عبد الصبور بدر يكتب: وفاء سالم ليست من برج القوس!

عبدالصبور بدر
عبدالصبور بدر

سوف نظل – كجمهور- نعتقد أن وفاء سالم فتاة ألمانية، من أصول مصرية تتحدث العربية بصعوبة، ويمكنها الوقوع بسهولة في غرام شاب مصري أسمر وطموح!

فيلم "النمر الأسود" منحها الجنسية الأوربية دون الحاجة لأختام رسمية.. أما لكنتها فهي تسلب العقل، وتحرضك على أن تنتزع قلبك من بين ضلوعك وتقدمه هدية لها وأنت تنحني أمامها احتراما لجمالها الآسر.

تدرك وفاء أنها تعرضت للظلم حين حصرها المشاهد في دور "هيلجا"، ولكني أظن أنها سعيدة بهذا الظلم الذي جعل منها فتاة الأحلام لكل شاب مصري أبد الدهر. 

20 عاما بالتمام والكمال تغيبت فيها وفاء سالم عن التمثيل بعد فيلم "النمر الأسمر"، أما الإجابة التي تقدمها لجميع الصحفيين في حواراتها معهم حين يسألونها عن السبب هي أنها انحازت للأمومة على حساب الفن. إجابة غير مقنعة، لكنها صالحة للنشر!

كان من المفترض أن تكون وفاء سالم من مواليد برج القوس حتى تتفاخر بجمالها الأخاذ وأنوثتها الممغنطة بمناسبة وبدون مناسبة، وتشكو لطوب الأرض حين تتعرض لعدم التقدير، لكن حظها السىء أوقعها في قسمة برج الميزان، ذلك البرج اللعين الذي تتعامل فيه الأنثى بالعقل مع كل صغيرة وكبيرة في حياتها، وتضع نفسها في خدمة الجميع مدفوعة بعواطف نبيلة، في الوقت الذي تواجه فيه النكران، بدلا من عبارات الثناء والشكر، لتصبح في كل مرة وحيدة تتألم في صمت ولا تبوح بضعفها لأحد!

عادت وفاء للتمثيل، لكنها لم تحقق شيئا يذكر من الفنانة التي بداخلها، حصرها السادة المخرجون في أدوار صغيرة لا تتناسب – أبدا – مع موهبتها الطاغية، تعاملوا معها على أنها مجرد فنانة (سابقة) يعشقها الجمهور، في حين أن وفاء فنانة دائما وتدخر للجمهور ما لا يخطر له على بال!

إمكانيات وفاء العالية في الأداء لم يقترب منها أحد حتى اليوم، إلا أن أنثى الميزان تمتلك طاقة ربانية تجعلها قادرة دوما على أن تنسف اليأس، وتبدأ من جديد في كل مرة لو وجدت الفرصة المناسبة، ولكن الفرصة المناسبة تكاد تكون شحيحة في زمن لا يحتكم للمعايير الفنية في اختيار الممثلين، وبالتالي فإن وفاء ستظل مكبلة بانتظار لا يطاق، وعليها أن تتحلى بالمزيد من الصبر!

"لهطة القشطة" التي خطفت الأفئدة ببشرة بيضاء ناصعة  كأنها مغزولة من ضوء القمر، وقعت بين مخالب مافيا التجميل، ليتم تشويه الوجه المحبب للنفوس، وظلت تعاني على مدار سنوات، حتى نجحت مؤخرا في أن تستعيد ملامحها الطفولية، وتستيقظ من الكابوس المزعج، ويستيقظ معها المصريون على صورتها الأولى المحفورة في وجدانهم منذ عشرات السنين.

فجأة تحولت وفاء سالم إلى ترند، لتتجه إليها الأنظار من جديد، وصورها تغرق وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنها تصرخ في وجوه كل الذين تجاهلوا أحلامها قائلة: مازلتُ على قيد الجمال!