الدفاع الروسية تُعلن مقتل أكثر من 100 عسكري أوكراني بضربة دقيقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين 28 نوفمبر، عن أن الطيران الروسي في منطقة دنيبروبيتروفسك قام بتصفية أكثر من 100 جندي أوكراني بضربة من أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة.

وجاء ذلك خلال التقرير اليومي للتقدم المحرز في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، حيث تابع المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، الذي تابع بأن ضربات الأسلحة الروسية عالية الدقة تمكنت من ضرب نقطة تمركز الأفراد ولمعدات العسكرية للواء الدبابات رقم 17 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة محطة مويسييفكا بمنطقة دنيبروبيتروفسك، حيث تم تدمير 8 مدرعات و5 مركبات أثناء تحميلها للنقل بواسطة السكك الحديدية.

اقرأ أيضًا: الدفاع الروسية: مقتل وإصابة 300 جندي أوكراني وصد هجمات لقوات كييف

وفي سياق متصل، حسبما أفادت "روسيا اليوم"، أحبطت القوات الروسية محاولة لمهاجمة المواقع الروسية في اتجاه كوبيانسك، وبالتحديد في اتجاه قرية كوزيموفكا بلوجانسك، وتم صد الهجوم، ونتيجة لأضرار النيران أعيدت وحدات القوات المسلحة الأوكرانية إلى مواقعها الأصلية في منطقة قرية بيريستوفوي بمنطقة خاركوف، وتمت تصفية أكثر من 50 عسكريًا أوكرانيا ودبابة ومدرعتين وشاحنة صغيرة.

وبحسب "روسيا اليوم"، ألحقت نيران المدفعية الروسية الهزيمة بمجموعتين تكتيكيتين حاولتا الهجوم في اتجاه كراسنوليمان بمنطقة قرية تشيرنوفايا ديبروفا، وقامت بتصفية أكثر من 30 عسكريًا أوكرانيًا، ومدرعتين و3 شاحنات صغيرة.

وفي اتجاه أرتيوموفسك، حاول العدو، بمساعدة 4 مجموعات تكتيكية سرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، شن هجوم مضاد في اتجاه قرى بيلوجوروفكا وباخموتسكويه وياكوفليفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية من أجل وقف تقدم القوات الروسية، ومن خلال إلحاق أضرار بنيران مختلطة، تم إيقاف الهجوم، وتصفية ما يصل إلى 80 عسكريًا أوكرانيًا ودبابة و3 مدرعات وشاحنتين صغيرتين وسيارة.

وتم صد هجومين مضادين للقوات المسلحة الأوكرانية من خلال الضربات المدفعية وأنشطة المجموعات الهجومية الروسية، حيث أسفر ذلك عن مقتل أكثر من 50 جنديًا ومدرعتين قتاليتين وعربة قتال مشاة".

كما هزم الطيران العملياتي والتكتيكي للجيش والقوات الصاروخية والمدفعية 8 مواقع قيادة للعدو، إضافة إلى 57 نقطة تمركز أفراد ومعدات عسكرية في 124 مقاطعة، فيما تم تدمير مستودعي ذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية.

ودمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 7 طائرات مسيرة في جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الشعبيتين وفي منطقة خيرسون، وتم اعتراض صاروخين مضادين للرادار من نوع "هارم" في منطقة خيرسون.

وإجمالًا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي: 333 طائرة، و177 مروحية، و2572 طائرة بدون طيار، و390 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و6866 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و904 راجمة صواريخ متعددة، و3624 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و7395 مركبات عسكرية خاصة.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.