فى الصميم

البيضة والفرخة.. والردع المطلوب!

جلال عارف
جلال عارف

حتى شهور قليلة كان سعر كرتونة البيض فى حدود خمسين جنيها، وكان أصحاب مزارع الدواجن وإنتاج البيض يشكون من أن  "السوق مضروب" ويحذرون من ارتفاع قادم فى الأسعار. الآن وصل سعر كرتونة البيض لأكثر من تسعين جنيهاً وتضاعفت أسعار الدواجن.. والأخطر هو أن شكاوى أصحاب المزارع لا تقل عن شكاوى المستهلك(!!) وتحذيرهم لا ينقطع بأن صناعة الدواجن وإنتاج البيض فى خطر بسبب المضاربة فى أسعار الأعلاف!

الأزمة فى الأعلاف تختلف عن أزمة الأرز التى نطمئن فيها بأننا ننتج ما يكفينا منه، وأن الكميات المختفية منه ستظهر حتماً. أما فى الأعلاف فنحن ـ للأسف الشديد ـ لم نهتم فى سنوات سابقة بإنتاج مكونات الأعلاف واعتمدنا على استيرادها. ولهذا تعانى صناعة الدواجن وإنتاج البيض الآن مرتين.. الأولى من ارتفاع أسعار الاستيراد بسبب ارتفاع الدولار، والثانية ما يقوم به "المحتكرون" من تلاعب فى الأسعار بلا مبرر إلا انتهاز الأزمة للإثراء غير المشروع.

دول العالم كلها تتحرك الآن لتأمين غذائها ولتوطين ما تستطيع من صناعات استراتيجية على أرضها.. ومصر تتحرك بالطبع فى هذا الاتجاه من أجل تخصيص مساحات أكبر لزراعة محاصيل أساسية مثل القمح والذرة، ولدعم الصناعة الوطنية لتغطى الاحتياجات المحلية وتصدر للخارج. ويتم ذلك فى ظروف صعبة على الجميع أن يتكاتف من أجل عبورها.

 العاجل الآن فى صناعة الدواجن وإنتاج البيض هو ضرب احتكار الأعلاف والتلاعب فى أسعارها. الدولة رعت دائماً هذه الصناعة من أجل توفير ما يكفى السوق المحلى بسعر معقول. ومن أجل ذلك وفرت الدولة الحماية لهذه الصناعة من استيراد كان قادراً على إغراق السوق وقتل هذه الصناعة الناجحة. لا يمكن الآن ترك بعض المحتكرين ليبددوا هذا الجهد. الردع مطلوب.. وبسرعة!