انتشرت بين طلاب المدارس | مشروبات الطاقة.. الإدمان فى «زجاجة»

الكافيين أبرز مكوناتها التى تضر بصحة الإنسان
الكافيين أبرز مكوناتها التى تضر بصحة الإنسان

إيمان طعيمة

زجاجة جذابة سعرها زهيد انتشرت بقوة بين طلاب المدارس باعتبارها نوعًا جديدًا من المشروبات الغازية لكنها تعطى طاقة ونشاطا أكبر من المعتاد، حتى أصبحت موضة بين الشباب، وباتت المحلات تتنافس على عرض أكبر كمية منها لبيعها وتحقيق أعلى ربح دون النظر لما تحدثه هذه المشروبات من تدمير لصحة أطفالنا..

حالة من الذعر أصابت الأمهات اللواتى لم يدركن خطورة هذه المشروبات إلا بعد أن أصبحت حديث السوشيال ميديا وانهالت التحذيرات بضرورة منع تداول هذه المشروبات فى المدارس.. ما السبب وراء ذلك وما الطرق التى تحد من استهلاكها وهل يعاقب القانون من يخالف تعليمات تداولها؟ هذا ما تتطرق إليه «آخرساعة» فى هذا التحقيق.

الدكتورة شيرين زكى، رئيس لجنة سلامة الغذاء بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، أطلقت شرارة التحذير على صفحات التواصل الاجتماعى لتنبه أولياء الأمور بخطورة تناول أبنائهم «مشروبات الطاقة» كونها أصبحت فى متناول الكثير منهم لرخص ثمنها الذى يتراوح بين 5 و7 جنيهات بعكس المتعارف عليه من أسعار مرتفعة لمثل هذه المشروبات، كما أن الكثير منهم يعتقد أن هذا المشروب عبارة عن مشروب غازى كونه من إنتاج إحدى الشركات الكبرى المصنعة للمياه الغازية، لكن بمجرد تدقيق النظر فى المكونات المدونة على الزجاجة بخط متناهى الصغر نلاحظ أنه ممنوع على الأشخاص أقل من 18 سنة والحوامل والمرضعات ومرضى الحساسية.
وتشير إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قد حذرت فى تقرير صدر عام 2007 من أن بعض الشركات المنتجة له تروج للمنتج على أنه بديل قانونى للمخدرات.

وتوضح أن أبرز مكونات مشروبات الطاقة وأكثرها خطورة على الصحة، هو الكافيين بنسب عالية جدا ما يسبب العديد من المخاطر الصحية وأهمها تنشيط الجهاز العصبى بشكل مبالغ فيه، والشعور الدائم بالقلق والاكتئاب، فضلا عن تسببه فى حدوث مشكلات واضطرابات فى انتظام ضربات القلب وزيادة ضغط الدم وما يترتب عليه من صداع، دوار، غثيان وأحيانا قيء، الأرق وعدم انتظام النوم، عدم وضوح الرؤية، زيادة فرص الإصابة بالسكر، تآكل الأسنان، إدمان الكافيين، زيادة الإفرازات الحمضية فى المعدة والتسبب فى الإصابة بقرح المعدة، تقرح المريء، السمنة، هشاشة العظام وقد تتسبب فى السكتات الدماغية والأزمات القلبية، وأهم تلك الأضرار خاصة على الأطفال والشباب هو زيادة السلوك العدوانى والميل للعنف وفرط الحركة وظاهرة الأطفال المُشتتين.

ومن جانب آخر، أصدر وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازي، قرارات رسمية فى هذا الشأن، خاصة بعد الخطاب التحذيرى الذى قدمته لجنة الصحة والبيئة بإدارة عابدين التعليمية وكلف مديرى التربية والتعليم فى جميع المحافظات ومديرية الأمن بالقضاء على ظاهرة انتشار الباعة الجائلين فى محيط المدارس، والتواصل مع أولياء الأمور لحثهم على توعية أبنائهم بعدم شراء المنتجات الغذائية الضارة بصحتهم، وأيضا نشر الوعى الصحى.
وفى السياق، يؤكد حازم المنوفى رئيس شعبة المواد الغذائية بالإسكندرية، أن تصنيع هذا المشروبات يخضع لمواصفات إحدى الشركات الكبرى لتصنيع المياه الغازية، ومسجل عليه تحذير لمن هم أصغر من 18 عامًا، إلا أن الترويج له عن طريق الإعلانات بشخصيات مشهورة تلفت انتباه الأطفال، جعلتهم يحاولون التقليد دون وعي، هنا يجب تشديد الرقابة على أصحاب المحلات بعدم بيعه إلا بعد النظر إلى بطاقة الرقم القومى والتأكد من سن المشتري، وعدم السماح للأطفال بشرائه.

وتقدم الدكتور محمد سليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب وعضو اللجنة العامة بالمجلس، بطلب إحاطة لتشديد الرقابة على منافذ بيع المنتجات الغذائية والمشروبات فى المدارس والتأكد من عدم احتوائها على أى منتجات ضارة بالطلاب.

وطالب الدكتور محمد سليم بتطبيق قانون قمع الغش والتدليس لجريمة غش الأغذية، حيث حدد قانون قمع الغش والتدليس رقم 48 لسنة 1941 والمعدل بالقانون رقم 281 لسنة 1994 القواعد الخاصة بجريمة الغش التجارى والعقوبات المترتبة على ذلك بالقانون، ونص: «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأى طريقة من الطرق».

اقرأ أيضًا.. «مشروبات الطاقة».. إحساس زائف بالشبع والنشاط