فى الشارع المصرى

حتى لا تبعثر أموال الخير

مجدى حجازى
مجدى حجازى

الصدقة بابٌ من أبواب الخير والفلاح، وسبيلٌ إلى الفوز برضوان الله جل جلاله فى الدنيا والآخرة، كما أنها تطهيرٌ وتزكيةٌ للنفوس، وهى من أكبر براهين الإيمان، فقد صحَّ عند «الإمام مسلم» عن أبى موسى الأشعرى أن النبى  قال: «والصدقة برهان». 

الصدقة تنميةٌ وزيادةٌ للأموال، فهى سببٌ فى دعاء الملائكة للإنسان أن يزيد الله تعالى فى ماله، وأن يُبارك له فى رزقه فقد صح عند «البُخارى» عن أبى هريرة «رضى الله عنه»: أن النبى  قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا»..

وتنميةٌ للأجر والثواب، وفيها سدٌ لحاجات الفقراء والمحتاجين، وهى وسيلةٌ لتحقيق التكافل الاجتماعى وانتشار الرحمة والتآخى والمودة بين الناس.

وجاء فى الصحيحين عن أبى هريرة «رضى الله عنه» أن النبى ، قال: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة فى ظله يوم لا ظل إلا ظله»، وذكر من هؤلاء السبعة: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه»..

وما أجمل أن تكون الصدقة على من يستحقها من ذوى الرحم فهم أولى بها من غيرهم لما صحَّ عند «النسائى وابن ماجه» عن سلمان بن عامر «» أنه قال: قال رسول الله : «إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذى الرحم اثنتان: صدقة وصلة». 

والحديث عن فضل الصدقة ومعانيها وفوائدها يحتاج إلى الكثير من التدبر.. ولنعرج إلى المستهدف من كتابة هذا المقال، حيث استوقفنى شاب ملأه عمل الخير عن قناعة بأن الصدقة تزيد وتُبارك فى مال المتصدق وتدفع عنه المضرات، لما صحّ عند الإمام «مسلم» عن أبى هريرة «» عن رسول الله ، أنه قال: «ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله»..

وجاء تساؤل الشاب: «لماذا لا تفعل وزارة التضامن الاجتماعى دورها المنوط بها، وتقدم دليلًا استرشاديًا من خلال منصتها الإلكترونية، بالإضافة إلى النشر بالصحف ووسائل الإعلام عن قوائم بأسماء المؤسسات والجمعيات الخيرية الأكثر استحقاقًا لأموال المتبرعين؟!».

ويضيف الشاب: «إذا ما سارعت وزارة التضامن الاجتماعى بتفعيل هذا المقترح، فإنها سوف تبدد حيرة أهل الخير، خاصة أنهم يعانون من ملاحقة الاستجداء المتواصل بإلحاح دون قاعدة بيانات تؤكد مصداقياتها!.».

ويؤكد الشاب: «لابد من وزارة التضامن أن تحرص على تقديم تلك القوائم بناء على متابعة حثيثة لأداء تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وتقييم ما تقدمه من خلال مشاركة إيجابية بوضع خطة قومية للاستفادة من أموال الخير فى سد فجوات الاحتياج والعوز، ذلك حتى لا تهدر وتبعثر أموال الخير وتترك مصائرها رهن أهواء جامعيها». 

لذا لزم التنويه.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.