مصرية أنا

الجمعة البيضاء!

إيمان أنور
إيمان أنور

فعلًا نحن شعب مالوش كتالوج!.. نشكو ليل نهار من الغلاء وارتفاع الأسعار وانخفاض الرواتب والدخول أمام الاحتياجات اليومية للمواطن البسيط.. ننتقد كل الإجراءات والقرارات التى اتخذتها الحكومة بدءا من تعويم الجنيه والذى ترتب عليه ارتفاع سعر الدولار ومن ثم الزيادات المبالغ فيها فى أسعار السلع والمنتجات الغذائية من لحوم وأسماك واختفاء بعضها مثل الأرز.. وصولا الى البطاطس والطماطم.. نشكو مر الشكوى وتدمع أعيننا من تكاليف الدروس الخصوصية والسناتر والالتزامات والأعباء اليومية..

ثم يأتى بقدرة قادر يوم الجمعة السوداء الذى استوردنا اسمه من الأمريكان وحرفناه ليصبح الجمعة البيضاء.. وهو المعروف عندهم بأول يوم جمعة بعد عيد الشكر الأمريكى.. وسمى بالجمعة السوداء لضرب الأسعار كما هو الحال فيما يطلق عليه بالسوق السوداء.. المهم أن عندنا خليناها بيضاء باعتبار أن يوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى ولا يجب أن تكون سوداء.. ماشى الحال .. ولكن المدهش أنه رغم شكوانا المرة من ضيق الحال وقلة الفلوس فإننى رأيت هذه الطوابير من البشر المكتظة أمام معظم المحلات التجارية التى تبيع السلع ذات العلامات التجارية باهظة الثمن والتى مهما قدمت حرقا للأسعار على سلعها أو وفرت عروضا تحت شعار اشترى واحدة والثانية بنصف الثمن تظل أيضا غالية الثمن بالنسبة للمواطن البسيط الذى من المفترض أنه طفحان الدم وشقيان ويعانى من ميزانيته المحدودة!.. والغريب اننى لاحظت بنظرة سريعة أن غالبية من كانوا يصطفون على الأبواب فى انتظار دورهم لدخول المحال التجارية كانوا من الطبقة المتوسطة والمتوسطة جدا وربما الفقيرة أيضا!!.. حركة الرواج والزحام التى شهدتها الأسواق والمولات التجارية على مدى اليومين الماضيين فعلا تثير العجب!!.. أمال بتشتكوا ليه بقى لما الدولة تأخذ إجراءات اصلاحية مهمة من أجل النهوض بالبلد.. والصالح العام..
ربما تضغط بها بعض الشىء على المواطنين ولكنها حتما ستؤتى ثمارها فى القريب ؟!.. لماذا لا تصبرون حتى نعبر من عنق الزجاجة دون بكاء ونواح وانتقاد ؟!!..
فعلا شعب غريب مالوش كتالوج!!..وكل جمعة بيضا وأنتم بخير!