فى الصميم

حلفاء.. ولكن!!

جلال عارف
جلال عارف

لاشك أن الرئيس الأمريكى بايدن قد نجح  لحد كبير فى ترميم علاقات بلاده مع الحليف الأوروبى بعد أن كانت قد تدهورت لحد كبير فى عهد «ترامب» الذى كان يعادى علنا الوحدة الأوروبية ويشجع بريطانيا على الانفصال عنها، ويرفض تحمل أمريكا العبء الأكبر فى حلف «الناتو».

ثم جاءت الحرب فى أوكرانيا لتغطى على خلافات عديدة بين الحلفاء فى «الناتو» الذى وقف بكل قوة مع أوكرانيا فى مواجهة روسيا مع الحرص الشديد على أن تكون هناك خطوط حمراء تمنع المواجهة المباشرة بين الغرب وروسيا التى ستكون كارثة على الجميع.

الآن وفى توقيت دقيق للغاية يذهب الرئيس الفرنسى «ماكرون» لزيارة بالغة الأهمية إلى أمريكا الرئيس الفرنسى لايحمل فقط ملفات العلاقات بين الدولتين وإنما يمثل الزعامة السياسية لأوروبا، وهو الزعيم الغربى الأبرز الذى مازال على اتصال بالرئيس الروسى بوتين، وهو مع دعمه لإوكرانيا كان ـ ومازال ـ من التيار الذى يرى خطورة استمرار الحرب فى أوكرانيا على أمن أوربا والعالم.

الرئيس بايدن ـ من جانبه ـ يدرك أهمية الحفاظ على وحد أوروبا وتحالفها  القوى مع أمريكا ـ وتقوية «الناتو» حتى بعد نهاية المواجهة الحالية مع روسيا.

ويضغط بكل القوة الامريكية، لكى يكون تحالفه مع أوربا كاملا فى مواجهة قادمة مع الصين «!!» وهذا موضوع فيه خلافات كثيرة وتباين فى وجهات النظر، وقد رأينا المستشار الألمانى قبل أيام فى الصين لدعم العلاقات الاقتصادية معها..

بينما رئيس وزراء بريطانيا يعلن أن المواجهة بدأت مع التنين الصينى!!
فى كل الأحوال..

المحادثات لن تكون سهلة على الاطلاق. فرنسا تقدر مساعدة أمريكا فى توفير الغاز لأوروبا، لكن ماكرون صرخ علنا: لماذا تبيعون الغاز لنا بأربعة أمثال السعر الذى تدفعه الشركات الأمريكية؟!..

وماكرون رغم تحسن العلاقات لم يتخلى عن فكرته لانشاء قوة مسلحة أوروبية بعيدا عن سيطرة أمريكا على «الناتو». ويبقى العاجل الآن هو إيقاف الحرب فى أوكرانيا ومنع امتدادها للجوار الأوربى، والمناخ مهيأ لخطوة إيجابية نحو الحل.. واذا حدث ذلك فقد يكون اللقاء القادم الهام هو ما بين ماكرون وبوتين.. فلننتظر ونرى.