بها عالميا .

ولولا سمعة المركز العالمية لما حرص كل هؤلاء من مختلف دول العالم على الحضور لمصر والتدريب داخل مركز الأورام بالمنصورة .

ولماذا لا يتم استثمار تلك السمعة العالمية بالانتقال إلى خارج أسوار المركز لتقديم خدماته وخبراته للجامعات المصرية ؟

حدث هذا بالفعل ..كما أن المركز المشارك الرئيسى فى فريق المجموعة المتنقلة لعلاج أورام الثدى حيث يضم الفريق 8 من الأطباء المتميزين فى هذا الصدد من بينهم 4 من أطباء مركز الأورام بالمنصورة والباقى من عدد من الجامعات وقد قام هذا الفريق ـ ولازال ـ يقوم بجهد كبير للغاية داخل مصر وخارجها حيث قام بالانتقال إلى سوهاج وأسيوط وطنطا ودمنهور وغيرها من المحافظات المصرية وقام بإجراء العمليات الجراحية والمتابعة لحالات المرضى .
القوة الناعمة المصرية

وهل انتقل الفريق إلى خارج مصر ؟

قام الفريق بالانتقال إلى طشقند بأوزبكستان حيث قام بإجراء الكثير من الجراحات وتدريب للأطباء هناك وتم الاحتفاء من جانب كل المؤسسات هناك بالفريق المصرى وشعرنا بعظمة مصر وقوتها خلال تلك الزيارة التى حرصت السفيرة المصرية أميرة فهمى على الالتقاء بنا .

كما قام الفريق بالانتقال إلى كينيا وإجراء الجراحات وتدريب الأطباء أيضا هناك .. ومن المقرر أن ينتقل الفريق إلى ليبيا يوم 21 من الشهر الحالى وذلك تلبية لدعوة من الجانب الليبى ورغم الظروف الأمنية هناك إلا أن أعضاء الفريق بكاملهم قرروا السفر وتحدى تلك الظروف وذلك حرصا على استمرار الدور المصرى الريادى فى دعم الدول العربية خاصة وأن الجانب الليبى تخاطب معنا كمصريين وليس بكوننا فى جامعات بعينها لذا كان من المستحيل التخلف عن تلبية الدعوة وسنذهب بإذن الله لإجراء الجراحات وتدريب الأطباء الليبيين هناك لأن ذلك يعد استمرارا للقوة الناعمة المصرية فى محيطها العربى والإفريقى وكذا الدول الصديقة خارجهما .

دعم المجتمع المدني

وماذا عن علاقة المركز بالمجتمع المدنى ؟

هناك علاقة وطيدة تربط المركز بكل أطراف المجتمع المدنى وتلك العلاقة ضرورية لدعم رسالة المركز فى علاج المرضى حيث قامت العديد من الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال والقادرين بالتبرع لصالح مشروعات تطوير المركز خاصة وأن المركز يقدم أعلى خدمة علاجية مجانا فالمريض لا يتحمل
أى تكلفة بخلاف الـ 10 جنيهات ثمن التذكرة ..كما يتلقى المريض البسيط والقادر نفس الخدمة المتميزة على حد سواء .

وقد ساهم معنا المجتمع المدنى على سبيل المثال لا الحصر فى تطوير الدور السابع وأماكن الترفيه للأطفال وتطوير الدور التاسع الخاص بالعلاج الكيماوى وأصبح 5 نجوم

علاوة على الدورين ال10 وال 11 وكل مريض أصبح له خصوصية فى الإقامة وجهاز تليفزيون خاص به فقط بالإضافة لكل الخدمات التى يحتاجها .
لذا فهناك ازدحام شديد بالمركز نتيجة الإقبال من مختلف المحافظات حيث نستقبل 176 ألف حالة سنويا .

المبنى الجديد

وكيف يمكن مواجهة هذا الزحام ؟

تم البدء بالفعل فى إقامة مبنى جديد ملحق بالمركز مكون من 8 طوابق ويقوم جهاز المشروعات للقوات المسلحة حيث يقوم بجهد كبير لسرعة الانتهاء منه ويسير العمل وفق المعدل الزمنى المقرر ووفق أعلى المعايير .

وسيتم نقل خدمة العلاج الإشعاعى للمبنى الجديد ونحتاج إلى جهازين متقدمين تم بالفعل التعاقد على أحدهما وثمنه أكثر من 65 مليون جنيه وقد دعمتنا الدولة وتم توفير المبلغ من الموازنة العامة للدولة وسوف نتعاقد على الجهاز الثانى قريبا إن شاء الله ليتزامن تجهيز المركز بالسرعة المطلوبة مع الانتهاء من المبنى لنوفر على المرضى مشقة الانتقال خارج المنصورة .