خطيب الجامع الأزهر: حب الأوطان من الإيمان

  الدكتور  أحمد عمر هاشم
 الدكتور  أحمد عمر هاشم

ألقى خطبة الجمعة اليوم   الدكتور  أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف، ودار موضوعها" حب الوطن واجب ديني".

الدكتور أحمد عمر هاشم: إن محبة الأوطان واجب كل إنسان، آمَن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد ﷺ  نبيا ورسولا، فما شرع الحق - تبارك وتعالى- الجهاد إلا دفاعا عن العقيدة والوطن، حيث قال - تعالى-" قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ "...ففي الآية الكريمة دلالة على أهمية الوطن وأهمية الحفاظ عليه وعلى أمنه واستقراره والدفاع عنه.

 

وفي السنة النبوية المطهرة، تحدث المصطفى ﷺ عن حب الوطن فقال في خطبته الشهيرة في حجة الوداع: "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا"، فقد حَمى ﷺ حقوق الأوطان في كل مجالاتها من النفس والمال والعرض.

أحمد عمر هاشم: «الرئيس يُقدر العلماء وهذه ظاهرة تبشر بخير عظيم للأمة»

  عضو هيئة كبار العلماء: إن حب وطننا مصر واجب على كل من افترش ترابها والتحف سماءها، فمصر هي كنانة الله في أرضه، فمن أرادها بسوءٍ قصمه الله -تعالى-، فقد ذكرها المولى - تبارك وتعالى- عدة مرات، ومن بينها قوله -تعالي- "وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩) "سورة يوسف. فقد وعد الله  - سبحانه وتعالى - مصر بالأمن والأمان الخالدَين والباقيَين إلى قيام الساعة.

   الدكتور أحمد عمر هاشم: إن مصرنا لها عظيم المكانة بين الأمم، فعندما فُتحت مصر في السنة العشرين من الهجرة قال عنها النبي ﷺ " إِنَّكم ستفتحونَ مصر ، وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ ، فإذا فتحتُموها ، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا ، فإِنَّ لهم ذمَّةً و رَحِمًا "فقد جاء في شرح الحديث أن إبراهيم، ابنُ نبينا محمد ﷺ  كانت أمه هي مارية القبطية المصرية، وأن السيدة هاجر، أم سيدنا إسماعيل عليه السلام كانت من مصر، ففي هذا تصريح وتلويح بمحبة مصر وأهلها، مما يستوجب علينا أن نعرف قدرها ونحافظ على أمنها.

خطيب الجامع الأزهر: لقد مرت على مصر فترات عجاف وعبر عليها الاستعمار فما استطاع أن يفعل بها كما فعل في غيرها من الدول.

فمصر هي البلد الوحيد الذي لم يستطع الاستعمار أن يغير لغته أو هويته، ويرجع الفضل في ذلك إلى الله- سبحانه وتعالى- أولا، ثم الأزهر الشريف، الذي بزغ نوره في سماء أرض الكنانة، يجمع أبناء المسلمين من كل الأرض، ويبعث علماؤه إلى شتى بقاع الأرض، لينشر عبير الإسلام فيها.